نظامك الغذائي قد يكون الحل.. أطعمة تخفف من أعراض التهاب المفاصل

المفاصل هي العنصر الأساسي في حركة الجسم وراحته ولكنها قد تصبح مصدرًا للألم والعجز إذا أصيبت بالالتهاب ويُعد «التهاب المفاصل» من أكثر الأمراض المزمنة التي يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم خاصة مع التقدم في العمر أو نتيجة عوامل وراثية أو نمط حياة غير صحي ورغم أن العلاج الدوائي يلعب دورًا مهمًا في تقليل حدة الأعراض إلا أن النظام الغذائي قد يكون عاملًا فعالًا لا يقل أهمية في تقليل الالتهاب وتحسين وظيفة المفاصل.
فقد كشفت دراسات طبية حديثة أن بعض الأطعمة تحتوي على مكونات طبيعية تساعد في تقليل الالتهابات وتخفيف الألم وتحسين مرونة المفاصل وتقلل من تطور المرض وهو ما يجعل تعديل النظام الغذائي خطوة حاسمة لكل من يعاني من مشاكل في المفاصل أو يرغب في الوقاية منها.
علاقة الطعام بصحة المفاصل
يرتبط نوع الغذاء الذي نتناوله ارتباطًا مباشرًا بصحة المفاصل حيث تؤثر بعض الأطعمة على مستوى الالتهاب داخل الجسم إما بزيادته أو الحد منه فالأطعمة الغنية بـ«مضادات الأكسدة» و«أحماض أوميغا 3» والمركبات النباتية الطبيعية تعمل على تهدئة الالتهاب داخل المفصل وتُخفف من التورم والألم.
ومن جهة أخرى تؤدي الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة والمواد الحافظة إلى تفاقم أعراض المفاصل وزيادة الشعور بالألم لذا فإن «الاختيارات الغذائية» الذكية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المصاب.
أطعمة تقلل من التهاب المفاصل
إليك قائمة بأبرز الأطعمة التي يُنصح بها لتقليل أعراض التهاب المفاصل وتحسين صحة المفاصل بشكل عام
1. الأسماك الدهنية
مثل السلمون والتونة والسردين حيث تحتوي على كميات كبيرة من «أحماض أوميغا 3» التي تُعد من أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية وتساعد على تخفيف تصلب المفاصل وآلامها خاصة لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي
2. زيت الزيتون البكر
يحتوي على مركب الأوليوكانثال الذي يمتلك تأثيرًا مشابهًا لبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ويساعد في تقليل التورم والألم في المفاصل كما أنه بديل صحي للزيوت المشبعة
3. التوت بأنواعه
التوت الأزرق والفراولة يحتويان على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات وتعزز المناعة وتساعد على تقليل الضغط المؤكسد الذي يُصيب المفاصل بمرور الوقت
4. الخضروات الورقية
مثل السبانخ والكرنب والجرجير تحتوي على مركبات نباتية تساعد في تقليل الالتهاب وتدعم صحة العظام والغضاريف وتُعد مصدرًا مهمًا للكالسيوم والمغنيسيوم الضروريين لصحة المفاصل
5. الكركم
يُعتبر من أشهر الأعشاب المضادة للالتهاب بسبب احتوائه على مادة «الكركمين» التي أظهرت فعالية في تقليل التورم والتيبس الصباحي عند مرضى المفاصل ويمكن إضافته للطعام أو تناوله كمكمل غذائي بعد استشارة الطبيب
6. المكسرات والبذور
مثل الجوز واللوز وبذور الكتان تحتوي على أحماض دهنية مفيدة وألياف ومغذيات نباتية تساهم في تقليل الالتهاب وتعزيز صحة المفاصل وتقوية الأنسجة المحيطة بها
7. الطماطم
غنية بمادة الليكوبين التي تعتبر مضادًا قويًا للأكسدة وتساعد في تقليل الالتهاب خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المفاصل بسبب أمراض المناعة الذاتية
8. الشاي الأخضر
يحتوي على مركبات «الكاتيشين» التي تقلل من التهاب المفاصل وتحسن من صحة الغضاريف كما أنه يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة ويُعتبر مشروبًا مفيدًا بديلاً عن المشروبات المحلاة
أطعمة يجب تجنبها
تمامًا كما توجد أطعمة مفيدة للمفاصل هناك أطعمة قد تُفاقم أعراض الالتهاب ومنها:
اللحوم المصنعة مثل النقانق واللحوم المجمدة
الأطعمة الغنية بالسكريات المضافة مثل الحلويات والمشروبات الغازية
الزيوت النباتية المكررة مثل زيت الذرة ودوار الشمس عند استخدامها بكثرة
الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنعة
الأطعمة المقلية التي تحتوي على الدهون المتحولة
كل هذه الأطعمة تزيد من إنتاج المواد الالتهابية داخل الجسم وتضعف من قدرته على مقاومة الالتهاب في المفاصل
نمط الحياة والغذاء المتوازن
اتباع نمط حياة صحي لا يقتصر فقط على الأطعمة المفيدة بل يجب أن يكون متكاملًا ويشمل ممارسة التمارين الخفيفة بشكل منتظم مثل المشي أو اليوغا أو السباحة التي تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل كما يُنصح بالحفاظ على وزن مثالي لأن الوزن الزائد يزيد الضغط على المفاصل ويؤدي إلى تآكلها بمرور الوقت.
كما يُفضل شرب كميات كافية من الماء يوميًا للحفاظ على «رطوبة المفاصل» وتحسين ليونتها إضافة إلى أخذ القسط الكافي من النوم لتجديد خلايا الجسم ومقاومة الالتهاب.
النظام الغذائي كدواء طبيعي
أثبتت الأبحاث أن النظام الغذائي يمكن أن يكون «دواءً طبيعيًا» لمشاكل المفاصل وأن الالتزام بخيارات غذائية ذكية قد يغني عن الكثير من العلاجات الدوائية أو يقلل الحاجة لها بشكل ملحوظ ولا يعني ذلك الاستغناء عن العلاج الطبي ولكن دعمه بأسلوب حياة متوازن وغني بالعناصر الطبيعية التي تساهم في شفاء المفاصل وتقليل التدهور.
ويُعد تغيير العادات الغذائية أمرًا ممكنًا ومفيدًا مهما كان العمر أو المرحلة التي وصل إليها المرض فكل خطوة صحية يمكن أن تكون فارقة في تقليل الألم وتحسين القدرة على الحركة.