كيس دهني تحت الجلد في البطن… الأعراض والعلاج وطرق الوقاية

يعد ظهور كيس دهني تحت الجلد في منطقة «البطن» من المشكلات الجلدية الشائعة التي تصيب كثيرًا من الأشخاص دون تفرقة في العمر أو الجنس، ويظهر هذا الكيس عادة على هيئة تورم صغير أو كتلة لينة تحت الجلد في منطقة «البطن»، وتكون غير مؤلمة في معظم الحالات، لكن في بعض الأحيان قد تسبب هذه الأكياس شعورًا بعدم الراحة أو الإحراج، خصوصًا إذا زاد حجمها أو تعرضت للالتهاب، ويستعرض القاريء نيوز فى هذا المقال أهم المعلومات المرتبطة بهذه الحالة، بدءًا من أسبابها، وصولًا إلى طرق الوقاية والعلاج.

ما هو الكيس الدهني؟

الكيس الدهني هو تجمع من الدهون أو الكيراتين تحت الجلد يتكون نتيجة انسداد في الغدد الدهنية، وقد يظهر في أي منطقة من الجسم، لكن تكرار ظهوره في منطقة «البطن» يثير القلق لدى البعض، حيث يتخوف البعض من أن يكون مؤشرًا لحالة مرضية خطيرة، إلا أن الأطباء يؤكدون أن هذه الأكياس غالبًا ما تكون «حميدة» ولا تمثل تهديدًا على الصحة العامة، وتكون عادةً مستديرة الشكل، ناعمة الملمس، وتتحرك تحت الجلد عند الضغط عليها.

أسباب ظهور الكيس الدهني في البطن

منطقة «البطن» مثل غيرها من مناطق الجسم تحتوي على العديد من الغدد الدهنية، وفي حال انسداد أي منها بسبب تراكم الزيوت أو الخلايا الميتة أو التهابات الجلد أو العدوى البكتيرية، قد يؤدي ذلك إلى تكون كيس دهني، وتزيد بعض العوامل من احتمال الإصابة، مثل العوامل الوراثية، واضطرابات الهرمونات، أو إصابات سابقة في الجلد، كما قد تترافق هذه الأكياس مع أمراض جلدية مزمنة مثل حب الشباب.

الأعراض المرتبطة بالكيس الدهني في البطن

الأعراض في أغلب الحالات تكون بسيطة وغير مزعجة، ويلاحظ المصاب ظهور كتلة صغيرة تحت الجلد في منطقة «البطن» تكون واضحة الملمس لكنها لا تسبب ألمًا في البداية، وقد يرافقها بعض الأعراض الأخرى مثل احمرار الجلد المحيط بها، أو خروج سائل أبيض مائل إلى الصفرة في حال تعرض الكيس للتمزق أو الالتهاب، وإذا تعرض الكيس للعدوى فقد تظهر أعراض التهابية مثل تورم شديد، أو ألم، أو حرارة موضعية، ويجب في هذه الحالات مراجعة الطبيب فورًا.

متى يستدعي الكيس الدهني القلق؟

رغم أن الكيس الدهني في منطقة «البطن» غالبًا ما يكون «حميدًا»، فإن بعض العلامات تستوجب مراجعة الطبيب بشكل عاجل، مثل ازدياد حجم الكيس بسرعة، أو تحوله إلى كتلة صلبة غير قابلة للتحرك، أو تغير لونه إلى اللون الداكن، أو حدوث نزيف، أو إذا كان المصاب يعاني من ضعف المناعة، ففي مثل هذه الحالات قد يكون من الضروري إجراء فحوصات إضافية لاستبعاد وجود أورام أو التهابات خطيرة.

تشخيص الكيس الدهني في البطن

يعتمد الطبيب على الفحص السريري في البداية لتشخيص الكيس الدهني، وغالبًا ما تكون ملامح الكيس واضحة من خلال الفحص، وقد يطلب الطبيب أحيانًا إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية «السونار» أو الرنين المغناطيسي لتحديد حجم الكيس ومكانه بدقة، خصوصًا إذا كان عميقًا أو مشكوكًا في طبيعته، كما أن بعض الحالات تتطلب أخذ عينة صغيرة من الكيس لفحصها مخبريًا لتأكيد التشخيص.

طرق علاج الكيس الدهني في البطن

في الحالات البسيطة التي لا تسبب أعراضًا مزعجة، قد لا يحتاج الكيس الدهني إلى علاج على الإطلاق، حيث يختفي أحيانًا من تلقاء نفسه، أما إذا كان الكيس في منطقة «البطن» يسبب إزعاجًا أو يتعرض للالتهاب، فيمكن علاجه بطرق متعددة، منها:

استخدام المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية في حال وجود عدوى

تصريف محتوى الكيس بواسطة الطبيب باستخدام أدوات معقمة

إزالة الكيس بالكامل جراحيًا إذا تكرر ظهوره أو أصبح كبيرًا

ومن المهم عدم محاولة تفريغ الكيس في المنزل، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى العدوى أو تفاقم الحالة، كما أن الضغط على الكيس قد يسبب انتشاره أو ظهور أكياس أخرى مجاورة في منطقة «البطن».

الوقاية من تكرار ظهور الأكياس الدهنية

الوقاية تبدأ من الحفاظ على «نظافة» منطقة «البطن» واستخدام منتجات مناسبة لنوع البشرة، وتجنب استخدام الكريمات الدهنية الزائدة أو ارتداء الملابس الضيقة التي قد تسبب تهيجًا للجلد، كما يُنصح بتناول غذاء صحي يحتوي على فيتامينات ومعادن تعزز صحة الجلد، والابتعاد عن السلوكيات التي تزيد من خطر التهابات الجلد مثل الحلاقة غير الآمنة أو فرك الجلد بعنف، وفي حال كان لدى الشخص تاريخ عائلي مع الأكياس الدهنية، يُفضل المتابعة الدورية مع طبيب الجلدية للكشف المبكر والتعامل السريع.

الكيس الدهني تحت الجلد في «البطن» حالة شائعة لا تدعو للقلق في أغلب الأحيان، لكن تجاهلها أو التعامل معها بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى مضاعفات، لذلك من الضروري عدم التردد في مراجعة الطبيب عند ظهور أي كتلة غريبة في منطقة «البطن»، خاصة إذا ترافق معها ألم أو تغير في الحجم أو اللون، كما أن الوقاية من هذه الحالة لا تتطلب مجهودًا كبيرًا بل فقط بعض العناية والاهتمام بنظافة الجلد.