الخميس 26 يونيو 2025 الموافق 01 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الكرملين.. يجب تذكير واشنطن دوما بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي

بيسكوف
بيسكوف

«النووي ».. في تصريحات تحمل دلالات سياسية وتاريخية عميقة، دعا المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين»، دميتري بيسكوف، إلى ضرورة دعوة ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار إلى فعاليات إحياء ذكرى القصف النووي الذي استهدف مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في عام 1945، مشيرًا إلى أن هذه الدعوات يجب أن تكون بمثابة تذكير دائم بكون الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة النووية ضد مدنيين في الحرب.

وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء «تاس» الروسية، إن «من الضروري التأكد من دعوة المسؤولين الأمريكيين دومًا إلى هيروشيما وناجازاكي، حتى يتذكر الجميع أي دولة في العالم استخدمت الأسلحة النووية فعليًا»، معتبرًا أن مثل هذا التذكير لا يخص اليابان وحدها، بل يجب أن يكون موقفًا أخلاقيًا دائمًا من المجتمع الدولي تجاه استخدام القوة النووية.

السفير الروسي يشارك في الذكرى الثمانين

وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان السفارة الروسية في طوكيو، أن السفير الروسي لدى اليابان، نيكولاي نوزدريف، سيشارك رسميًا في حفل تذكاري سيقام في مدينة ناجازاكي في التاسع من أغسطس المقبل، إحياءً للذكرى الثمانين لإلقاء القنبلة الذرية الأمريكية على المدينة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين اليابانيين.

وبحسب بيان السفارة الروسية، فإن مشاركة موسكو في هذه الفعالية تأتي في إطار الالتزام الأخلاقي تجاه ضحايا الحرب النووية، وفي سياق موقف روسيا الثابت من ضرورة نزع السلاح النووي عالميًا، ومنع تكرار مثل هذه الكارثة في المستقبل.

الهجمات النووية.. لحظة مفصلية في تاريخ البشرية

في السادس والتاسع من أغسطس عام 1945، قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 210 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، خلال لحظات قليلة من الانفجار، بينما لقي عشرات الآلاف حتفهم لاحقًا متأثرين بالإشعاعات النووية.

وكانت الولايات المتحدة قد بررت آنذاك هذه الضربة المروعة بكونها «ضرورة عسكرية» للتعجيل باستسلام الإمبراطورية اليابانية وإنهاء الحرب العالمية الثانية، وهو ما حدث بالفعل بعد أيام من القصف، إذ أعلنت اليابان استسلامها رسميًا في 15 أغسطس 1945.

ورغم مرور ثمانية عقود على هذه المأساة الإنسانية، لا تزال الولايات المتحدة ترفض الاعتذار الرسمي عن استخدامها الأسلحة النووية ضد المدنيين، مكتفية بتبرير القصف باعتبارات عسكرية واستراتيجية، وهو ما أثار ولا يزال يثير جدلا واسعا حول شرعية استخدام هذا النوع من السلاح الفتاك، خصوصًا مع تعاظم دعوات نزع السلاح النووي عالميًا.

موسكو.. ازدواجية المعايير الأمريكية

وترى موسكو أن الولايات المتحدة تمارس ازدواجية واضحة في مواقفها تجاه السلاح النووي، إذ تُدين مجرد امتلاك بعض الدول للأسلحة النووية أو السعي إليها، بينما تتجاهل حقيقة أنها الدولة الوحيدة التي استخدمتها بالفعل، بل وتُبقي على ترسانتها النووية بوصفها «ضمانة للأمن القومي الأمريكي».

وفي هذا السياق، قال بيسكوف إن ذكرى هيروشيما وناجازاكي «ليست فقط تذكارًا للمأساة، وإنما يجب أن تكون لحظة مساءلة أخلاقية دائمة»، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي من هذه الحادثة يكشف عن مدى تغليبها لمصالحها الجيوسياسية على حساب الاعتبارات الإنسانية.

سياق جيوسياسي متوتر

وتأتي تصريحات الكرملين هذه في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات بين موسكو وواشنطن على خلفية الحرب في أوكرانيا، واتهام الولايات المتحدة لروسيا بتهديد الأمن النووي الدولي، سواء من خلال تصريحات مسؤوليها أو عبر نشر منظومات نووية متقدمة.

وفي المقابل، تتهم روسيا واشنطن بمحاولة فرض الهيمنة عبر أدوات الترهيب النووي، معتبرة أن الغرب يسعى إلى استخدام فزاعة الردع النووي كوسيلة لعرقلة الطموحات الروسية والإضرار بمصالحها الإقليمية والدولية.

دعوة لحوار عالمي

وفي ختام تصريحاته، أكد بيسكوف أن روسيا تدعو إلى حوار دولي شامل حول نزع السلاح النووي، وضرورة التزام جميع الدول بالقوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة النووية، مشددًا على أهمية «ألا ينسى العالم أن القنبلة الأولى سقطت من يد من»، في إشارة صريحة إلى الولايات المتحدة.

وتابع: «عندما نتحدث عن التهديد النووي، علينا أن نبدأ أولًا بمراجعة التاريخ، لأن من لا يتعلم من الماضي، قد يعيد إنتاج مآسيه».

ومع اقتراب موعد الذكرى الثمانين، يُتوقع أن تشهد فعالياتها هذا العام حضورًا واسعًا من ممثلي الدول والمنظمات الدولية، وسط دعوات متجددة لوقف سباق التسلح النووي وإعادة النظر في الموقف الدولي من امتلاك واستخدام هذه الأسلحة.

تم نسخ الرابط