السيطرة على حريق هائل بمزرعة دواجن في سقارة.. والنيابة تباشر التحقيقات
نجح رجال الحماية المدنية في السيطرة على حريق هائل اندلع صباح اليوم الأحد داخل مزرعة دواجن بقرية سقارة التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، دون وقوع إصابات بشرية، فيما باشرت النيابة العامة التحقيقات للوقوف على أسباب الحادث وملابساته.
بلاغ إلى غرفة النجدة وتحرك فوري
كانت غرفة عمليات النجدة بالجيزة قد تلقت بلاغًا من الأهالي يُفيد باندلاع حريق ضخم داخل مزرعة دواجن بقرية سقارة.
وعلى الفور، تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع البلاغ، حيث تمكّن رجال الحماية المدنية من السيطرة على ألسنة اللهب ومحاصرتها قبل امتدادها إلى الأراضي الزراعية والمنشآت المجاورة.
وتم فرض كردون أمني حول موقع الحريق لمنع اقتراب الأهالي وحماية المنشآت القريبة من خطر امتداد النيران، كما جرت عملية التبريد لمنع اشتعالها مجددًا.
جهود مكثفة للسيطرة على النيران
أفادت مصادر أمنية أن رجال الإطفاء تعاملوا مع الحريق بمهنية عالية، رغم التحديات التي واجهتهم بسبب سرعة انتشار النيران، نظرًا لطبيعة المواد القابلة للاشتعال داخل المزرعة، والتي تضم كمية كبيرة من الأعلاف والفرشة الجافة المستخدمة في تربية الدواجن.
وأكدت المصادر أن سرعة الاستجابة من قوات الحماية المدنية أسهمت في الحد من الخسائر المادية، مشيرة إلى أنه لم تُسجَّل أي خسائر في الأرواح، فيما جرى إخماد النيران بالكامل بعد ساعات من الجهود المتواصلة.
استماع لأقوال الشهود ومعاينة الموقع
عقب السيطرة على الحريق، انتقل فريق من ضباط المباحث إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة الأولية، وتم الاستماع لأقوال عدد من شهود العيان والعاملين في المزرعة، حيث أفاد بعضهم بملاحظتهم تصاعد أدخنة كثيفة من إحدى الغرف قبل أن تندلع النيران بسرعة هائلة في باقي أجزاء المزرعة.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بانتداب المعمل الجنائي لإجراء الفحص الفني وتحديد سبب الحريق بشكل دقيق.
فرضية ماس كهربائي قيد الفحص
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه نتائج التحقيقات الرسمية بعد، رجّحت مصادر أولية أن يكون سبب الحريق ناتجًا عن ماس كهربائي بإحدى الوصلات الداخلية بالمزرعة، مشيرة إلى أن أغلب الحرائق المماثلة في مزارع الدواجن ترجع إلى أعطال كهربائية، خاصة مع استخدام أجهزة التدفئة والتهوية بشكل مكثف.
ومن المنتظر أن تُحدّد نتائج تقرير المعمل الجنائي السبب الفعلي لاندلاع النيران، وما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه.
خسائر مادية كبيرة وتضرر البنية التحتية للمزرعة
أدى الحريق إلى خسائر مادية جسيمة، شملت احتراق أقسام كاملة بالمزرعة، من بينها عنابر تربية الدواجن ومخازن الأعلاف، فضلاً عن تدمير بعض المعدات والأجهزة الكهربائية المستخدمة في التشغيل اليومي.
كما أُبلغ عن نفوق عدد كبير من الدواجن داخل العنابر التي طالتها النيران.
وأعرب مالك المزرعة عن حزنه الشديد إزاء ما وصفه بـ«الكارثة»، مشيرًا إلى أن الحريق تسبب في شلل كامل للعمل داخل المنشأة، وناشد الجهات المسؤولة بتقديم الدعم اللازم لإعادة تأهيل المزرعة وإعادتها للعمل في أسرع وقت ممكن.
تكرار حوادث الحريق في المزارع يثير القلق
تُعيد هذه الواقعة إلى الأذهان سلسلة من الحرائق المشابهة التي شهدتها مزارع الدواجن ومصانع الأعلاف خلال الشهور الماضية، ما يسلّط الضوء على خطورة غياب أنظمة الأمان، وسوء الأحوال الكهربائية داخل بعض تلك المنشآت.
وطالب عدد من المتخصصين بضرورة فرض رقابة صارمة على تطبيق معايير الحماية المدنية داخل المزارع، وإجراء صيانة دورية للمعدات الكهربائية، إلى جانب تدريب العاملين على إجراءات السلامة والإخلاء السريع حال نشوب أي حريق.
النيابة تواصل التحقيقات ومراجعة التراخيص
وفي إطار التحقيقات، بدأت النيابة العامة مراجعة التراخيص الخاصة بالمزرعة، والتأكد من مدى التزامها بإجراءات الحماية المدنية، كما أمرت باستدعاء المسؤولين عن تشغيل المزرعة لسؤالهم حول التدابير المتخذة لتأمين المنشأة.
ومن المتوقع أن تُصدر النيابة قرارها خلال الأيام المقبلة بناءً على ما تسفر عنه التحقيقات والمعاينات الفنية.
