تحقيقات النيابة تكشف.. ماذا حدث في الساعات الأخيرة لحفيد الدجوي؟

تواصل جهات التحقيق في أكتوبر جهودها لكشف ملابسات وفاة الدكتور أحمد شريف الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، مؤسسة جامعة 6 أكتوبر، والذي عُثر على جثمانه داخل مقر إقامته بأحد المنتجعات السكنية بمدينة السادس من أكتوبر، وذلك في ظروف وصفتها وزارة الداخلية بأنها واقعة انهاء حياته باستخدام سلاح مرخص.
طلبات من معمل الأدلة الجنائية لفحص السلاح ومسافة الإطلاق
وفي إطار سير التحقيقات، طالبت النيابة العامة معمل الأدلة الجنائية بسرعة فحص السلاح الناري (طبنجة) الذي وُجد بجوار جثة الراحل، وإعداد تقرير فني وافٍ يتضمن نتائج تحليل العيار الناري المستخدم، ومضاهاته بالعيار المستخرج من جسد الفقيد، مع التأكد من مسافة إطلاق النار.
ويهدف هذا الإجراء إلى الوقوف على وجود شبهة جنائية من عدمه، واستبعاد أي احتمالات تشير إلى تدخل خارجي في الحادث، خاصة مع ما أثير على وسائل التواصل الاجتماعي من تساؤلات وشكوك بشأن الواقعة.
فحص الهاتف المحمول لتتبع آخر الاتصالات
كما خاطبت جهات التحقيق إدارة المساعدات الفنية بوزارة الداخلية لفحص وتفريغ الهاتف المحمول الخاص بالمتوفى، وإعداد تقرير شامل يتضمن تفاصيل المكالمات الصادرة والواردة خلال الساعات التي سبقت وفاته.
ويسعى فريق التحقيق من خلال هذا الإجراء إلى تتبع خطوط التواصل الأخيرة التي أجراها الراحل، والتي قد تُسهم في رسم صورة أوضح للحالة النفسية التي كان يمر بها، أو ما إذا كان قد ترك أي رسائل أو تلميحات بشأن نيته الإقدام على هذا الفعل.
استدعاء شهود جدد كانوا على تواصل معه
وفي تطور جديد، قررت النيابة استدعاء عدد من الشهود الجدد في القضية، ممن كانوا على تواصل مباشر مع أحمد الدجوي خلال رحلته الأخيرة إلى أوروبا، وذلك للاستماع إلى رواياتهم بشأن حالته النفسية، وطبيعة الأحاديث التي دارت بينه وبينهم، قبل عودته إلى القاهرة يوم 24 من الشهر الجاري.
ويأتي هذا التوسع في التحقيقات في محاولة لفهم الدوافع والظروف التي دفعت الشاب الثلاثيني لاتخاذ هذا القرار المفجع، خاصة وأنه ينتمي لعائلة علمية مرموقة ومؤسسة تعليمية لها ثقلها داخل مصر.
بيان الداخلية.. الواقعة انتحار بسلاح مرخص
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانًا رسميًا، أوضحت فيه أنه بتاريخ 25 مايو الجاري، ورد بلاغ إلى قسم شرطة أول أكتوبر من أسرة الدكتور أحمد الدجوي، يفيد بقيامه بإطلاق عيار ناري على نفسه باستخدام طبنجة مرخصة خاصة به، أثناء تواجده داخل مقر سكنه في أحد الكمبوندات السكنية بالمنطقة.
وأشار البيان إلى أن الراحل كان يعاني في الفترة الأخيرة من أمراض نفسية، وسافر إلى أوروبا في رحلة علاجية على خلفية تلك المعاناة، ثم عاد إلى مصر مساء يوم 24 مايو، أي قبل يوم واحد فقط من الحادث.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، كما تم إبلاغ النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأمرت بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع الحادث منذ لحظة الإعلان عنه، حيث تسابق العديد من أصدقاء ومعارف الراحل على نعيه، مؤكدين على دماثة خلقه، ونجاحه العلمي، وحبه للحياة، ما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي دفعته للانتحار.
وطالب عدد من المستخدمين بضرورة التعامل مع قضية الصحة النفسية للشباب المصري بجدية أكبر، واعتبار ما حدث ناقوس خطر بشأن الضغوط النفسية التي يعاني منها كثيرون في صمت.
من هو أحمد شريف الدجوي؟
الدكتور أحمد شريف الدجوي هو حفيد الدكتورة نوال الدجوي، إحدى أبرز رائدات التعليم الخاص في مصر، ومؤسسة جامعة 6 أكتوبر.
وكان يشغل مناصب إدارية وتعليمية في عدد من المؤسسات التعليمية التابعة للعائلة.
وكان الراحل قد درس في الخارج، ويتمتع بخبرة علمية واسعة، كما وصفه المقربون بأنه كان مثقفًا وهادئًا ومحبًا للعلم، ما ضاعف من صدمة المقربين بعد تأكيد واقعة وفاته بتلك الطريقة المأساوية.
تحقيقات مستمرة وانتظار تقرير الطب الشرعي
ولا تزال التحقيقات جارية حاليًا من قبل النيابة العامة، التي تنتظر تقرير الطب الشرعي النهائي، وتقرير فحص الأدلة الجنائية، وتفريغ الهاتف المحمول، قبل اتخاذ أية قرارات جديدة.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تظل الحادثة محل اهتمام واسع، وسط حالة من الحزن والأسى في الأوساط التعليمية والاجتماعية، التي عرفت الراحل عن قرب.