السبت 31 مايو 2025 الموافق 04 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الاستثمار على حساب المواطن.. كيف تم تدمير حدائق نجع حمادي؟

الوحدة المحلية لمركز
الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادى

على مدار السنوات الماضية، شهدت مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا حالة من الإهمال والتدمير الممنهج للمساحات الخضراء المتبقية داخل المدينة، ما تسبب في أزمة حقيقية لسكان المدينة الذين يعانون من التكدس والزحام المروري، وغياب أماكن عامة توفر لهم متنفسًا للترويح عن النفس.

الحدائق تتحول إلى أسواق ومحلات تجارية.. غياب للرؤية التنموية

في وقت يحتاج فيه أهالي نجع حمادي إلى المزيد من الحدائق والمتنفسات الخضراء، قامت الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي بتأجير الحدائق العامة وتحويلها إلى أنشطة تجارية بمبالغ مالية، على حساب حقوق السكان في مساحات عامة للاسترخاء والتجمع.

أولى هذه الممارسات بدأت مع حديقة الأسرة بشارع 15 مايو، الواقعة بالقرب من مقر البنك الزراعي المصري وحديقة الزهور (سوزان مبارك سابقًا)، والتي كانت في السابق متنفسًا للأسر وأماكن لإقامة الفعاليات الاجتماعية.

<strong>حديقة( الزهور) سوزان مبارك سابقاً </strong><br> 
حديقة( الزهور) سوزان مبارك سابقاً 
 

لكن مع تغير الإدارة وتحول الحديقة إلى قاعة أفراح مغلقة، تم استبدال المساحات الخضراء بالكتل الخرسانية والزخارف، حيث تم تأجيرها بمبلغ 10 آلاف جنيه شهريًا، ثم ارتفع الإيجار لاحقًا إلى 50 ألف جنيه، بينما العائد الحقيقي على المستأجر يفوق ذلك بكثير.

حديقة الزهور تتحول إلى سوق تجاري وعدد كبير من المحلات

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تم تجريف حديقة الزهور، التي كانت تُعتبر نادياً اجتماعياً وترفيهياً هاماً لأهالي نجع حمادي، ولم يتم العمل على تطويرها أو إعادة تأهيلها، بل تم تحويلها إلى سوق خضار مؤقت، ثم تأجيرها مرة أخرى ليتم بناء أكثر من 50 محلًا تجاريًا عليها.

وقد جرى التأجير أيضًا بمبلغ 50 ألف جنيه شهريًا، وهو مبلغ كان بالإمكان تحصيله من خلال رسوم دخول متواضعة لو تم الحفاظ على الحديقة كمكان عام، وهو ما كان سيعود بالنفع على السكان والمجتمع.

المواطنون يعانون.. والمدينة تفتقد لمتنفس طبيعي

تزداد معاناة سكان نجع حمادي مع تراجع المساحات الخضراء وغياب الأماكن الترفيهية، وسط زحف استثماري ومعماري كبير في المدينة، وهو ما أدى إلى تضييق المساحات التي يمكن أن يستمتع فيها المواطن العادي مع أسرته بأبسط مقومات الحياة، من هواء نقي ومساحات خضراء.

كورنيش المدينة، الذي كان متنفسًا هامًا للسكان، يعاني هو الآخر من الإهمال الشديد، مع انهيار أجزاء كبيرة منه، ما أضاف أعباءً جديدة على السكان الباحثين عن مكان للهروب من ضغوط الحياة اليومية.

<strong>حديقة الأسرة بعد تاجيرها وتحويلها لقاعة أفراح حالياً</strong><br> 
حديقة الأسرة بعد تاجيرها وتحويلها لقاعة أفراح حالياً
 

الحقوقي بركات الضمراني.. «المدينة بحاجة لتدخل عاجل من المحافظ»

في تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أكد الحقوقي بركات الضمراني أن مشكلات نجع حمادي تتفاقم بسبب تخلي المسؤولين المحليين والتنفيذيين عن أدوارهم الرقابية والتنفيذية، حيث تركوا المدينة تواجه زحفًا استثماريًا دون رادع.

وأشار الضمراني إلى أن الحدائق مثل «حديقة سوزان مبارك» لم تعد موجودة، وأن غالبية الأماكن التي كانت توفر متنفسًا للمواطن باتت محطات استثمارية لا يستطيع المواطن العادي تحمل تكاليفها، مما يزيد من الضغوط الاجتماعية على الأسر.

وشدد على أهمية قيام السيد المحافظ بزيارة ميدانية لتلك الأماكن، ليرى بأم عينيه معاناة المواطنين ويلمس التحديات التي تواجههم على أرض الواقع، وأن تتخذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على الحدائق وتطويرها بدلاً من تحويلها إلى أنشطة تجارية تضيع حقوق السكان.

<strong>حديقة الزهور فى الوقت الحالى (سوزان مبارك سابقاً )  بعد تاجيرها وتحويلها لمحال تجارية </strong><br> 
حديقة الزهور فى الوقت الحالى (سوزان مبارك سابقاً )  بعد تاجيرها وتحويلها لمحال تجارية 
 

مطالبات بتوفير مساحات خضراء وحلول عاجلة

يرى سكان المدينة أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تدهور جودة الحياة بشكل أكبر، وسيجعل المدينة مكانًا غير صالح للسكن وسط الازدحام والضوضاء، مع غياب أماكن للراحة والاستجمام.

ويطالب الأهالي السلطات المختصة بوضع خطة تنموية واضحة للحفاظ على الحدائق والمناطق الخضراء، وإنشاء المزيد من المتنفسات التي تخدم جميع فئات المجتمع، خاصة الأطفال وكبار السن، بعيدًا عن المشاريع التجارية التي لا تخدم إلا مصالح فردية.

تم نسخ الرابط