الظفر الغائر.. عادة بسيطة في العناية قد تقود إلى التهابات مؤلمة
الظفر الغائر من المشكلات الشائعة التي قد لا يلتفت إليها البعض رغم أن بدايتها تكون نتيجة تصرف بسيط في العناية الشخصية مثل قص الأظافر بشكل غير صحيح أو ارتداء حذاء ضيق ولكنها قد تتطور لاحقًا إلى حالة صحية مؤلمة ومعقدة تستدعي تدخلًا طبيًا أو جراحيًا خاصة إذا تسببت في «التهابات» مزمنة أو «تورمات» في الإصبع المصاب.
ما هو الظفر الغائر وكيف يحدث
الظفر الغائر هو حالة ينمو فيها طرف الظفر داخل الجلد المجاور له بدلًا من النمو فوقه بشكل طبيعي وغالبًا ما يصيب إصبع القدم الكبير ويحدث ذلك نتيجة ضغط مباشر على الظفر أو بسبب عوامل أخرى مثل «الوراثة» أو «التشوهات الخلقية» في شكل الأظافر وتؤدي هذه الحالة إلى الشعور «بألم شديد» يزداد مع الحركة أو ارتداء الحذاء وفي بعض الحالات قد يصاحبها «احمرار» أو «إفرازات» صديدية نتيجة العدوى.
العديد من الأشخاص لا يدركون في البداية أن ما يعانون منه هو الظفر الغائر بل يظنون أن الألم مؤقت وسينتهي دون علاج ولكن تجاهل الحالة يؤدي إلى تفاقمها بشكل سريع وخاصة إذا لم يتم اتباع خطوات العناية الصحيحة التي تمنع تفاقم الظفر الغائر.
الأسباب الشائعة وراء الظفر الغائر
تُعد طريقة قص الأظافر غير الصحيحة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشكلة الظفر الغائر حيث إن قص الظفر بشكل مائل أو تقصيره أكثر من اللازم يجعل حوافه أكثر عرضة للنمو داخل الجلد كما أن ارتداء الأحذية الضيقة أو ذات المقدمة الحادة يسبب ضغطًا مباشرًا على جوانب الظفر مما يدفعه إلى اختراق الجلد.
كما تلعب بعض العوامل الأخرى دورًا مثل «زيادة التعرق» خاصة في فصل الصيف أو أثناء ممارسة الرياضة وكذلك «عدم تجفيف القدمين جيدًا» بعد الاستحمام مما يؤدي إلى تهيئة بيئة رطبة تساعد على تليين الجلد وسهولة اختراقه بواسطة الظفر.
وتزداد احتمالية الإصابة بالظفر الغائر لدى الأشخاص المصابين بـ«مرض السكري» أو «مشكلات الدورة الدموية» حيث تكون فرص التعافي من الإصابات الجلدية أقل مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
الأعراض التي تدق ناقوس الخطر
عندما يصبح الظفر غائرًا تظهر بعض العلامات التي لا يمكن تجاهلها وأولها الشعور «بألم مستمر» في جانب الظفر المصاب يزداد عند اللمس أو الضغط عليه كما يظهر «تورم خفيف» في البداية ثم يتحول إلى «احمرار واضح» وقد يصاحبه خروج صديد أو دم عند تفاقم الحالة.
في بعض الأحيان قد يظهر ما يُعرف بـ«النسيج الحبيبي» وهو نمو جلدي بارز إلى جانب الظفر نتيجة الالتهاب المزمن وهذا يُعد من المؤشرات المتقدمة التي تتطلب تقييمًا طبيًا فوريا.
مضاعفات الظفر الغائر في حال الإهمال
رغم أن الظفر الغائر يبدو بسيطًا في بدايته إلا أن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها تكون «خراجات مؤلمة» أو «عدوى بكتيرية» تنتقل إلى الأنسجة المحيطة وفي الحالات المتقدمة قد تصل العدوى إلى العظام أو تسبب «تقرحات مزمنة» تستدعي علاجًا طويل الأمد.
كما أن بعض الأشخاص يضطرون إلى الخضوع لـ«عملية جراحية» بسيطة لإزالة جزء من الظفر أو الكتلة الملتهبة المحيطة به لتقليل الألم ومنع تكرار المشكلة وهذا الإجراء يتم تحت «تخدير موضعي» ويُعد آمنًا لكنه يظل تجربة غير مريحة للكثيرين.
خطوات الوقاية من الظفر الغائر
لمنع تكرار أو حدوث الظفر الغائر من الأساس يُنصح باتباع بعض الإرشادات اليومية التي تساهم في الحفاظ على سلامة القدمين أولها قص الظفر بشكل مستقيم دون حواف مائلة وعدم تقصيره أكثر من اللازم كما يجب ارتداء «أحذية مريحة» ذات مقاس مناسب تسمح بحرية حركة الأصابع وتقلل من الضغط على الظفر.
أيضًا من المهم الحفاظ على نظافة القدمين وتجفيفهما جيدًا يوميًا واستخدام كريمات مرطبة لتجنب التشققات أو تهيج الجلد حول الظفر ومن الأفضل عدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل «مقصات الأظافر» أو المناشف لتقليل فرص انتقال العدوى في حال وجود التهابات.
وفي حال ظهور أي من الأعراض المبكرة مثل الألم أو الاحمرار يجب التوجه فورًا إلى الطبيب المختص لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب بدلًا من الاعتماد على «الوصفات المنزلية» التي قد تضر أكثر مما تنفع.
متى يحتاج الظفر الغائر إلى تدخل طبي
ليست كل حالات الظفر الغائر تحتاج إلى علاج جراحي ولكن في بعض الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج المنزلي أو في حال تكرار المشكلة بشكل مستمر يتم اللجوء إلى تدخل طبي يشمل إزالة جزء من الظفر أو الجلد الملتهب المحيط به ويستغرق التعافي بضعة أيام فقط مع التزام المريض بتعليمات النظافة والراحة.
ويؤكد الأطباء أن الوقاية الدائمة تظل الخيار الأفضل حيث أن المحافظة على نظافة القدم واختيار الحذاء المناسب وطريقة القص الصحيحة للظفر تساهم بشكل كبير في تجنب هذه المشكلة التي قد تبدو بسيطة ولكنها تحمل كثيرًا من الألم والمضاعفات إذا أُهملت.
