متى يبدأ «نحر الأضحية» ومتى ينتهي؟.. الإفتاء توضح التوقيت الصحيح

الأضحية هي إحدى الشعائر العظيمة التي ارتبطت بعيد الأضحى المبارك ارتباطًا وثيقًا، وتُعد من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة، وقد أوضحت «دار الإفتاء المصرية» من خلال صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» التوقيت الصحيح الذي يُشرع فيه ذبح الأضحية، حيث بينت أن أول وقت يُسمح فيه ببدء النحر يكون بعد طلوع شمس اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، والذي يُعرف عند عموم المسلمين بيوم النحر.
ويبدأ توقيت الذبح وفقًا لما أوضحته «الإفتاء» بعد دخول وقت صلاة الضحى، أي بعد مضي وقت يسع لأداء ركعتين وخطبتين خفيفتين، وهي المدة التي تعقب صلاة العيد مباشرة، حيث يتمكن المصلي من إنهاء الصلاة والاستماع إلى الخطبة، ثم بعدها يُشرع له البدء في الذبح، وهذا ما يجعل بداية النحر متعلقة بالوقت الشرعي لصلاة العيد وليس مجرد دخول فجر اليوم العاشر.
المدة المسموح بها لذبح الأضحية
أكدت «دار الإفتاء» في نفس السياق أن وقت ذبح الأضحية لا يقتصر على اليوم الأول فقط، بل يمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو ما يعني أن المدة المقررة شرعًا لذبح الأضحية تمتد لأربعة أيام كاملة تبدأ بيوم النحر وتنتهي مع غروب شمس اليوم الرابع من عيد الأضحى، وهذا يشمل الأيام الثلاثة التي تلي يوم العيد المعروفة عند المسلمين بـ«أيام التشريق».
وبهذا التوضيح فإن من لم يتمكن من الذبح في اليوم الأول لأي سبب كان، سواء لضيق الوقت أو لظروف خاصة، فله أن يذبح في أي من الأيام الثلاثة التالية، بشرط أن يتم ذلك قبل غروب شمس اليوم الرابع.
أفضل وقت لذبح الأضحية شرعًا
ولأن المسلم حريص دائمًا على تحري الأفضل والأكمل في طاعاته، أوضحت «الإفتاء» أن أفضل توقيت لنحر الأضحية هو في اليوم الأول من أيام العيد، وذلك مباشرة بعد انتهاء المصلين من أداء صلاة العيد، وأشارت إلى أن تعجيل الذبح عقب الصلاة يحمل في طياته فضيلة عظيمة، لما فيه من المسارعة إلى الطاعة وابتدار للخير، فضلًا عن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، إذ كان يبدأ بذبح أضحيته بعد الصلاة مباشرة.
أنواع الأضحية وشروطها الشرعية
تطرقت «دار الإفتاء المصرية» في توضيحاتها إلى أنواع الأضحية التي يجوز شرعًا تقديمها، حيث أشارت إلى أن الأضحية تشمل الغنم من الضأن أو الماعز، ويُكتفى في هذه الحالة بذبح واحدة فقط عن الشخص وأهل بيته، ولا يجوز الاشتراك فيها بين أكثر من شخص.
أما إذا كانت الأضحية من الإبل أو البقر أو الجاموس، فيجوز أن يشترك فيها سبعة أفراد، بشرط أن لا يقل نصيب كل شخص منهم عن السُّبع، فإن نوى أحدهم الأضحية بسُبع منها، كانت مجزئة عنه وعن أهل بيته كما بيّنت الدار، وهو ما يفتح المجال أمام كثير من الناس للتعاون والمشاركة في الأضحية تحقيقًا لمقاصدها دون إثقال على أحد.
كيفية توزيع لحوم الأضحية وحكم الأكل منها
حول كيفية توزيع لحم الأضحية، أوضحت «دار الإفتاء» أن من السنة أن يأكل المضحي من أضحيته، ويطعم غيره من الفقراء والمساكين، وقد استشهدت بقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير﴾ وقوله أيضًا: ﴿فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر﴾، وهي آيات تدل على أهمية أن يشترك الناس في نعمة الأضحية، بين الغني والفقير، وبين القريب والغريب.
وأضافت الدار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلوا وتزودوا وادخروا»، وهو ما يدل على جواز الأكل والادخار من الأضحية، وعدم حصرها فقط في التوزيع على الفقراء، بل إن من السنة أن يطعم الإنسان منها أهله ويهدي أقاربه وجيرانه.
أفضل طريقة لتقسيم الأضحية بحسب السنة
أما الطريقة المثلى لتقسيم الأضحية فقد بينتها «دار الإفتاء» مستندة إلى ما ورد عن الصحابة، حيث يُستحب أن تُقسّم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، فيأخذ المضحي ثلثها لأهل بيته، ويهدي ثلثها للأقارب أو الجيران، ويتصدق بالثلث الأخير على الفقراء والمحتاجين، وهذا هو الأفضل لما فيه من جمع بين المعاني العبادية والاجتماعية.
وروت الدار عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يطعم أهل بيته من أضحيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق بالثلث المتبقي، مشيرة إلى أن هذا التقسيم ليس واجبًا وإنما هو على جهة الاستحباب، فمن أراد أن يتصدق بها كلها فله ذلك، ومن شاء أن يأكل أكثر من الثلث فلا حرج عليه.
حكم الاشتراك في الأضحية وتنويع النية
كذلك وضحت «الإفتاء» أن الاشتراك في الأضحية لا يصح إلا في أنواع معينة من بهيمة الأنعام، أي البقر والإبل، أما الغنم فلا يجوز فيها الاشتراك، كما يجب على كل شريك أن ينوي الأضحية كاملة لا الصدقة فقط، لأن النية شرط في صحة العبادة، وإذا اشترك سبعة أشخاص في بقرة مثلًا ونوى بعضهم الأضحية والبعض الآخر أراد مجرد اللحم، فإنها لا تصح أضحية عن أي منهم.
النية في الأضحية وارتباطها بالقبول
وختمت «دار الإفتاء» توضيحاتها بالتأكيد على أن النية الصادقة والإخلاص في تقديم الأضحية من أعظم شروط القبول عند الله، حيث أن الأضحية عبادة لا تُقبل إلا بنية خالصة، وقد قال الله تعالى: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم﴾، فالغاية من الأضحية ليست اللحم ولا الدم، بل هي التقوى والامتثال لأمر الله، والاقتداء بسنة نبيه.
الأضحية شعيرة تتجدد بها معاني الطاعة
الأضحية ليست مجرد ذبح بل هي عبادة متكاملة تحمل معاني كثيرة من الطاعة والتقرب، والإحسان إلى الآخرين، والمشاركة المجتمعية، ولذا تحرص «دار الإفتاء المصرية» في كل عام على توضيح تفاصيلها وأحكامها حتى يؤديها المسلمون على الوجه الأكمل، بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية ويدخل السرور على قلوب الفقراء والمحتاجين في أيام العيد المباركة.