الجمعة 25 يوليو 2025 الموافق 30 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

احذر هذا المحلي الشائع.. «إريثريتول» قد يضاعف خطر السكتات الدماغية

سكر إريثريتول
سكر إريثريتول

إريثريتول هو المُكوّن الذي أصبح في السنوات الأخيرة جزءًا من نمط حياة العديد ممن يسعون لتقليل السكر والحفاظ على الوزن أو الوقاية من السكري، ولكن التحذيرات الأخيرة بشأن ارتباط إريثريتول بزيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية قد تدفع الكثيرين لإعادة التفكير في بدائل السكر التي يستخدمونها، فقد كشفت دراسة علمية حديثة عن أن هذا «المُحلي الصناعي» الشائع قد لا يكون آمنًا كما كان يُعتقد من قبل، بل قد يكون له تأثيرات خطيرة على الصحة القلبية والدماغية، مما يثير تساؤلات كبيرة حول مدى سلامة الاعتماد عليه بشكل يومي في الغذاء.

ما هو «إريثريتول» ولماذا يُستخدم؟

يُعد إريثريتول نوعًا من «الكحوليات السكرية» التي تُستخدم كمُحليات خالية من السعرات أو منخفضة السعرات في العديد من المنتجات الغذائية مثل المشروبات الغازية الدايت، والحلويات منخفضة السكر، والعلكة، وحتى بعض الأدوية، ويتميز إريثريتول بأنه يُعطي «طعمًا حلوًا» يُشبه السكر الطبيعي بنسبة تصل إلى ٧٠٪ ولكنه لا يرفع مستوى الجلوكوز في الدم بدرجة كبيرة، لهذا السبب كان يُعتبر خيارًا آمِنًا لمرضى السكري وأولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات مثل الكيتو دايت.

السكر
السكر

الدراسة التي دقت ناقوس الخطر

أُجريت الدراسة المثيرة للجدل من قبل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة، ونُشرت في مجلة «نيتشر ميديسن» العلمية، وقد شملت عينة كبيرة من الأشخاص الذين خضعوا لتحاليل دم وتحاليل مركّزة لرصد مستويات إريثريتول في أجسامهم، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين كانت لديهم مستويات مرتفعة من إريثريتول في الدم كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ«السكتة الدماغية» والجلطات الدموية بنسبة تصل إلى الضعف، كما لاحظ الباحثون أن إريثريتول يبدو أنه يزيد من قابلية تجلط الدم داخل الأوعية، وهو ما يُشكل خطرًا كبيرًا خاصة لدى كبار السن أو من لديهم أمراض قلبية مزمنة.

آلية التأثير الخطير في الجسم

أشارت الأبحاث إلى أن إريثريتول قد يتسبب في «تنشيط الصفائح الدموية» بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى زيادة احتمالية تكوين جلطات دموية داخل الأوعية الدموية، هذه الجلطات قد تتحرك إلى الدماغ وتؤدي إلى انسداد الأوعية الدماغية مسببةً سكتة دماغية، كما أن هناك إشارات إلى أن استخدام إريثريتول على المدى الطويل قد يؤثر سلبًا على «الأوعية الدقيقة» داخل الجسم مما يرفع خطر الإصابة بمضاعفات قلبية أو دماغية غير متوقعة.

هل يمكن اعتباره آمِنًا بجرعات منخفضة؟

رغم أن بعض الهيئات مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» كانت قد صنفت إريثريتول كمادة «آمنة بشكل عام»، إلا أن الدراسات الحديثة تدعو إلى إعادة تقييم هذه الحالة خاصة إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة، فالخطر لا يبدو مرتبطًا بالجرعات العالية جدًا فقط بل حتى المستويات المرتفعة نسبيًا والتي يمكن الوصول إليها بسهولة من خلال تناول أكثر من منتج يحتوي على إريثريتول يوميًا، ولذلك فإن الاعتماد على هذه المادة بشكل يومي قد يكون مضرًا بشكل يفوق التوقعات السابقة.

البدائل الأكثر أمانًا

في ظل المخاوف من إريثريتول بدأ المستهلكون وخبراء الصحة يبحثون عن بدائل أكثر أمانًا، مثل «ستيفيا» و«الراهب» و«العسل الطبيعي» بكميات معتدلة، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على أي نوع من المُحليات الصناعية أو حتى الطبيعية والتركيز أكثر على تعديل الذوق الشخصي تجاه «النكهة الحلوة»، فالإفراط في طلب المذاق الحلو سواء من السكر أو بدائله هو أصل المشكلة، بينما يُعد التقليل التدريجي من السكريات هو الحل الأكثر صحة واستدامة.

ردود فعل المجتمع العلمي

أثارت نتائج الدراسة ضجة في الأوساط العلمية والغذائية، حيث دعا الكثير من الأطباء إلى ضرورة «إعادة النظر» في استخدام إريثريتول بشكل روتيني، كما حثّ البعض على تنفيذ المزيد من الدراسات السريرية على مدى واسع لتأكيد النتائج وتحديد آلية التأثير بشكل دقيق، بعض الشركات المصنعة حاولت الدفاع عن منتجاتها التي تحتوي على إريثريتول مدعية أن الدراسة لم تثبت علاقة «سببية» وإنما مجرد ارتباط إحصائي، لكن هذه الحجة لم تمنع القلق المتزايد بين المستهلكين والمختصين.

ماذا عليك أن تفعل الآن؟

إذا كنت ممن يستخدمون إريثريتول كجزء من نظامهم الغذائي اليومي فمن الضروري أن تبدأ في مراقبة الكميات التي تستهلكها بعناية، من الأفضل تقليل الاعتماد على المُحليات بشكل عام والعودة إلى تناول «الأطعمة الطبيعية» دون إضافات قدر الإمكان، كما يُفضل استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من «أمراض مزمنة» أو تاريخ عائلي مع أمراض القلب أو السكتات، فقد يكون من الضروري إجراء فحوصات دورية لمستوى تجلط الدم أو البحث عن بدائل غذائية أكثر ملاءمة.

المخاطر الخفية خلف المنتجات الدايت

رغم أن إريثريتول غالبًا ما يُروج له على أنه حل سحري لتقليل السكر والسعرات الحرارية إلا أن الواقع قد يكون مختلفًا تمامًا، فقد يتحول هذا المُحلي إلى عامل خطر خفي داخل أجسامنا، يساهم في الإصابة بأمراض خطيرة دون أن نشعر، وهذا يُبرز أهمية القراءة الدقيقة لمكونات المنتجات الغذائية التي نستهلكها يوميًا، وعدم الانخداع بمصطلحات مثل «خالي من السكر» أو «صحي» دون معرفة التفاصيل الدقيقة لما تحتويه هذه المنتجات.

تم نسخ الرابط