المرور يدخل عصر الذكاء الاصطناعي.. روبوت جديد يرصد المخالفات على الطرق

 أجرت الإدارة العامة للمرور تجربة ميدانية لـ«روبوت المرور» الذكي، الذي يعمل بنظام الرادار المتنقل لرصد المخالفات المرورية، وذلك ضمن خطة تطوير ومراقبة المحاور وتحقيق الانضباط المروري وتقليل معدلات الحوادث، خاصة على الطرق السريعة والرابطة بين المحافظات.

تجربة أولى بالعاصمة الإدارية

انطلقت التجربة الأولى للجهاز الجديد في عدد من أحياء العاصمة الإدارية الجديدة، في إطار مرحلة تجريبية تمهيدًا لتعميم الروبوت الذكي لاحقًا في باقي محاور العاصمة والمدن الجديدة مثل العلمين و6 أكتوبر والقاهرة الجديدة.

ووفقًا لمصادر أمنية مطلعة، فإن الجهاز الجديد، الذي يُشبه روبوتًا متحركًا، مزوّد بتقنيات رؤية حاسوبية تعتمد على تحليل الحركة في الشارع بشكل لحظي، إلى جانب أنظمة صوتية للتوجيه والتنبيه، ويتم ربطه بشكل مباشر بغرف التحكم المركزية بالعاصمة.

يلتقط الصور.. ويسجّل البيانات

أبرز ما يميز "روبوت المرور" الجديد هو القدرة على التنقل وتغيير أماكن تمركزه، بعكس أنظمة الرادارات الثابتة المعتادة، مما يُعزز عنصر المفاجأة للمخالفين ويجعل عملية الرصد أكثر دقة وانتشارًا.

 ويقوم الروبوت بتسجيل المخالفات من خلال كاميرات عالية الجودة، تلتقط صورة المركبة ورقم اللوحة، وتحدد نوع المخالفة بدقة، ليتم تحريرها إلكترونيًا في الحال.

مخالفات عديدة.. ورصد فوري

وتشمل قائمة المخالفات التي يمكن للروبوت الذكي رصدها:

تجاوز السرعة المحددة

استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة

عدم ربط حزام الأمان

عدم الالتزام بمسافة الأمان

التوقف في أماكن غير مخصصة

السير عكس الاتجاه

التخطي الخاطئ

ويتم التعامل مع كل مخالفة وفقًا لقانون المرور المطبق، حيث تُحدد قيمة الغرامة بناءً على نوعها، ويتم إرسالها مباشرة للمخالف من خلال أنظمة الربط الإلكتروني مع قواعد البيانات المرورية.

خطوة نحو المرور الذكي

تأتي هذه التجربة في إطار توسيع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الشوارع المصرية، حيث تتجه الدولة إلى تطوير المنظومة المرورية بالكامل عبر استخدام الكاميرات الذكية، الرادارات المتطورة، الطائرات المُسيّرة، والأنظمة الرقمية المرتبطة بمراكز التحكم.

ومن المقرر أن يتم اعتماد «روبوت المرور» رسميًا خلال النصف الثاني من عام 2025، ليبدأ العمل جنبًا إلى جنب مع ضباط المرور، في تنظيم الحركة وضبط المخالفين، بما يسهم في تخفيف الزحام ومنع الحوادث.

تعليق المرور.. الروبوت ليس بديلاً عن العنصر البشري

وفي تعليق على التجربة، أكدت مصادر مسؤولة في الإدارة العامة للمرور، أن الروبوت لن يكون بديلاً لضباط المرور، وإنما أداة مساعدة دقيقة وحديثة لتقليل نسبة الخطأ البشري، ومواجهة المخالفات التي يصعب رصدها بالعين المجردة، خاصة في أوقات الذروة والطرق المفتوحة.

كما أوضحت أن الروبوت مزود بتكنولوجيا تتيح له العمل في ظروف جوية مختلفة، بما في ذلك فترات الليل والنهار، والطرق غير الممهدة، نظرًا لتصميمه وفقًا لأحدث المواصفات العالمية.

انطباعات إيجابية وتحذيرات للمخالفين

ولاقت التجربة استحسان عدد من السائقين الذين شهدوا تواجد الروبوت في أحد ميادين العاصمة الإدارية، حيث عبّروا عن ترحيبهم باستخدام وسائل حديثة لتنظيم الشوارع بشرط عدم المبالغة في الغرامات أو تسجيل المخالفات بشكل خاطئ.

في المقابل، حذرت إدارة المرور قائدي المركبات من الاعتماد على «التحايل التقليدي» للهروب من الرادارات، مشيرة إلى أن الروبوت الجديد لا يمكن خداعه أو التلاعب بمكانه، إذ يتم تحريكه تلقائيًا أو عن بعد، لرصد المخالفين في أماكن غير متوقعة.

مستقبل أكثر أمانًا

تؤكد الجهات المعنية أن إدخال التكنولوجيا في منظومة المرور هو السبيل نحو طرق أكثر أمانًا وسلوك مروري أكثر التزامًا، خاصة في ظل زيادة عدد المركبات، وتوسّع شبكة الطرق الحديثة التي تنفذها الدولة.

وفي ختام المرحلة التجريبية، تعكف الإدارة العامة للمرور على تقييم أداء الروبوت بدقة من حيث جودة الرصد، سرعة التفاعل، وإمكانية التوسع في استخدامه بأماكن أكثر زحامًا مثل القاهرة الكبرى، ومحاور الربط بين المحافظات.

ومع اقتراب موعد تفعيله الرسمي، يبقى السؤال: هل سيُحدث روبوت المرور ثورة في شوارعنا، أم سيحتاج إلى ضبط وتحديث مستمر لمواكبة الواقع المروري المتغير؟ الإجابة ستكون واضحة مع أول تطبيق فعلي في منتصف 2025.