الأربعاء 09 يوليو 2025 الموافق 14 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

المخابرات الفرنسية.. البرنامج النووي الإيراني تعرض لأضرار واسعة

القارئ نيوز

كشف رئيس جهاز المخابرات الفرنسية، أن التقييمات الأولية تفيد بتضرر جميع مكونات البرنامج النووي الإيراني، مساء اليوم الثلاثاء، وذلك في تطور مفاجئ يعيد الملف النووي إلى واجهة الاهتمام الدولي.

 وأوضح أن تلك الأضرار شملت المنشآت والبنية التحتية المتعلقة بالتخصيب والإنتاج، دون توضيح إن كانت ناجمة عن حادث فني داخلي أو تدخل خارجي.

تدمير جزء من اليورانيوم عالي التخصيب

وفي تصريحات عاجلة نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أكد رئيس المخابرات الفرنسية أن جزءًا صغيرًا من اليورانيوم عالي التخصيب لدى إيران قد تم تدميره، فيما لا تزال الكمية الأكبر منه تحت سيطرة السلطات الإيرانية.

وأشار إلى أن هذا التطور يمثل تحولاً مهماً في تقييم التهديد النووي الإيراني، إلا أنه حذر من أن ما تبقى من المخزونات لا يزال يمثل مصدر قلق بالغ للمجتمع الدولي، خاصة في ظل غياب الشفافية الكاملة من جانب طهران.

مؤشرات استخباراتية تؤكد استمرار امتلاك طهران للمخزون

قال رئيس المخابرات الفرنسية: «لدينا مؤشرات موثوقة تؤكد استمرار وجود مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب داخل إيران، وأن بعض هذه المواد قد تم نقلها إلى مواقع غير مصرح بها». 

كما أشار إلى أن الأنشطة المتعلقة بالتخصيب لم تتوقف بالكامل رغم الأضرار التي لحقت بالبنية النووية.

وأضاف أن هذه المؤشرات تأتي استنادًا إلى رصد تقني وتحليلات استخباراتية متقدمة، ما يعزز من الشكوك الأوروبية والأمريكية بشأن نوايا إيران الحقيقية في التعامل مع ملفها النووي.

غموض يلف هوية الجهة المتسببة بالضرر

حتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن الجهة المسؤولة عن الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني. وفيما لم تؤكد طهران وقوع أي هجوم أو حادث كبير في منشآتها النووية، فإن التصريحات الفرنسية تفتح الباب أمام احتمالات متعددة، من بينها عمليات تخريب إلكتروني أو تدخل خارجي من أطراف معادية لإيران.

وتجدر الإشارة إلى أن منشأة «نطنز» النووية كانت قد تعرضت في سنوات سابقة لهجمات سيبرانية نسبتها طهران حينها إلى إسرائيل، وهو ما تسبب حينها في تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر.

ردود أفعال دولية مرتقبة

من المتوقع أن تثير التصريحات الفرنسية الجديدة موجة من ردود الفعل على المستويين الأوروبي والدولي، خاصة مع قرب انعقاد اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا خلال الأسابيع المقبلة.

وقد دعا عدد من النواب الأوروبيين في وقت سابق هذا الأسبوع إلى فرض رقابة مشددة على أنشطة إيران النووية، وضرورة تفعيل آليات التفتيش الفجائي، بعد ورود تقارير استخباراتية عن استمرار إيران في أنشطة التخصيب بمستويات تقارب العتبة العسكرية.

إيران تواصل الصمت والوكالة الدولية لم تعلّق بعد

في المقابل، لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من السلطات الإيرانية بشأن التصريحات الفرنسية، كما لم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تعليق على المعلومات المتداولة حتى اللحظة.

ويُذكر أن طهران ترفض منذ عدة أشهر السماح بدخول مفتشي الوكالة إلى بعض المواقع الحساسة، وتُبرر ذلك بـ«الاستفزازات الغربية» و«ازدواجية المعايير» في التعامل مع دول المنطقة، وهو ما أدى إلى تصعيد التوترات بينها وبين القوى الكبرى.

مخاوف من سباق تسلح إقليمي

يثير استمرار إيران في الاحتفاظ بمخزون اليورانيوم عالي التخصيب قلق متزايد في المنطقة، حيث عبرت عدة دول خليجية عن مخاوفها من تحول هذا الملف إلى شرارة سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط.

وتطالب هذه الدول بضرورة تحرك دولي عاجل لإجبار إيران على الالتزام الكامل ببنود الاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، قبل أن تتوقف المحادثات لاحقًا دون نتائج ملموسة.

 عودة قوية للملف الإيراني على طاولة المفاوضات

تعيد هذه التطورات الأخيرة الملف النووي الإيراني إلى صدارة الاهتمام الدولي، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة وتزايد التقارير الاستخباراتية حول اختراقات أمنية أو محاولات تخريب داخلية.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل تفتح التصريحات الفرنسية الباب أمام تحرك دولي جديد لاحتواء الأزمة؟ أم أن طهران ستواصل نهجها المتحدي، رغم الضغوط المتزايدة؟

تم نسخ الرابط