استئناف مثير لحكم المؤبد بـ«جريمة شارع الموت» ضد نجل لاعب الزمالك السابق

تقدّم دفاع المتهم بإنهاء حياة نجل لاعب نادي الزمالك السابق «عمر كشمير»، بطعن رسمي أمام محكمة الاستئناف، اعتراضًا على الحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد، والذي أقرته محكمة جنايات القاهرة، في جلسة سابقة انعقدت بالتجمع الخامس.
وأفاد مصدر قانوني بأن محكمة الاستئناف حددت جلسة خلال الأيام القليلة المقبلة لنظر الاستئناف، وسط ترقب واسع من أسرة المجني عليه والمتابعين للقضية التي أثارت اهتمامًا كبيرًا، خاصة لارتباط الضحية بعائلة رياضية معروفة في الوسط الرياضي المصري.
تفاصيل الحكم الصادر بحق المتهم
كانت محكمة جنايات القاهرة قد أصدرت حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد، وذلك بعد ثبوت تورطه في ارتكاب الجريمة التي وقعت في إحدى مناطق القاهرة، وأودت بحياة الشاب «محمد عمر حسن كشمير»، نجل اللاعب السابق.
واعتمدت المحكمة في حكمها على ما ورد في تحقيقات النيابة العامة، والتي تضمنت أقوال شهود العيان، وتقارير الطب الشرعي، وتحريات المباحث التي أكدت تورط المتهم بشكل مباشر في ارتكاب الجريمة.
ملابسات الحادث كما وردت في أمر الإحالة
كشفت النيابة العامة في أمر الإحالة أن المتهم قام بإنهاء حياة المجني عليه من دون سابق إصرار أو ترصد، إذ تربص به في أحد الشوارع، وأشهر في وجهه سلاحًا أبيضًا، هو عبارة عن «مطواة قرن غزال»، محاولًا سرقته تحت تهديد السلاح.
وأوضحت التحقيقات أن المجني عليه رفض الانصياع لمحاولة الاعتداء عليه أو سرقته، فبادر المتهم بتسديد طعنات متتالية إلى صدره، مستخدمًا السلاح الأبيض، ما أدى إلى إصابته بجروح غائرة ونزيف داخلي، أسفر عن وفاته في الحال، وفق ما ورد في تقرير مصلحة الطب الشرعي.
دوافع الجريمة.. السرقة أولًا وأخيرًا
أشارت تحقيقات النيابة إلى أن الدافع الرئيسي للجريمة كان السرقة، إذ إن المتهم استولى على المنقولات الشخصية الخاصة بالمجني عليه عقب تنفيذ جريمته، وكان لا يزال يحمل سلاح الجريمة وقتها.
كما أكدت النيابة أن المتهم لم يكن يحمل ترخيصًا بحيازة أو استخدام السلاح الأبيض، وهو ما أضاف إلى لائحة الاتهامات التي واجهها، حيث أُحيل للمحاكمة بتهم متعددة، شملت: إنهاء حياة المجني عليه عمدًا، والسرقة بالإكراه، وحيازة سلاح أبيض دون تصريح.
ردود فعل غاضبة من الأسرة والجمهور
سادت حالة من الغضب والحزن بين أفراد أسرة المجني عليه عقب صدور الحكم، الذي رأوا أنه لا يعوّضهم عن فقدان نجلهم، لكنهم أبدوا احترامهم الكامل لأحكام القضاء.
وطالبوا بتشديد العقوبة، ومواصلة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان ردع مرتكبي مثل هذه الجرائم مستقبلاً.
وعبّر عدد من زملاء والد المجني عليه، اللاعب السابق «عمر كشمير»، عن تضامنهم الكامل مع الأسرة، مشيرين إلى أن الواقعة تمثل جرس إنذار حول تكرار الاعتداءات بغرض السرقة في الشارع المصري، والتي باتت تهدد حياة الأبرياء.
الدفاع يراهن على ثغرات إجرائية
في المقابل، أعلن فريق الدفاع عن المتهم نيته المضي قدمًا في إجراءات الاستئناف، استنادًا إلى ما وصفوه بـ«وجود بعض الثغرات في الإجراءات»، على حد زعمهم، دون تقديم تفاصيل دقيقة في هذا الصدد.
ويأمل فريق الدفاع في تخفيف الحكم أو إعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى، في حال قبول محكمة الاستئناف نظر الطعن وإعادة دراسة ملف القضية من جديد، وهو ما سيُحسم خلال الجلسات المقبلة.
المجني عليه في سطور.. شاب في مقتبل العمر
الضحية «محمد عمر حسن كشمير» كان شابًا في بداية مشواره بالحياة، معروفًا بسيرته الطيبة بين أصدقائه، وكان لا يزال في مرحلة التعليم الجامعي، وفق ما أفادت به مصادر مقربة من الأسرة.
وقد تركت وفاته أثرًا بالغًا لدى زملائه ومحبيه، لا سيما أنها جاءت في واقعة عنف صادمة وغير متوقعة.
مطالبات بتشديد العقوبات وردع المتهمين
من جانبهم، طالب عدد من النشطاء والمواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم السرقة تحت تهديد السلاح، خصوصًا إذا ترتب عليها إنهاء حياة الضحايا، معتبرين أن الرادع القانوني هو السبيل الأمثل للحد من انتشار هذا النوع من الجرائم.
وأكد مواطنون في تعليقاتهم على أن ما حدث يعكس ضرورة تكثيف التواجد الأمني، ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر حمل السلاح الأبيض، إلى جانب مطالبتهم بإجراءات رقابية أكثر صرامة لضبط العناصر الإجرامية المتورطة في مثل هذه القضايا.
العدالة تنتظر كلمة أخيرة من محكمة الاستئناف
بين مطالبات بالعدالة، واستئناف قانوني قائم، تبقى الكلمة الأخيرة لمحكمة الاستئناف التي من المنتظر أن تصدر حكمها في جلسة مرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، لتضع بذلك فصلًا جديدًا في واحدة من القضايا الجنائية التي أثارت الرأي العام، وأعادت طرح أسئلة مهمة حول أمن المواطن وحقه في الحياة الكريمة والآمنة.
وتبقى هذه المأساة صفحة دامية في سجل لاعب قدم الكثير للرياضة المصرية، ليتحول حلم الأب الذي لطالما رفع راية الزمالك إلى كابوس بفقدان نجله في واقعة مؤلمة.
وبينما تترقب الأسرة والشارع الرياضي كلمة العدالة، يظل الأمل أن ينال الجاني جزاءه ليهدأ قلب لاعب مكلوم.