مايكروسوفت تدخل السباق ضد جوجل وتطلق أداة فيديو مجانية بالذكاء الاصطناعي
مايكروسوفت أعلنت عن إطلاق ميزة «ثورية» في تطبيق Bing تتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو مدعومة بالذكاء الاصطناعي دون أي تكلفة حيث تأتي هذه الميزة ضمن حزمة الابتكارات الجديدة التي تقدمها مايكروسوفت لتوسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز حضورها في ساحة المنافسة التكنولوجية العالمية وخاصة أمام عملاق مثل جوجل الذي أطلق مؤخرا نماذج فيديو متقدمة مثل Veo.
مايكروسوفت تفتح أبواب الإبداع بالفيديو أمام الجميع
الميزة الجديدة التي تقدمها مايكروسوفت تحت اسم «Bing Video Creator» متاحة الآن على تطبيق Bing للهواتف المحمولة وتتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة مدعومة بنموذج Sora الذي طورته شركة OpenAI ويُعد من أبرز تقنيات الفيديو التوليدي التي ظهرت في نهاية عام 2024 هذه الخدمة تأتي دون الحاجة إلى اشتراك مدفوع مما يجعلها متاحة لقاعدة جماهيرية أوسع مقارنة بالخدمات التي كانت تتطلب سابقا الدفع أو توفر الوصول فقط عبر اشتراكات خاصة مثل ChatGPT Plus.
آلية الاستخدام.. خطوات بسيطة ونتائج مبهرة
للبدء باستخدام ميزة Bing Video Creator التي أطلقتها مايكروسوفت يكفي أن يقوم المستخدم بفتح تطبيق Bing على هاتفه المحمول ثم النقر على القائمة السفلية واختيار «Video Creator» كما يمكن إدخال أمر نصي في شريط البحث مثل “إنشاء فيديو عن…” ليبدأ النظام في العمل مباشرة بعدها يطلب التطبيق من المستخدم كتابة وصف دقيق للفيديو المطلوب ويتولى الذكاء الاصطناعي تحويل هذا الوصف إلى مقطع فيديو مدته 5 ثوان بنسق عمودي بنسبة عرض إلى ارتفاع 9:16 مع وعد من مايكروسوفت بإضافة دعم للفيديو الأفقي قريبًا.
دمج استراتيجي بين تقنيات OpenAI ومنتجات مايكروسوفت
تواصل مايكروسوفت سياستها المتمثلة في دمج تقنيات OpenAI في كافة منتجاتها حيث بدأت هذه الشراكة تظهر بوضوح خلال العامين الماضيين مع إدخال Copilot في تطبيقات Office ثم استخدام DALL-E في توليد الصور داخل محرك Bing والآن يأتي الفيديو ليكمل منظومة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تراهن عليها مايكروسوفت بشدة ويبدو أن استثماراتها بمليارات الدولارات في OpenAI تؤتي ثمارها ببطء ولكن بثبات.
المنافسة بين مايكروسوفت وجوجل تنتقل إلى الفيديو
رغم أن جوجل أعلنت عن نماذج متقدمة مثل Veo 3 والتي تدعم إنشاء فيديوهات أطول وأكثر واقعية إلا أن مايكروسوفت تراهن على سهولة الوصول وواجهة الاستخدام البسيطة لجذب أكبر عدد من المستخدمين وتوسيع قاعدة مستهلكي تطبيق Bing خصوصًا أن النمو المتسارع في استخدام الذكاء الاصطناعي بات يتطلب أدوات سهلة تتيح حتى لغير المتخصصين دخول هذا العالم والتفاعل معه.
نقلة نوعية في خدمات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
ميزة Bing Video Creator التي تقدمها مايكروسوفت ليست مجرد أداة فنية بل تمثل نقلة نوعية في تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي بطريقة عملية ومباشرة لعامة المستخدمين فهي لا تتطلب أي خبرات تقنية أو إعدادات معقدة ويمكن لأي شخص استخدام التطبيق لإنتاج مقاطع إبداعية تستند إلى أوصافه المكتوبة ما يفتح آفاقا جديدة أمام المبدعين والمسوّقين والمستخدمين العاديين على حد سواء.
استراتيجية مايكروسوفت في توسيع خدماتها المجانية
من الواضح أن مايكروسوفت تسعى عبر هذه الخطوة إلى كسب ثقة السوق من خلال تقديم خدمات مجانية ذات قيمة مضافة حيث تركز على تقديم أدوات إنتاج محتوى مدعومة بالذكاء الاصطناعي دون فرض أي رسوم مبدئية وهذا من شأنه أن يزيد من الاعتماد على منتجاتها خاصة في ظل ارتفاع تكلفة بعض البدائل في السوق مثل أدوات الفيديو المدفوعة أو النماذج الحصرية ضمن منصات مدفوعة أخرى.
مستقبل تقنيات مايكروسوفت في صناعة الفيديو الرقمي
توجه مايكروسوفت نحو دمج الذكاء الاصطناعي في خدمات الفيديو قد يشير إلى طموحات أوسع في مجال الإنتاج الرقمي خاصة إذا ما تم تطوير هذه الأداة لاحقا لتدعم إنتاج فيديوهات أطول أو أكثر تنوعًا من حيث المشاهد والمؤثرات الصوتية والبصرية كما يُتوقع أن تقوم مايكروسوفت بتوسيع انتشار الميزة لتشمل منصات سطح المكتب وتطبيقات Windows ما يسهم في تعزيز التكامل بين أنظمتها المختلفة.
خدمة Bing Video Creator بداية لطريق طويل من التطوير
مايكروسوفت بهذه الخطوة تؤكد أنها لن تكتفي بالبقاء في الخلف في سباق الذكاء الاصطناعي بل تسعى لقيادة هذا التحول الرقمي من خلال شراكتها مع OpenAI وتقديم أدوات عملية تنافس من حيث السهولة والفعالية وتخاطب احتياجات المستخدمين في العصر الرقمي وفي وقت تتسارع فيه وتيرة الابتكار تبدو مايكروسوفت عازمة على وضع اسمها في مقدمة الشركات الرائدة في تقديم الذكاء الاصطناعي كخدمة مجانية متاحة للجميع طوال الوقت.
وهكذا فإن استخدام تقنية Sora داخل تطبيق Bing يثبت أن مايكروسوفت لا تنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه ترف تقني بل على أنه مستقبل الحوسبة الرقمية الذي يجب أن يكون في متناول كل فرد وليس فقط النخبة التقنية.
