الجمعة 06 يونيو 2025 الموافق 10 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الكرملين يتوعد بالرد على هجمات كييف.. وبيسكوف.. «سنختار الوقت والطريقة»

القارئ نيوز

في تطور لافت للتصعيد بين موسكو وكييف، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، أن روسيا سترد على الهجمات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت عددًا من المطارات العسكرية داخل الأراضي الروسية، مؤكدًا أن الرد سيكون «في الوقت وبالطريقة التي يراها الجيش الروسي مناسبة».

موسكو تتحفظ على توقيت الرد

ورداً على سؤال وُجه إليه بشأن توقيت الرد الروسي المحتمل، وطبيعته، شدد بيسكوف على أن القيادة العسكرية هي من ستقرر «بالشكل وفي الوقت الذي تراه مناسبًا»، وفق ما نقلته وكالة أنباء «تاس» الروسية الرسمية.

 هذا التصريح يعكس استمرار سياسة الغموض الاستراتيجي التي تتبعها موسكو في تعاملها مع التصعيدات العسكرية.

هجوم بطائرات مسيرة يضرب العمق الروسي

ويأتي هذا التصريح بعد أيام من تنفيذ القوات الأوكرانية هجوم منسق بطائرات بدون طيار استهدف مطارات عسكرية روسية تقع في مناطق بعيدة مثل سيبيريا.

 وأسفر الهجوم عن إصابة 41 طائرة عسكرية روسية، من بينها عدد من القاذفات الاستراتيجية التي تُعد جزءًا من الترسانة النووية الروسية.

 وتُستخدم هذه القاذفات عادةً في شن هجمات بعيدة المدى، سواء بأسلحة تقليدية أو نووية، مما يجعل هذا الهجوم سابقة خطيرة في إطار الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين.

بوتين لترامب.. سنرد بحزم

وفي سياق متصل، كشفت تقارير أمريكية عن فحوى مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أبلغه فيها الأخير بأن موسكو سترد بحزم على الهجوم الأوكراني على مطاراتها. 

وقال بيسكوف إن بوتين أبلغ ترامب بخطط الرد، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول مضمون المكالمة أو توقيتها الدقيق.

وتشير هذه المعلومات إلى أن القيادة الروسية تضع احتمالات الرد العسكري في مسار جدي للغاية، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو والدول الغربية الداعمة لكييف.

تصعيد عسكري جديد في الأفق

ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي تشهد فيه جبهات القتال تصعيدًا ملحوظًا، خصوصًا مع موافقة بعض الدول الأوروبية مؤخرًا على السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها الغربية داخل الأراضي الروسية، وهو ما اعتبرته موسكو «تصعيدًا خطيرًا»، قد يجرّ إلى تداعيات إقليمية أوسع.

كما تؤكد بعض التحليلات أن استهداف الطائرات الاستراتيجية الروسية، والتي يمكن استخدامها في تنفيذ ضربات بعيدة المدى وربما نووية، قد يدفع موسكو إلى إعادة النظر في قواعد اشتباكها الحالية، أو ربما إعادة تفعيل أدوات الردع المتقدمة.

موقف دولي حذر

في المقابل، تتعامل العواصم الغربية بحذر مع التصعيد الأخير، حيث دعت عدد من الحكومات الأوروبية إلى «ضبط النفس» من قبل الجانبين، خشية انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو. 

ويخشى المراقبون من أن أي رد روسي قوي قد يُقابَل بردود فعل غربية مماثلة، مما يُعقّد فرص الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة.

الحرب تدخل مرحلة حساسة

منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تكشّفت فصول متعددة من الصراع، إلا أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة على عمق الأراضي الروسية، وعلى مواقع استراتيجية مثل المطارات العسكرية، تُعد منعطفًا نوعيًا يُنذر بتطور خطير في مسار الحرب.

ويُنظر إلى استهداف هذه المنشآت الحساسة، ليس فقط على أنه ضربة موجعة للبنية العسكرية الروسية، بل أيضًا على أنه رسالة سياسية تفيد بأن كييف باتت تمتلك القدرة على ضرب الأهداف الاستراتيجية في قلب روسيا، رغم التحديات التقنية والميدانية.

وأوضح بيسكوف أن الرئيس بوتين يتابع التطورات عن كثب، مؤكدًا أن الرد سيكون حتميًا. 

وأضاف بيسكوف أن القيادة الروسية لن تسمح بتكرار هذه الهجمات دون عقاب. كما شدد بيسكوف على أن أمن روسيا خط أحمر، وأن الجيش جاهز لاتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب.

ترقب للرد الروسي

وفي ظل صمت موسكو عن توقيت ردها، يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب شديد، وسط مخاوف من أن يشمل الرد عمليات عسكرية واسعة أو استخدامًا لأسلحة جديدة في ساحة المعركة، مما قد يرفع منسوب الخطورة في المشهد الإقليمي والدولي.

ويظل السؤال المطروح: كيف سترد روسيا، ومتى؟ وهل ستكتفي بضربات تقليدية محدودة، أم أن موسكو بصدد رسم ملامح مرحلة جديدة من الحرب، أكثر عنفًا وأكثر توسعًا؟

تم نسخ الرابط