ضغوط من الوسطاء لعودة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وغزة

الجمعة 27/يونيو/2025 - 10:43 م

في تطور جديد يتعلق بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن هناك ضغوطا متصاعدة من الوسطاء الدوليين للدفع نحو استئناف مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، في محاولة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف المجازر المستمرة بحق المدنيين في القطاع المحاصر.

جلسات أمنية مكثفة داخل حكومة الاحتلال

في السياق ذاته، عقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو جلسة أمنية مصغرة مساء الجمعة، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين، لمناقشة تطورات الحرب في غزة، مع التركيز على جهود استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة.

وذكرت هيئة البث أن نتنياهو من المقرر أن يعقد جلسة إضافية غدًا السبت، لاستكمال المداولات، في ظل تزايد الضغوط من المجتمع الدولي، ومن الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص، لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها التاسع، وخلّفت كارثة إنسانية غير مسبوقة.

الوضع الميداني.. غارات لا تتوقف ومجازر متواصلة

ميدانيًا، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم المروعة في أنحاء قطاع غزة، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف، خاصة في مناطق التوغل شمالًا وجنوبًا.

وأكدت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال دمرت مربعات سكنية كاملة في مناطق الشجاعية والزيتون ورفح وخان يونس، ضمن سياسة التدمير الشامل التي تتبعها إسرائيل لإجبار السكان على النزوح القسري أو قتلهم في أماكنهم.

وضع إنساني كارثي وأشلاء تحت الأنقاض

وفي مشهد مأساوي يتكرر يوميا، لا تزال آلاف الجثث والجرحى تحت الأنقاض، نتيجة القصف المتواصل على الأحياء السكنية والملاجئ والمستشفيات، وسط عجز كامل لطواقم الإنقاذ والإغاثة عن الوصول إلى الضحايا، بسبب القصف المباشر وخطورة الأوضاع الميدانية.

ويقول مسؤول في الدفاع المدني الفلسطيني إنهم يتلقون نداءات استغاثة من مناطق عديدة، لكنهم عاجزون عن التحرك لانتشال الضحايا أو إسعاف المصابين بسبب استهداف سيارات الإسعاف والمعدات الثقيلة.

الحصار الخانق.. لا دواء ولا وقود

من جهة أخرى، تواصل إسرائيل فرض حصار خانق على قطاع غزة، وتمنع دخول الوقود والإمدادات الطبية والمواد الإغاثية الحيوية، رغم المناشدات الأممية والمنظمات الإنسانية الدولية، وهو ما أدى إلى انهيار شبه تام للقطاع الصحي.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن معظم المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال الجرحى أو إجراء عمليات جراحية، في ظل النقص الحاد في الأدوية وأجهزة الأشعة والمولدات الكهربائية التي تعطلت بسبب نفاد الوقود.

أرقام مفزعة لحصيلة الضحايا

وحتى اللحظة، تجاوز عدد الشهداء أكثر من 38 ألفًا، بحسب مصادر في وزارة الصحة، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 90 ألف جريح، بينهم آلاف حالات البتر والشلل والإصابات الخطيرة، فضلًا عن 11 ألف مفقود، لا يزال مصيرهم مجهولًا.

وفي الوقت نفسه، يعيش أكثر من مليون ونصف مواطن في العراء، بعد تدمير منازلهم، ويواجهون خطر المجاعة والأوبئة، وسط تكدّس في مراكز الإيواء التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

المفاوضات المنتظرة.. هل تنجح الوساطات؟

وبينما يتكثف الحديث عن مفاوضات غير مباشرة وشيكة، لم تعلن أي جهة رسمية عن تفاصيل واضحة بشأن الشروط أو الأجندة المحتملة.

إلا أن بعض التقارير الإسرائيلية تشير إلى أن القاهرة والدوحة وواشنطن تمارس ضغوطًا متزايدة على الجانبين لتقديم تنازلات تؤدي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى من الطرفين.

وتسود حالة من الترقب الحذر، وسط تخوفات من أن تكون هذه الجهود محاولة لكسب الوقت فقط، دون أن تحمل أي انفراجة حقيقية للأوضاع الكارثية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.

المقاومة.. «لن نقبل إلا باتفاق عادل وشامل»

في المقابل، أكدت حركة حماس عبر مصادر قريبة منها أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن وقفًا شاملًا للعدوان وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من غزة، إضافة إلى رفع الحصار وإعادة الإعمار، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

كما شددت على أن ورقة الأسرى هي ورقة تفاوضية قوية، ولن يتم التفريط فيها إلا مقابل الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء وذوي الأحكام العالية.

وبين استمرار المجازر اليومية في غزة، وضبابية مسار المفاوضات، تبقى الأوضاع في القطاع على حافة الانفجار الإنساني الكامل، في ظل عجز دولي عن فرض أي حل سياسي، وصمت عالمي تجاه جريمة العصر التي تُرتكب بحق شعب أعزل منذ أكثر من ثمانية أشهر.

عرب وعالم