من الانتفاخ إلى الغثيان.. مؤشرات قد تدل على إصابتك بجرثومة المعدة

تُعد «المعدة» أحد أكثر أعضاء الجسم عرضة للإصابة بالبكتيريا والالتهابات المزمنة ومن أبرز هذه الإصابات ما يُعرف بـ«جرثومة المعدة» أو «الهيليكوباكتر بيلوري» وهي بكتيريا شائعة تصيب نسبة كبيرة من الناس حول العالم دون أن يدركوا ذلك في كثير من الأحيان وتنتقل هذه البكتيريا من شخص إلى آخر عن طريق الطعام أو الماء الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع المصابين وتستقر في بطانة «المعدة» وتبدأ بإحداث تغييرات التهابية قد تؤدي إلى أعراض مزعجة ومضاعفات خطيرة في بعض الحالات.
في هذا المقال يرصد القارئ نيوز أبرز المؤشرات التي قد تدل على إصابتك بجرثومة «المعدة» والتي تبدأ من «الانتفاخ» وتمر بـ«الغثيان» وقد تشمل طيفاً واسعاً من الأعراض التي لا ينبغي تجاهلها.
الشعور بـ«الانتفاخ» بعد تناول الطعام
يُعتبر الانتفاخ أحد أولى العلامات التي قد تشير إلى وجود خلل في «المعدة» خاصة إذا كان هذا الشعور يتكرر بشكل يومي أو بعد كل وجبة.
الانتفاخ الناتج عن جرثومة «المعدة» لا يكون عادياً بل يكون مصحوباً بإحساس بالضغط والثقل في منطقة أعلى البطن وقد يمتد الشعور إلى ألم خفيف أو تشنجات.
وتكمن خطورة هذا العرض في أنه قد يُنسب لأسباب أخرى مثل القولون العصبي أو عسر الهضم لذلك فإن تكراره يتطلب فحصاً طبياً دقيقاً.
الغثيان الصباحي أو بعد الوجبات
الغثيان المتكرر من دون أسباب واضحة يعتبر مؤشراً آخر على وجود جرثومة «المعدة» خاصة إذا تكرر في الصباح الباكر أو بعد تناول الطعام مباشرة.
هذه البكتيريا تفرز مواد تهيّج جدار «المعدة» وتؤثر على حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الغثيان وأحياناً التقيؤ وقد يزداد الغثيان عند تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة أو عند شرب القهوة.
لذلك فإن تكرار هذا العرض يجب ألا يُهمل خصوصاً إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل فقدان الشهية أو الإحساس السريع بالشبع.
حرقة المعدة والحموضة المستمرة
الحرقة من الأعراض الشائعة لالتهاب «المعدة» وقد يخلط البعض بينها وبين أعراض ارتجاع المريء لكن في حالة جرثومة «المعدة» فإن الحموضة تكون مستمرة وغالباً لا تستجيب بسهولة للعلاجات التقليدية.
تحدث هذه الحالة بسبب تآكل جزء من الغشاء المخاطي في «المعدة» بسبب السموم التي تفرزها البكتيريا مما يسمح لأحماض المعدة بالتفاعل المباشر مع بطانة المعدة.
هذا النوع من الألم أو الحرقان يكون في الجزء العلوي من البطن أو منتصف الصدر وقد يزداد ليلاً أو بعد الوجبات.
رائحة الفم الكريهة
من الأعراض الأقل شيوعاً لكنها مهمة هي رائحة الفم غير المعتادة والتي لا تزول حتى مع تنظيف الأسنان واستخدام الغسول الفموي وقد تكون هذه الرائحة ناتجة عن نشاط البكتيريا في «المعدة» وتأثيرها على عملية الهضم.
ويعتبر هذا العرض منبهًا غير مباشر بوجود خلل داخلي مرتبط ببيئة «المعدة» وبالتالي فإن ملاحظته المستمرة تستدعي مراجعة الطبيب.
فقدان الشهية وخسارة الوزن غير المبررة
تؤثر جرثومة «المعدة» على رغبة الشخص في تناول الطعام بسبب الشعور المستمر بالامتلاء أو الألم بعد الأكل مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للشهية.
هذا العرض يكون أكثر وضوحاً إذا ترافق مع انخفاض ملحوظ في الوزن دون تغيير في النظام الغذائي أو زيادة في النشاط البدني.
وقد يكون هذا من العلامات المتقدمة التي تستدعي فحصاً فورياً للتأكد من سلامة «المعدة» والكشف عن أي تقرحات أو التهابات كامنة.
ألم المعدة العلوي أو ما يعرف بـ«حرقة البطن»
يصف كثير من المصابين بجرثومة «المعدة» شعوراً بالألم في أعلى البطن أو شعوراً بالحرقان أو التآكل خاصة عندما تكون المعدة فارغة.
هذا الألم قد يزول عند تناول الطعام لكنه يعود بعد مرور ساعتين إلى ثلاث ساعات مما يجعله عرضاً مميزاً لوجود خلل في توازن الأحماض داخل «المعدة».
ويُعد هذا العرض من أكثر المؤشرات وضوحاً عند الإصابة بالبكتيريا الحلزونية
تغيرات في البراز واضطرابات الهضم
قد يصاحب جرثومة «المعدة» تغيرات ملحوظة في لون البراز أو تكراره أو قوامه فقد يميل إلى اللون الداكن جداً أو يصبح أكثر سيولة.
كما يشعر المصاب بعدم انتظام في عملية الإخراج أو آلام مرافقة في البطن خصوصاً في ساعات الليل أو بعد تناول الوجبات الدسمة.
هذه التغيرات يجب أخذها بجدية لأنها قد تشير إلى وجود نزيف خفيف داخل «المعدة» نتيجة التقرحات أو الالتهابات.
التعب العام والدوخة
أحد الأعراض الغامضة التي قد ترتبط بجرثومة «المعدة» هو الشعور بالإرهاق العام والدوخة المستمرة رغم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
ويرجع ذلك إلى تأثير العدوى على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد وفيتامين ب12 مما يؤدي إلى فقر الدم والإرهاق المزمن.
لهذا فإن الجمع بين هذه الأعراض قد يساعد الطبيب في تشخيص الإصابة بشكل أكثر دقة.
كيف يتم التشخيص والعلاج
لتشخيص جرثومة «المعدة» يلجأ الأطباء إلى اختبارات متعددة مثل تحليل الدم أو اختبار التنفس أو فحص البراز وفي بعض الحالات يتم إجراء منظار للجهاز الهضمي.
أما العلاج فيعتمد على تناول مجموعة من المضادات الحيوية المتزامنة مع مثبطات الحموضة لمدة لا تقل عن أسبوعين لضمان القضاء على البكتيريا.
كما يُنصح بتجنب تناول المأكولات الحارة والدهون والحرص على نظام غذائي صحي يدعم شفاء «المعدة».
الوقاية خير من العلاج
للوقاية من جرثومة «المعدة» يُفضل غسل اليدين جيداً قبل الأكل وبعد استخدام الحمام وتناول الأطعمة النظيفة والمطهوة جيداً وتجنب مشاركة الأواني أو المشروبات مع الآخرين.
كما أن الوعي بالأعراض والمبادرة بالفحص عند الشك تساعد بشكل كبير على الكشف المبكر والوقاية من المضاعفات.