«القطط ليست دائمًا آمنة».. عدوى مميتة تنتقل منها وتصيب أصحاب المناعة الضعيفة

القطط من أكثر الحيوانات الأليفة انتشارًا في البيوت حول العالم، ويعتبرها كثيرون مصدرًا للراحة النفسية والرفقة الهادئة، إلا أن «القطط» قد تحمل في طياتها خطرًا خفيًا لا ينتبه له البعض، وهو انتقال عدوى خطيرة تعرف باسم داء المقوسات أو التوكسوبلازما، وهي عدوى طفيلية يمكن أن تكون «مميتة» للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو للحوامل والأجنة، مما يفرض ضرورة الوعي بمخاطرها وطرق الوقاية منها.
أعراض غير ملحوظة لكنها خطيرة
بعض المصابين بعدوى التوكسوبلازما الناتجة عن «القطط» لا تظهر عليهم أعراض واضحة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض خفيفة تشبه الإنفلونزا مثل «الحمى» و«تضخم العقد اللمفاوية» و«الإرهاق» العام، إلا أن الخطر الحقيقي يكمن عندما تنتقل العدوى إلى أشخاص يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل مرضى السرطان أو الإيدز أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، حيث يمكن أن تؤدي العدوى إلى «التهاب في الدماغ» أو العينين أو الرئتين مما يجعلها تهدد الحياة.
طبيعة العدوى وكيفية انتقالها
تنتقل عدوى التوكسوبلازما عبر عدة طرق من بينها التعامل المباشر مع فضلات «القطط» المصابة، أو تنظيف صناديق الفضلات دون ارتداء قفازات أو غسل اليدين جيدًا، كما يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق تناول لحوم غير مطهية جيدًا، أو من خلال المياه الملوثة، إلا أن «القطط» تبقى من المصادر الرئيسية لهذه العدوى، حيث تعد العائل الأساسي لهذا الطفيلي الذي يتكاثر في أمعائها.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات عدوى التوكسوبلازما هم أولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، مثل مرضى زراعة الأعضاء أو المصابين بأمراض مزمنة، كما تشكل العدوى خطرًا على «النساء الحوامل» حيث يمكن أن تنتقل العدوى إلى الجنين وتسبب له «تشوهات خلقية» أو فقدان الحمل، لهذا يجب على هذه الفئة تجنب ملامسة «القطط» خاصة إذا لم يتم فحصها طبيًا أو التأكد من خلوها من الطفيلي.
هل يجب التخلص من القطط؟
رغم المخاوف الصحية، لا يعني الأمر أن على الناس التخلي عن تربية «القطط» أو الخوف منها تمامًا، بل تكمن الحلول في اتخاذ إجراءات وقائية واضحة، مثل الاهتمام بنظافة «القطط» وإجراء الفحوصات البيطرية الدورية، وعدم السماح لها بالخروج في الشارع لتقليل فرص إصابتها بالطفيليات، بالإضافة إلى تنظيف صناديق الفضلات يوميًا وارتداء قفازات أثناء التعامل معها، والحرص على غسل اليدين جيدًا بعد لمس «القطط» أو أدواتها.
دور التوعية الصحية في الوقاية
التوعية بخطر انتقال العدوى من «القطط» تعتبر جزءًا مهمًا من الصحة العامة، فمع تزايد أعداد مربي «القطط» في البيوت حول العالم، من الضروري نشر معلومات دقيقة حول هذا المرض، وتوضيح الفئات التي يجب أن تتوخى الحذر، كما يجب تضمين هذه المعلومات في حملات صحية موجهة للأمهات والحوامل والمرضى، ليكونوا على دراية بما يجب تجنبه لحماية أنفسهم وأطفالهم.
القطط والحيوانات الأخرى
رغم أن «القطط» هي المصدر الأكثر شيوعًا لداء المقوسات، إلا أن العدوى لا تقتصر عليها فقط، فالحيوانات الأخرى قد تنقل الطفيلي عبر لحومها إذا لم تُطهى جيدًا، مما يعني أن الوقاية لا تعتمد فقط على تجنب التعامل مع «القطط» فحسب، بل تشمل اتباع العادات الصحية في الطعام والنظافة الشخصية والتعامل الآمن مع الحيوانات.
الرسالة الأهم «تعامل بوعي لا بخوف»
إن الرسالة الأساسية التي يجب أن تصل إلى الناس هي أن وجود «القطط» في المنزل لا يعني تلقائيًا وجود خطر صحي، ولكن المطلوب هو الوعي والحرص والالتزام بالإرشادات الوقائية، فالعدوى تحدث في حالات إهمال واضحة أو ضعف في الثقافة الصحية، ومع الالتزام بالتدابير السليمة يمكن الاستمتاع بصحبة «القطط» دون أي تهديد حقيقي للصحة.