العليمي في موسكو.. إشادة بالدعم الروسي ودعوة لتعزيز التعاون المشترك

أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، عن شكره العميق لروسيا الاتحادية على ما تقدمه من دعم مستمر لليمن، سواء على المستوى الثنائي أو عبر مختلف المنصات والمحافل الدولية، وذلك خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو، اليوم الأربعاء، ضمن زيارة رسمية تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث تطورات الوضع في اليمن.
تاريخ طويل من العلاقات
وفي كلمته أمام الرئيس الروسي، أشار العليمي إلى عمق العلاقات اليمنية الروسية، مذكّراً بأن الاتحاد السوفييتي كان من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة اليمنية الحديثة.
وقال: «نتذكر بكل امتنان أن الاتحاد السوفييتي كان بين أولى الدول التي اعترفت بالجمهورية اليمنية، وهو موقف تاريخي لن يُنسى».
ولفت العليمي إلى أن هذه العلاقات بدأت منذ أكثر من مئة عام، معربًا عن تطلعه لتفعيل أوجه التعاون بين البلدين بمناسبة مرور قرن على بدايتها.
وكشف عن توجيهاته للحكومة اليمنية ببدء الاستعدادات للاحتفال بالمئوية، بما يعكس عمق الروابط بين صنعاء وموسكو.
الدعم في المنصات الدولية
وخلال حديثه، ثمّن العليمي المواقف الروسية الداعمة للقضية اليمنية في المنظمات الدولية، مشيرًا إلى أن اليمن تلقى دعمًا مهمًا من روسيا في ملفات عدة داخل مجلس الأمن وغيرها من المحافل.
كما أكد على أهمية استمرار هذا الدعم خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وأضاف العليمي: «نشكر روسيا على وقوفها إلى جانب اليمن في أصعب الأوقات، ونأمل أن يستمر هذا الدعم مع سعينا لاستعادة الدولة وتحقيق السلام والاستقرار».
السلام والاستقرار أولوية
فيما جدد رئيس المجلس الرئاسي تمسك القيادة اليمنية بخيار السلام، مؤكدًا أن الحكومة تعمل بجد من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات، واستعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار في جميع المحافظات.
وقال: «نؤمن بالسلام والاستقرار كخيار استراتيجي، ونعمل بكل الوسائل لإعادة بناء الدولة اليمنية على أسس متينة وشاملة».
ودعا العليمي المجتمع الدولي، وفي مقدمته روسيا، إلى دعم جهود الحكومة الشرعية في مواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية، التي لا تزال تمثل العقبة الأكبر أمام تحقيق سلام دائم في اليمن.
دعم للجالية والطلاب
وفي لفتة إنسانية، عبّر العليمي عن شكره العميق لما تقدمه روسيا من دعم للجالية اليمنية المقيمة هناك، خاصة الطلاب الذين يدرسون في الجامعات والمعاهد الروسية.
وقال: «لا ننسى الدور الكبير الذي تلعبه روسيا في استقبال ودعم أبناء اليمن من الطلبة، وقد كان لهذا أثر إيجابي كبير في بناء كوادر مؤهلة في مختلف التخصصات».
وأوضح أن أحد أعضاء الوفد اليمني المرافق له في الزيارة هو خريج الأكاديمية العسكرية الروسية، وقد شغل منصب وزير الدفاع في عام 2012، وهو اليوم مستشار للرئاسة، في دلالة على عمق العلاقة التربوية والأكاديمية بين البلدين.
دعوة لافتتاح السفارة في عدن
كما عبّر العليمي عن تطلع القيادة اليمنية إلى إعادة افتتاح السفارة الروسية في العاصمة المؤقتة عدن، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون رسالة سياسية قوية تؤكد على دعم موسكو للشرعية اليمنية، وتعزز من الحضور الروسي في الملف اليمني.
وأضاف قائلاً: «نتطلع لافتتاح السفارة الروسية في عدن، فهذا سيساعد في تعزيز التنسيق والتعاون في كافة المجالات، وسيدعم تواجد روسيا في جنوب البحر الأحمر وباب المندب».
قمة روسيا والعالم العربي
وفي ختام كلمته، عبّر العليمي عن أمله في أن تمثّل قمة «روسيا – العالم العربي» المقررة قريبًا، انطلاقة جديدة في العلاقات بين موسكو والدول العربية، مشددًا على أهمية المشاركة اليمنية في هذه القمة، بما يرسّخ علاقات الشراكة والتفاهم المتبادل.
زيارة رسمية لتعزيز التعاون
وكان العليمي قد وصل إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الثلاثاء في زيارة رسمية، هي الأولى له منذ توليه رئاسة مجلس القيادة، وتأتي بهدف مناقشة تطورات الوضع في اليمن، والتشاور مع القيادة الروسية حول سبل الدفع بعملية السلام، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة تشمل السياسة، الاقتصاد، التعليم، والدفاع.
وتعكس الزيارة حرص الحكومة اليمنية على تنويع علاقاتها الدولية، والانفتاح على القوى الفاعلة عالميًا من أجل دعم مسار السلام واستعادة مؤسسات الدولة.