الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

كارثة متجددة.. اشتعال النيران مجددا في سنترال رمسيس

حريق سنترال رمسيس
حريق سنترال رمسيس

اشتعلت النيران مجددا، مساء اليوم الخميس، داخل مبنى سنترال رمسيس بوسط العاصمة القاهرة، بعد أيام قليلة فقط من السيطرة على الحريق الأول الذي خلف خسائر بشرية ومادية واسعة، وتسبب في انقطاع جزئي بخدمات الاتصالات والإنترنت بعدة مناطق.

وعادت ألسنة اللهب لتتصاعد من المبنى وسط ذهول المارة وسكان المنطقة، الذين لم ينسوا بعد آثار الحريق الأول، فيما هرعت سيارات الحماية المدنية إلى موقع الحادث في محاولة سريعة للسيطرة على الموقف ومنع امتداد النيران إلى أجزاء أخرى من السنترال أو إلى المباني المجاورة.

البلاغ والاستجابة

كانت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة قد تلقت بلاغًا يفيد باندلاع النيران مجددًا في مبنى سنترال رمسيس، وعلى الفور تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وقوات الإنقاذ البري، كما تم فرض كردون أمني حول محيط المبنى لتأمين المواطنين والمارة، وتسهيل عمليات السيطرة على الحريق.

وأكد شهود عيان أن الدخان الكثيف غطى سماء المنطقة فور اندلاع النيران، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي، لا سيما بعد تكرار الحادث في نفس المكان، دون إعلان رسمي عن الأسباب الفنية أو الإدارية التي أدت إلى تجدده.

لا إصابات حتى الآن

ووفقًا لمصادر أمنية، لم يتم تسجيل أية إصابات بشرية حتى لحظة تحرير هذا الخبر، فيما تواصل فرق الإطفاء أعمالها للسيطرة الكاملة على الحريق، وسط متابعة دقيقة من مسؤولي وزارة الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات.

وأوضحت المصادر أن طبيعة المبنى الحساسة، واحتوائه على تجهيزات تكنولوجية دقيقة، تزيد من خطورة الحريق وتعقّد مهمة السيطرة عليه، خاصة في ظل وجود أسلاك وكابلات كهربائية ووسائل توصيل شبكي كثيفة داخل الجدران والأرضيات.

خلفيات الحريق الأول

وكان سنترال رمسيس قد شهد يوم السبت الماضي حريقًا ضخمًا تسبب في مقتل شخصين وإصابة آخرين، وأدى إلى أضرار بالغة في بعض أدواره، وانقطاع مؤقت لخدمات الاتصالات والإنترنت في عدد من أحياء القاهرة.

وعقب الحادث، أطلقت الشركة المصرية للاتصالات خطة طوارئ لاستعادة الخدمات تدريجيًا، كما بدأ فريق فني تقييم الأضرار والبحث في أسباب الحريق، وسط وعود بإجراء مراجعات شاملة لمعايير الأمان والسلامة بالمباني التابعة لها.

تحقيق موسع ومطالب بالشفافية

وتسبب تجدد الحريق في سنترال رمسيس في تجدد المطالب الشعبية والنيابية بإجراء تحقيق فوري وشفاف حول أسباب تكرار الحادث في نفس المبنى خلال أقل من أسبوع، ومدى وجود تقصير في عمليات الترميم أو تأمين الموقع بعد السيطرة على الحريق الأول.

وطالب عدد من نواب البرلمان بفتح تحقيق عاجل من قبل وزارة الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات، مؤكدين أن ما جرى يمثل خطرًا على أمن البنية التحتية الرقمية للدولة، ويفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مدى تطبيق اشتراطات السلامة في المنشآت التابعة للقطاع.

دور العاملين في الأزمة

وكانت النقابة العامة للعاملين بالاتصالات قد أشادت في بيان رسمي بدور العاملين في الشركة المصرية للاتصالات بعد الحريق الأول، حيث توافد المئات منهم طواعية إلى موقع السنترال للمساعدة في إعادة الخدمة، وعملوا لساعات طويلة دون انتظار تعليمات.

لكن تجدد الحريق اليوم أثار تساؤلات عدة بين العاملين والمتخصصين في المجال التقني والهندسي، خاصة مع غموض الموقف الرسمي بشأن ما تم إنجازه منذ الحريق الأول وحتى اليوم، ومدى تأمين المبنى ومخازنه ومعداته من خطر الاشتعال مرة أخرى.

هل تتأثر الخدمة مجددًا؟

حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر الشركة المصرية للاتصالات بيانًا رسميًا يوضح مدى تأثير الحريق الجديد على خدمات الاتصالات والإنترنت، لكن مصادر تقنية رجحت وجود تأثر محدود بالخدمة حال امتداد الحريق إلى غرف التوزيع أو الأجهزة المشغّلة.

وأشارت نفس المصادر إلى أن سيناريوهات الطوارئ التي تم وضعها عقب الحريق الأول لا تزال مفعّلة، وأن هناك خططًا بديلة لإعادة الخدمة من خلال مراكز توزيع احتياطية، في حال تضرر أجزاء جديدة من السنترال.

مشهد مقلق ورسائل عاجلة

ومع تكرار الحريق، دعت مؤسسات رقابية وشخصيات عامة إلى ضرورة مراجعة ملفات السلامة المهنية في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، وإعادة تقييم أصول البنية التحتية الرقمية، مؤكدين أن ما جرى يمثل جرس إنذار حقيقي لما يمكن أن يقع مستقبلًا إذا لم تتم معالجة جذور الأزمة.

يُذكر أن سنترال رمسيس يعد أحد أقدم وأهم مقرات الاتصالات في وسط القاهرة، ويخدم آلاف العملاء من الأفراد والمؤسسات، ويمثل مركزًا حيويًا للربط بين العديد من مناطق العاصمة.

ولا يزال التحقيق جارياً لكشف ملابسات الحريق الجديد، فيما يأمل المواطنون أن يكون هذا الحادث الأخير، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها داخل هذا المبنى الحيوي دون تكرار المآسي.

تم نسخ الرابط