إحالة المتسبب في واقعة «تبديل الجثتين» بمستشفى زفتى للنيابة

في واقعة صادمة شهدتها مستشفى زفتى العام بمحافظة الغربية، قرر الدكتور أسامة بلبل، وكيل وزارة الصحة بالغربية، إحالة المسؤول عن واقعة تبديل جثتين لسيدتين داخل المشرحة إلى النيابة العامة، بعد اكتشاف الخطأ الجسيم من قبل أهل إحدى المتوفيات.
وأكدت مديرية الصحة بالغربية في بيان رسمي، اليوم الجمعة، أن تحقيقا داخليا عاجلا جرى فتحه فور اكتشاف الواقعة، كما تم اتخاذ عدد من الإجراءات الفورية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء التي تمس مشاعر وحقوق المواطنين.
بداية القصة.. استلام جثمان خاطئ
تعود تفاصيل الواقعة إلى صباح يوم الجمعة، عندما توجهت أسرة إحدى السيدات المتوفيات لاستلام جثمان والدتهم من مشرحة مستشفى زفتى العام، بعد أن وافتها المنية داخل وحدة العناية المركزة بالمستشفى.
وفور وصولهم، جرى تسليمهم جثمانا مدثرًا في كفن أبيض، إلا أن نجلة السيدة المتوفاة، وأثناء محاولتها إلقاء النظرة الأخيرة على والدتها، فوجئت بأن الجثمان لا يخص والدتها، بل لسيدة أخرى غريبة لا تعرفها الأسرة، مما أثار حالة من الذهول والصدمة بين الحضور.
تدارك الموقف واستعادة الجثمان الصحيح
وبحسب البيان الصادر عن مديرية الصحة، فقد تم تدارك الموقف سريعًا خلال نصف ساعة من الواقعة، قبل أن يتم دفن أي من الجثمانين، حيث تم التواصل مع الجمعية الشرعية التي كانت على وشك تسهيل مراسم الدفن للجثمان الآخر، وتم إعادة الجثة إلى المستشفى واستلام الجثمان الصحيح من قبل أهل المتوفاة.
وأكدت المديرية أن الواقعة لم تسفر عن دفن خاطئ أو فقدان للجثث، لكن الخطأ تمثل في تبديل الجثمانين داخل ثلاجة حفظ الموتى بالمشرحة، حيث وُجدت في ذلك الوقت جثتان فقط؛ الأولى لسيدة توفيت بالعناية المركزة، والثانية لسيدة مجهولة الهوية وفاقدة الأهلية.
قرار فوري باستبعاد مسؤول المشرحة
وبناءً على ما جرى، أصدر الدكتور أسامة بلبل قرارًا عاجلًا باستبعاد مسؤول المشرحة من عمله، مؤكدًا أنه تم رفع مذكرة تفصيلية بما حدث إلى الجهات الرقابية والنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المسؤول عن الواقعة.
وشدد وكيل الوزارة على أن وزارة الصحة لا تتهاون مع مثل هذه الوقائع التي تتسبب في ألم نفسي بالغ لأسر المتوفين، مؤكدًا أن إجراءات صارمة ستتخذ لضمان عدم تكرار مثل هذا الخطأ المهني.
مديرية الصحة.. الواقعة فردية ولكنها خطيرة
ومن جانبها، وصفت مديرية الصحة بالغربية الواقعة بأنها «فردية وخطيرة»، وأكدت أنها لا تعبر عن النظام العام المتبع داخل مستشفيات المحافظة، لكنها في الوقت ذاته تستوجب وقفة حاسمة ومحاسبة المسؤولين عنها بلا تهاون.
كما أوضحت المديرية أن هناك نظامًا دقيقًا معمولًا به لتوثيق وتسجيل الجثث داخل المشارح، يتضمن البيانات الكاملة لكل جثمان، بما فيها الاسم، ورقم الملف الطبي، وساعة الوفاة، ومكان الوفاة، ومطابقة البيانات مع تصريح الدفن، إلا أن الخلل هذه المرة كان ناتجًا عن إهمال في مطابقة البيانات من قبل موظف المشرحة.
مشاعر الغضب والحزن تسود بين أهالي المتوفاة
في السياق ذاته، سادت حالة من الغضب بين أفراد الأسرة الذين تعرضوا لهذا الموقف المؤلم، حيث وصف أحد أبناء السيدة المتوفاة الواقعة بأنها «جريمة إنسانية في حق والدتهم»، مؤكدًا أنهم شعروا بالصدمة والذهول حين اكتشفوا أن والدتهم تم تسليمها لأسرة أخرى دون وجه حق.
وأضافوا أنهم يطالبون بمحاسبة المسؤول، ليس فقط إداريًا، بل قانونيًا أيضًا بسبب التسبب في إهانة المتوفاة وألم أسرتها.
مطالب برفع كفاءة إجراءات التعامل مع الجثامين
وطالب عدد من نشطاء المجتمع المدني بمحافظة الغربية وزارة الصحة بـرفع كفاءة وإجراءات الأمان داخل المشارح والمستشفيات الحكومية، خاصة تلك التي تقع في المناطق الريفية أو الأقل تجهيزا، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث، وإن كانت نادرة، فإنها تمثل صدمة كبيرة وتُفقد المواطنين الثقة في المنظومة الصحية.
تحقيقات النيابة لتحديد المسؤوليات
من المقرر أن تبدأ النيابة العامة في محافظة الغربية التحقيق في الواقعة، خلال الساعات المقبلة، عقب إحالة أوراقها من قبل وكيل وزارة الصحة، وستشمل التحقيقات مسؤول المشرحة وعددًا من العاملين المعنيين بالتسليم والاستلام والتوثيق داخل المستشفى.