أعراض غير متوقعة تسبق فقدان الذاكرة.. انتبه، قد تكون مؤشرا مبكرا للخرف

الذاكرة ليست أول ما يتأثر.. أعراض غير متوقعة تسبق فقدان الذاكرة وقد تكون مؤشراً مبكراً للخرف.
يرتبط مرض «الخرف» عادة بتدهور «الذاكرة» وفقدان القدرة على تذكر الأحداث والمعلومات والمواقف اليومية، لكن المثير للدهشة أن «الذاكرة» ليست دائمًا أول ما يتأثر عند الإصابة بهذا المرض الصامت، فهناك مجموعة من «الأعراض غير المتوقعة» قد تظهر في مراحل مبكرة جدًا، وغالبًا ما يتجاهلها الناس أو يظنون أنها ناتجة عن الإرهاق أو الضغوط النفسية أو حتى التقدم في العمر، غير أن رصدها مبكرًا يمكن أن يساعد في التشخيص الفوري وتقديم الرعاية اللازمة التي قد تُبطئ تطور المرض.
تغييرات في السلوك.. أول الإنذارات الصامتة
قبل أن تظهر أي علامات واضحة على تراجع «الذاكرة»، قد يبدأ الشخص المصاب بالخرف في التصرف بطرق غير معتادة، فقد تلاحظ الأسرة أن الشخص أصبح أكثر «انفعالًا» أو أكثر «انعزالًا»، وربما أصبح يفقد الاهتمام بالأنشطة التي كانت تهمه سابقًا، وقد تتغير شخصيته بشكل مفاجئ دون سبب واضح، وهذه «العلامات السلوكية» قد تشير إلى بداية تغيرات في الدماغ تؤثر تدريجيًا على الوظائف المعرفية ومن بينها «الذاكرة» لاحقًا.

التردد في اتخاذ القرارات.. إشارة مبكرة لخطر قادم
واحدة من «الأعراض المبكرة» التي قد تمر دون ملاحظة هي الصعوبة في اتخاذ قرارات بسيطة، مثل اختيار ملابس مناسبة للطقس أو تحديد قائمة مشتريات من السوق، وقد يُظهر الشخص ترددًا غير معتاد أو يحتاج وقتًا طويلًا لاتخاذ قرار صغير، وهذه الحالة لا ترتبط فقط بضعف في «الذاكرة» بل تشير إلى تراجع في قدرة الدماغ على التحليل والتنظيم والتركيز، مما قد يكون مقدمة لتأثر «الذاكرة» في مراحل لاحقة.
اضطرابات النوم.. العقل لا يهدأ ليلًا
الأرق أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل من الأعراض التي قد تسبق تراجع «الذاكرة»، وقد تتغير أنماط النوم فجأة فيجد الشخص صعوبة في النوم العميق أو يبدأ يعاني من الكوابيس، كما قد يتغير توقيت نومه فيبدأ في النوم نهارًا والاستيقاظ ليلًا، وهذا الاضطراب الليلي يؤثر على عمل الدماغ ويُسرّع من ضعف «الذاكرة» بمرور الوقت إذا لم يُعالج أو يُراقب عن قرب.
اضطراب في تقدير المسافات أو فهم الإشارات البصرية
قد يبدو هذا العرض غير متعلق بمرض الخرف لكن التدهور في فهم الصور أو المسافات أو التعامل مع الأبعاد البصرية قد يكون إشارة تحذيرية، فقد يصطدم الشخص بالأثاث رغم وضوحه أو يواجه صعوبة في قراءة علامات الطريق أو تمييز الوجوه، وهذه المشاكل في الإدراك البصري ترتبط بمراكز في الدماغ تلعب أيضًا دورًا في إدارة «الذاكرة» وتنظيم الأفكار، ما يجعلها علامة مبكرة لا ينبغي تجاهلها.
ضعف في اللغة والكلمات
قد يلاحظ المحيطون أن المريض بدأ يكرر الكلمات أو يجد صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة خلال الحديث، وقد يتوقف فجأة أثناء الكلام وينسى ما كان يريد قوله، وعلى الرغم من أن مشاكل اللغة قد لا تبدو مرتبطة مباشرة بـ«الذاكرة»، إلا أن الدماغ يستخدم مراكز معينة لمعالجة اللغة والتعبير وهي قريبة جدًا من المراكز المرتبطة بحفظ واسترجاع المعلومات، أي أن الخلل فيها قد يكون تمهيدًا لتأثر «الذاكرة».
الضياع في أماكن مألوفة
من العلامات التي تثير القلق بشكل خاص أن يضل الشخص طريقه في منطقة يعرفها جيدًا أو ينسى سبب وجوده في مكان ما، وهذا النوع من «الارتباك المكاني» ليس مجرد ضعف في «الذاكرة» اللحظية، بل قد يعكس تغييرات أعمق في الدماغ تتعلق بالقدرة على «التمييز» و«الإدراك»، وغالبًا ما تكون هذه من الإشارات المتقدمة التي تسبق فقدان «الذاكرة» التقليدي الذي يُلاحَظ في المراحل المتوسطة أو المتأخرة من الخرف.
صعوبات في أداء المهام اليومية المعقدة
قبل أن تتأثر «الذاكرة» بشكل واضح، قد يجد الشخص صعوبة في تنفيذ مهام كان يتقنها سابقًا، مثل إعداد وصفة طعام معينة أو استخدام أدوات إلكترونية معتادة أو إدارة الحسابات المصرفية، وتحدث هذه المشكلة لأن الخرف يُضعف تدريجيًا قدرة الشخص على «التنظيم» و«التخطيط»، ما ينعكس على أداء الدماغ ويؤثر لاحقًا على «الذاكرة» المباشرة والبعيدة.
مشاعر القلق والاكتئاب.. مظاهر نفسية تنذر بالخطر
من المثير للاهتمام أن بعض حالات الخرف تبدأ بمظاهر نفسية مثل «القلق» المستمر أو «الاكتئاب» غير المبرر، وقد يُعاني الشخص من فقدان الحافز العام أو إحساس دائم بالحزن، هذه المشاعر النفسية تؤثر مباشرة على عمل الدماغ وتُضعف مراكزه المعرفية، بما في ذلك «الذاكرة»، لذلك فإن متابعة الحالة النفسية للبالغين وكبار السن تعد خطوة ضرورية في الكشف المبكر عن الخرف.
أهمية الفحص المبكر ودور الأسرة في الاكتشاف
عندما يتعلق الأمر بمرض يؤثر على «الذاكرة» والوظائف العقلية مثل الخرف، فإن «الاكتشاف المبكر» يصنع فرقًا كبيرًا، لذلك يجب على أفراد الأسرة الانتباه لأي تغيرات غير مألوفة في السلوك أو العادات أو الأنشطة اليومية، ولا يجب انتظار فقدان «الذاكرة» التقليدي كدليل وحيد على وجود الخرف، بل يجب اعتبار كل تغير غير مبرر فرصة للتدخل الطبي السريع.