لتحقيق أفضل نتائج علاجية.. كيفية التمييز بين قشرة الشعر العادية وقشرة الجفاف

الشعر هو أحد أبرز مظاهر الجمال والصحة لدى الإنسان، ويعكس في كثير من الأحيان الحالة العامة للجسم من حيث التغذية والعناية الشخصية، ومن أكثر المشكلات شيوعًا التي تؤثر على صحة ومظهر «الشعر» هي مشكلة القشرة، ورغم أنها تبدو بسيطة للوهلة الأولى إلا أن التمييز بين أنواعها يُعد خطوة ضرورية وأساسية نحو «العلاج الفعّال» والدائم، حيث تختلف الأسباب وطرق العلاج باختلاف نوع القشرة سواء كانت «عادية» أو ناتجة عن «الجفاف»، وهو ما يتطلب وعيًا وتفصيلًا في التشخيص لتفادي العلاجات غير المناسبة.
فهم طبيعة قشرة الشعر
تُعرّف قشرة «الشعر» بأنها تساقط خلايا الجلد الميتة من فروة الرأس، وقد تظهر على هيئة رقائق بيضاء صغيرة تلتصق بخصلات الشعر أو تتساقط على الملابس، وهي حالة شائعة تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتختلف أسبابها باختلاف العوامل المؤثرة في فروة الرأس مثل التغيرات المناخية أو استخدام منتجات العناية أو التغذية أو العوامل الهرمونية.
الفرق الجوهري بين القشرة العادية وقشرة الجفاف
رغم التشابه الظاهري بين النوعين إلا أن هناك فروقًا دقيقة ومهمة، حيث ترتبط القشرة العادية غالبًا بنشاط مفرط للفطريات أو الزيوت في فروة الرأس، بينما ترتبط قشرة الجفاف بانخفاض رطوبة الفروة وتعرضها للهواء الجاف أو الغسيل المتكرر أو سوء استخدام الشامبو.
قشرة الجفاف تكون غالبًا على شكل رقائق صغيرة وخفيفة وتظهر بوضوح أكثر في الأجواء الباردة أو عند التدفئة المركزية، كما تترافق أحيانًا مع شعور بالحكة والشد في فروة الرأس، أما القشرة العادية فتكون أكبر حجمًا وأثقل، وغالبًا ما تترافق مع إفرازات دهنية واحمرار في الجلد أو التهابات طفيفة.
علامات تدل على قشرة الجفاف
من العلامات المميزة لقشرة الجفاف أن «الشعر» يبدو باهتًا وخاليًا من اللمعان الطبيعي، وقد يشعر الشخص بجفاف مستمر في فروة الرأس حتى بعد استخدام المرطبات أو الزيوت، كما أن القشرة الناتجة عن الجفاف تميل إلى التفاقم عند استخدام شامبوهات تحتوي على مواد كيميائية قوية أو عند التعرض المطول للحرارة المباشرة مثل مجففات الشعر أو أشعة الشمس.
أسباب تؤدي إلى جفاف فروة الشعر
الجفاف في فروة «الشعر» قد ينتج عن مجموعة من الأسباب التي يجب الانتباه إليها، منها استخدام المياه الساخنة بشكل مفرط أثناء الاستحمام أو غسل الشعر بشكل متكرر مما يؤدي إلى تجريد الفروة من الزيوت الطبيعية، كما أن الطقس البارد أو الجاف وعدم استخدام مرطبات مناسبة يساهم بشكل مباشر في ظهور هذه القشرة.
قشرة الشعر الدهنية.. صورة أخرى للقشرة العادية
القشرة العادية والتي تُعرف طبيًا باسم «القشرة الدهنية» تحدث نتيجة تراكم الزيوت والفطريات على فروة «الشعر»، وهي أكثر شيوعًا بين ذوي الفروة الدهنية أو أولئك الذين لا يغسلون الشعر بانتظام، وتتميز القشرة هنا بأنها تكون لزجة وكبيرة الحجم وأحيانًا صفراء اللون، كما أنها قد تؤدي إلى انسداد بصيلات الشعر وتفاقم تساقط الشعر إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
طرق التشخيص والتفرقة الدقيقة
لضمان العلاج الصحيح لا بد من التفرقة الدقيقة بين النوعين من القشرة، ويمكن الاعتماد على الملاحظة الذاتية أولًا من حيث الشكل والملمس، فالقشرة الجافة تكون خفيفة وناعمة بينما الدهنية تكون أثقل وتميل للالتصاق، كما أن التوقيت يلعب دورًا، فقشرة الجفاف تزداد في الشتاء بينما تشتد القشرة العادية في حالات التعرق أو قلة النظافة.
استشارة طبيب الجلدية تظل الخطوة الأفضل والأكثر دقة لتشخيص نوع قشرة «الشعر»، حيث يمكن للطبيب استخدام أدوات تحليل الجلد أو حتى إجراء اختبارات بسيطة لفروة الرأس تساعد في تحديد نوع القشرة وتقديم العلاج المناسب.
استراتيجيات فعالة لعلاج كل نوع من القشرة
بمجرد معرفة نوع قشرة «الشعر» تبدأ رحلة العلاج الصحيحة، ففي حالة قشرة الجفاف يُنصح باستخدام شامبوهات مرطبة تحتوي على مكونات مثل زيت جوز الهند أو زيت الأرجان أو زبدة الشيا، كما يُفضّل تقليل عدد مرات غسل الشعر إلى مرتين أسبوعيًا فقط للحفاظ على الزيوت الطبيعية.
أما في حالة القشرة العادية أو الدهنية، فيُنصح باستخدام شامبوهات تحتوي على مكونات مضادة للفطريات مثل الكيتوكونازول أو الزنك بيريثيون، مع الحرص على تنظيف فروة «الشعر» بانتظام وعدم تركها عرضة للتراكمات الزيتية.
العناية الدورية مفتاح الوقاية
الوقاية خير من العلاج، وهذا ينطبق تمامًا على قشرة «الشعر»، حيث تساعد العناية الدورية بالفروة واختيار المنتجات المناسبة على تقليل احتمالية ظهور القشرة أو تكرارها، كما أن تدليك فروة الرأس بلطف واستخدام الزيوت الطبيعية مرة أسبوعيًا يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتوازن الزيوت.
التغذية وتأثيرها على فروة الشعر
التغذية تلعب دورًا مهمًا في صحة «الشعر» وفروة الرأس، حيث إن نقص الفيتامينات مثل فيتامين B6 و B12 أو الزنك قد يؤدي إلى جفاف الفروة وظهور القشرة، كما أن شرب كميات كافية من الماء وتناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية يساعد في ترطيب الجلد من الداخل.
يبقى الوعي هو خط الدفاع الأول في مواجهة مشاكل قشرة «الشعر»، فالتفريق بين القشرة العادية وقشرة الجفاف ليس مجرد مسألة شكلية بل هو أساس للعلاج الصحيح وتجنب تكرار المشكلة، واختيار منتجات العناية المناسبة وتغيير بعض العادات اليومية قد يكون كافيًا لاستعادة التوازن لفروة الرأس وتحقيق شعر صحي ولامع وخالٍ من القشرة.