السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل صيام عاشوراء يُكفّر الكبائر؟.. «علي جمعة» يوضح الفرق بين الكبائر والصغائر

الصيام
الصيام

صيام يوم عاشوراء من العبادات التي يحرص عليها المسلمون حول العالم لما لها من مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية وقد وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين فضل صيام هذا اليوم الكريم وتوضح الثواب المترتب عليه إذ يُعد من أفضل أيام «صيام التطوع» التي يُرجى بها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى خاصة وأن هذا اليوم يحمل ذكريات عظيمة في تاريخ الرسالات السماوية ومنها نجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون.

فضل صيام عاشوراء

تشير الأحاديث النبوية إلى أن صيام يوم عاشوراء يُكفّر ذنوب سنة ماضية كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» وهذا يدل على عظم الأجر المرتبط بهذه العبادة لما تحمله من رمزية روحية وتاريخية.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى «صيام» هذا اليوم لما فيه من الفضل العظيم كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان» ما يعكس حرص النبي الكريم على غرس هذا الفضل في نفوس أمته وجعلهم يتقربون إلى الله بالعبادات الخالصة.

هل صيام عاشوراء يغفر الكبائر؟

من أكثر التساؤلات التي تشغل أذهان المسلمين عند الحديث عن صيام عاشوراء هو هل هذا اليوم يكفّر الكبائر من الذنوب وقد أجاب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق في لقاء إعلامي موضحًا أن صيام يوم عاشوراء يُكفّر الذنوب ولكن بشرط أن تكون من الصغائر دون الكبائر حيث قال إن صيام عاشوراء يكفر سنة ماضية ولكنه لا يمحو الذنوب المتعلقة بحقوق العباد مثل أكل مال اليتيم أو التعدي على أملاك الغير إذ إن هذه الذنوب لا تُغفر إلا برد الحقوق إلى أصحابها أو بعفوهم عنها.

كما أوضح الدكتور علي جمعة أن حتى أعظم الأعمال كالاستشهاد في سبيل الله لا تُسقط حقوق العباد وهو ما يؤكد أن «صيام» عاشوراء وإن كان له فضل كبير إلا أنه لا يمكن أن يكون مبررًا للتهاون في حقوق الآخرين فالإسلام لا يفصل بين العبادة والمعاملة بل يجعل من صلاح الأولى طريقًا لإصلاح الثانية.

الفرق بين الصغائر والكبائر

وقد أوضح العلماء أن المقصود من تكفير السنة الماضية بـ صيام عاشوراء إنما هو محو الذنوب الصغيرة التي قد يقترفها الإنسان في حياته اليومية والتي لا تتعلق بحقوق العباد بينما الكبائر فتحتاج إلى توبة نصوح واستغفار صادق ورد الحقوق إلى أهلها إن كانت في جانب المعاملات ولهذا السبب يُنصح المسلمون بمراجعة أنفسهم والتوبة المستمرة مع أداء العبادات كي ينالوا القبول الكامل.

حكم صيام يوم عاشوراء في الإسلام

أكدت دار الإفتاء المصرية أن «صيام» يوم عاشوراء سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي سنة قولية وفعلية حيث ثبت أن النبي صام هذا اليوم وأمر بصيامه لما فيه من فضل عظيم وقد ورد في حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عندما دخل المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فلما سألهم عن السبب قالوا هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى عليه السلام فقال النبي «فأنا أحق بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه.

وروت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يصوم عاشوراء وقد ورد ذلك في صحيح مسلم كما ورد حديث آخر عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي قال «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» ما يوضح أن «صيام» يوم عاشوراء يحمل ثوابًا عظيمًا للمؤمن الصادق في نيته.

صيام عاشوراء والتأسّي بالأنبياء

يأتي «صيام» يوم عاشوراء أيضًا كوسيلة للتأسّي بالأنبياء والرسل عليهم السلام فقد صامه نبي الله موسى عليه السلام شكرًا لله على نجاته وقومه وصامه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تعزيزًا لذكرى هذا اليوم العظيم وقد حرص النبي على التميز عن غيره من الأمم بصيام التاسع والعاشر من شهر المحرم وهو ما يعرف بالتوسعة في الصيام وهو ما يشجع عليه العلماء أيضًا لمن أراد الأجر الأوفى.

صيام عاشوراء في ميزان العبادات

في ظل تعدد العبادات وتنوع سبل التقرب إلى الله يظل «صيام» يوم عاشوراء واحدًا من أهم الطاعات التي تجمع بين الأجر الروحي والارتباط التاريخي بما يعزز في قلب المسلم شعور الانتماء لمنهج النبوة والاقتداء بسيرة الأنبياء والصالحين ومع ذلك يجب أن يتذكر المسلم دائمًا أن «صيام» عاشوراء وإن كان فضله عظيمًا إلا أنه لا يُغني عن بقية العبادات ولا يغفر الذنوب المتعلقة بالناس بل يجب أن يكون حافزًا للرجوع إلى الله والتطهر من جميع الأوزار والحقوق التي قد تُثقل كاهل المؤمن.

تم نسخ الرابط