الأربعاء 16 يوليو 2025 الموافق 21 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

لا تستهين به.. التهاب السحايا قد يبدأ بأعراض بسيطة وينتهي بمضاعفات قاتلة

التهاب السحايا
التهاب السحايا

السحايا من الأمراض التي قد تبدو «بسيطة» في بدايتها لكنها قد تتحول سريعًا إلى «كارثة صحية» تهدد الحياة إذا لم تُكتشف في الوقت المناسب، فمرض السحايا الذي يصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي يعتبر من الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي سرعة التشخيص والعلاج، حيث أن إهمال الأعراض الأولية أو تأخر الحصول على الرعاية المناسبة قد يؤدي إلى مضاعفات «قاتلة» مثل تلف الدماغ أو الوفاة في أسوأ الحالات.

ما هو مرض السحايا؟

السحايا هو التهاب يصيب الأغشية الثلاثة التي تحيط بـ «المخ» و«الحبل الشوكي»، وهي أغشية تعرف باسم «السحايا» لذلك يُطلق على المرض هذا الاسم، ويحدث هذا الالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، وفي حالات نادرة قد يحدث نتيجة أسباب غير معدية مثل بعض أنواع الأدوية أو أمراض المناعة الذاتي.

أنواع السحايا وأسبابها

هناك عدة أنواع من مرض السحايا أبرزها:

السحايا البكتيرية وهو الأخطر ويحتاج إلى علاج فوري في المستشفى لأنه قد يسبب مضاعفات خطيرة خلال ساعات

السحايا الفيروسية وهو الأكثر شيوعًا وغالبًا ما يكون أقل خطورة ويمكن أن يتعافى منه المريض خلال أيام دون علاج خاص

السحايا الفطرية وهي نادرة وتحدث عادة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة

وتنتقل العدوى المسببة لالتهاب السحايا عادة عن طريق الرذاذ أو ملامسة سوائل الجسم مثل اللعاب أو الإفرازات الأنفية أو البراز أو من خلال الدم في بعض الحالات.

أعراض لا يجب تجاهلها

تكمن خطورة السحايا في أن أعراضه في البداية قد تكون «غامضة» وتشبه أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا مما يؤدي إلى التأخر في التشخيص، ومن أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها:

ارتفاع شديد في درجة الحرارة

صداع حاد ومستمر

تيبس الرقبة وعدم القدرة على تحريكها بحرية

حساسية مفرطة من الضوء

قيء وغثيان

نوبات تشنج أو فقدان الوعي

طفح جلدي في بعض الحالات خاصة عند الإصابة بـ السحايا البكتيرية

صعوبة في التركيز أو التهيج المفرط خاصة لدى الأطفال

ظهور أي من هذه الأعراض بشكل مفاجئ يستدعي التوجه إلى أقرب مركز طبي لتلقي التشخيص والعلاج المناسب بسرعة

تشخيص السحايا.. كيف يتم؟

يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض بشكل دقيق ثم يجري بعض الفحوصات للتأكد من الإصابة بمرض السحايا مثل:

تحليل الدم لاكتشاف العدوى

البزل القطني وهو أخذ عينة من السائل النخاعي لفحص وجود الفيروسات أو البكتيريا

تصوير الدماغ باستخدام الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي في بعض الحالات

وبناء على نتائج هذه الفحوصات يتم تحديد نوع السحايا وبدء العلاج المناسب

مضاعفات خطيرة تهدد الحياة

إذا لم يتم علاج السحايا في الوقت المناسب فقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات التي قد تكون «دائمة» أو «مهددة للحياة» مثل:

تلف في خلايا الدماغ

مشكلات في السمع أو فقدان السمع التام

ضعف في الذاكرة والتركيز

نوبات صرع مستمرة

مشكلات في الحركة أو فقدان التوازن

وفي بعض الحالات الشديدة قد يؤدي التهاب السحايا إلى الوفاة خلال ساعات خاصة إذا كان من النوع البكتيري،

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة بـ السحايا وتحتاج إلى رعاية وقائية خاصة مثل:

الأطفال خاصة من هم أقل من 5 سنوات

الطلاب الذين يعيشون في مساكن جامعية مزدحمة

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة

من أجروا عمليات جراحية في الدماغ أو النخاع الشوكي

المسافرون إلى مناطق ينتشر فيها المرض

الوقاية ممكنة بل ضرورية

لحسن الحظ هناك وسائل فعالة للوقاية من مرض السحايا خاصة إذا كان من النوع البكتيري، حيث توجد عدة أنواع من اللقاحات التي تساعد في الحماية من العدوى مثل:

لقاح المكورات السحائية

لقاح المستدمية النزلية من النوع ب

لقاح المكورات الرئوية

كما أن اتباع العادات الصحية الجيدة مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب مشاركة الأغراض الشخصية وتجنب التزاحم في الأماكن المغلقة يقلل من خطر الإصابة،

متى يجب التوجه للطوارئ؟

أي شخص تظهر عليه أعراض غير مفسرة مثل الحمى الشديدة المفاجئة أو الصداع المصحوب بتصلب الرقبة أو فقدان الوعي يجب أن يتم تقييمه على الفور لأن التأخير قد يكون «قاتلًا»، فكل ساعة تمر دون علاج ترفع من خطر المضاعفات

إن السحايا ليس مجرد عدوى عابرة بل قد يكون تحديًا صحيًا كبيرًا يجب التعامل معه بمنتهى الجدية والحذر.

مرض السحايا يحتاج إلى وعي حقيقي من الجميع بأعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه، فالتعامل السريع مع الأعراض يمكن أن ينقذ حياة ويمنع مضاعفات «مدمرة»، لا تنتظر حتى تتفاقم الحالة ولا تستخف بأي تغير صحي مفاجئ فقد يكون التهاب السحايا خلف هذا التغير البسيط الذي بدأ بصداع أو حرارة.

تم نسخ الرابط