الجمعة 30 مايو 2025 الموافق 03 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

روسيا وأوكرانيا تتفقان على تبادل مباشر للوثائق المتعلقة بالتسوية السياسية في إسطنبول

زاخاروفا
زاخاروفا

في خطوة جديدة على طريق التفاوض لحل النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الجانبين اتفقا خلال مفاوضاتهما التي عقدت في مدينة إسطنبول التركية على تبادل مباشر للوثائق التي تتضمن رؤية كل طرف حول التسوية السياسية ووقف إطلاق النار.

 هذا الاتفاق يأتي كجزء من الجهود المستمرة لإيجاد مخرج دبلوماسي للنزاع الذي بدأ منذ أكثر من عام وأدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

تفاصيل الاتفاق في إسطنبول

قالت زاخاروفا في تصريحات رسمية إن الاتفاق تم التوصل إليه خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت بتاريخ 16 مايو، حيث تم الاتفاق على أن يُعدّ كل من الوفدين الروسي والأوكراني رؤيته الخاصة لآليات التسوية ووقف إطلاق النار. 

وبعد الانتهاء من إعداد هذه الوثائق، سيتم تبادلها مباشرة بين الطرفين ومناقشتها بشكل مفصل في الجولة المقبلة من المفاوضات.

وأضافت زاخاروفا: «إن وفدنا ينطلق من هذا الاتفاق دون وجود أي ترتيبات أو تفاهمات حول وساطة من قبل الولايات المتحدة أو دول أخرى»، مؤكدة بذلك أن الجانب الروسي يرفض أي تدخل وساطة من أطراف خارجية في هذه المرحلة من المحادثات.

رد على مزاعم الجانب الأمريكي

جاءت تصريحات زاخاروفا ردًا على مزاعم أدلى بها المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، الذي قال في وقت سابق إن الإدارة الأمريكية تلقت من كييف قائمة بشروط لتسوية النزاع مع روسيا، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً على أن الولايات المتحدة تلعب دوراً في صياغة اتفاق السلام المرتقب.

وأكدت زاخاروفا أن موسكو تجهل مثل هذه المزاعم، وقالت: «لا نعرف ما الذي سلمه الجانب الأوكراني ولمن»، في إشارة إلى أنها لم تتلق أي معلومات رسمية أو وثائق بهذا الشأن من أوكرانيا أو أي طرف ثالث. 

وأكدت على أن أي خطوات أو تفاهمات تتعلق بالتسوية يجب أن تتم بشكل مباشر بين الجانبين فقط.

سياق النزاع والتفاوض

يأتي هذا التطور في سياق محاولات متكررة لإنهاء الصراع المسلح الذي اندلع بين روسيا وأوكرانيا في فبراير من العام الماضي، والذي تسبب في أزمات إنسانية واقتصادية عميقة.

 فقد تخللت المحادثات فترات من الجمود وتصعيدات عسكرية، لكن التقاء الطرفين في إسطنبول وما تبعه من اتفاقات تبادل الوثائق يشير إلى رغبة متجددة في المضي قدمًا على طريق الحل السياسي.

وقد اتسمت جولات التفاوض السابقة بالتوتر والاختلافات الحادة على شروط وقف إطلاق النار وضمانات الأمن، بالإضافة إلى قضايا إقليمية وسياسية معقدة تشمل السيادة والحدود ومسائل أخرى ذات حساسية كبيرة.

موقف المجتمع الدولي

في حين تعرب دول عدة ومنظمات دولية عن دعمها للحوار بين الطرفين، تظل هناك مخاوف كبيرة من فشل المفاوضات في الوصول إلى اتفاق شامل بسبب التباين الكبير في مطالب كل طرف. 

كما يراقب المجتمع الدولي بحذر كبير دور الوساطات المحتملة، ولا سيما تلك التي قد تقدمها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، حيث ترفض روسيا بشدة أي تدخل خارجي تعتبره تحيزًا.

وقد برزت تصريحات ماريا زاخاروفا لتؤكد أن موسكو تفضل أن تبقى المفاوضات «مباشرة وثنائية» دون وساطة من أطراف ثالثة، وهو ما يمثل تحديًا أمام الولايات المتحدة التي تسعى، حسب تصريحات مسؤولين أمريكيين، إلى لعب دور مؤثر في صياغة الاتفاق النهائي.

خطوات قادمة

بناءً على الاتفاق في إسطنبول، يُنتظر أن يجتمع الطرفان قريبًا في جولة جديدة من المحادثات لبحث الوثائق المتبادلة ومناقشة التفاصيل المتعلقة بآليات وقف إطلاق النار وكيفية تنفيذ التسوية بشكل عملي على الأرض. 

وتأتي هذه الجولة في ظل توقعات متباينة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع، حيث يبدي بعض المحللين تفاؤلًا حذرًا في ضوء استعداد الطرفين للتفاوض المباشر.

لكن في الوقت ذاته، يرى آخرون أن العقبات ما زالت كثيرة، خصوصًا في ظل استمرار الاشتباكات العسكرية ومواقف سياسية متشددة من كلا الطرفين.

أهمية الاتفاقية المباشرة

الاتفاق على تبادل الوثائق بشكل مباشر بين روسيا وأوكرانيا يعد خطوة نوعية تفتح المجال لحوار أكثر شفافية ووضوحًا بين الطرفين، بعيدًا عن الوساطات التي قد تؤدي إلى تعقيد العملية التفاوضية أو التشويش على محتوى المفاوضات.

كما يعكس هذا الاتفاق رغبة الطرفين في العمل على أساس تفاهم مباشر، مما قد يسهل مناقشة القضايا الحساسة ويبني الثقة تدريجيًا في أجواء مفاوضات غير سهلة لكنها ضرورية لإنهاء النزاع.

تم نسخ الرابط