لعبة ترامب الخطيرة.. كيف حول الصين إلى قبلة أوروبا الاقتصادية؟

بينما تُشعل أمريكا نيران حروبها التجارية العشوائية، تُشيّد الصين إمبراطورية اقتصادية جديدة من أنقاض النظام العالمي، وأوروبا العالقة بين مطرقة واشنطن وسندان بكين تواجه سؤالًا وجوديًا: هل التحالف مع الشرق هو مفتاح نجاتها؟ المشهد أشبه بلعبة شطرنجٍ كُبرى، حيث تدفع الولايات المتحدة بملكها إلى حتفها، بينما ينتظر التنين ببرودة أعصاب لحظة الانقضاض.
استراتيجية «دع ترامب يطبخ»
لا تحتاج الصين إلى قوة عسكرية لسحق منافستها.. يكفيها أن تُملي على واشنطن وصفة انتحارها!، إستراتيجية بكين تجاه الفوضى التي خلقها ترامب بسيطة كالسكين: دعه يطبخ في مرق أخطائه، فبينما كان الرئيس الأمريكي يُفكّك تحالفات بلاده، ويُحرق جسور الثقة مع الحلفاء، ويشنّ حروبًا تجارية تُدمّر الاقتصاد الأمريكي من الداخل - اكتفت الصين بمشاهدة المسرحية، وتقول مصادر مقرّبة من القيادة الصينية: كلما زادت حرارة مطبخ ترامب، اتسعت مساحة المائدة الصينية، وإنها لعبة صبر يتقنها التنين، حيث يُحوّل عدوانية الخصم إلى وقودٍ لصعوده.
تفكيك القوة الناعمة الأمريكية
لم تكن خطوة ترامب في تقليص تمويل «صوت أمريكا» مجرد قرارٍ إداري.. بل كانت طعنةً ذاتية في ظهر الهيمنة الثقافية الأمريكية، ففي أقل من عام، حلت البرامج الصينية - مثل «CGTN» محلّ البث الأمريكي في إندونيسيا ونيجيريا وكينيا، والأكثر إيلامًا أن بكين لم تنفق سنتًا واحدًا لتحقيق هذا الغزو!، و تقول الخبيرة الإعلامية «ليا تشاو» إن أمريكا قدّمت للصين إمبراطوريتها الإعلامية على طبقٍ من فضة.. لقد باع ترامب سِلاحها الناعم بسعر الخردة.
ترامب = غورباتشوف الغرب
المقارنة الصادمة التي أطلقها الدبلوماسي الصيني «فيكتور غاو» ليست مجرد سخرية: ترامب هو غورباتشوف أمريكا، فكما حوّل الزعيم السوفيتي دولته إلى أشلاء بإصلاحاته العشوائية، يدفع ترامب بالغرب نحو الهاوية، والشواهد لا تُحتمل: انسحاب أمريكا من اتفاقية المناخ باريس «2017»، تهديد حلف الناتو بالتدمير«2018»، وفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي بلغت 25% «2019»، وتقول المؤرخة «آنا ريد» إن الفرق الوحيد أن غورباتشوف كان غبيًا بنية حسنة.. أما ترامب فكان قاتلًا بوعي.
شبكة المصاور المتشابكة موثقة بأرقام
في الوقت الذي تخوض فيه أوروبا معركة وجودية مع روسيا، تُقدم الصين نفسها كـ«منقذ اقتصادي» للطرفين، والأرقام تكشف المفارقة: الدولة نسبة الزيادة في التبادل التجاري مع الصين "2022-2024»
«روسيا» 89% خاصة النفط والطائرات المسيّرة
«ألمانيا» 34% سيارات كهربائية + تكنولوجيا متقدمة
«فرنسا» 27% طاقة متجددة + فضاء
المفارقة الأكثر مرارة: النفط الروسي الذي ترفض أوروبا شراءه مباشرةً.. يصلها عبر«مصفاة صينية» بأسعار أعلى، وزير الاقتصاد الفرنسي السابق يحذّر: نحن نُموّل عدونا.. وندفع للصين عمولة إهانتنا!.
أوروبا على مفترق الطرق
برلين وباريس تعيشان انفصامًا سياسيًا خطيرًا: فبينما تُجبرهما واشنطن على دعم أوكرانيا، تُهددهما بكين بشنّ حرب تجارية إذا وقفتا ضدّ روسيا، وفي هذا المشهد، تسير أوروبا على حبل مشدود: المعسكر الأطلسي بقيادة بولندا ودول البلطيق يُصرّ على أن التبعية لأمريكا أرخص من ثمن الحرية، «المعسكر الشرقي» بقيادة المجر والنمسا: يُعلن أن تحالفنا مع الصين وهو تذكرة النجاة من الغرق، وتقول المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في جلسة مغلقة: إن لعنة الجغرافيا.. تجعل قارتنا تُدفع ثمنًا لصراعٍ لا نصنعه.
وأختم مقالي بالسؤال الذي يُطارد بروكسل ليس «هل ستتحول أوروبا شرقًا؟» بل "متى ستنفجر القنبلة؟» وكل المؤشرات تنذر بزعزعة لا رجعة فيها: استثمارات الصين في موانئ أوروبا الحيوية مثل ميناء «بيرايوس» اليوناني وصلت لـ30 مليار يورو، و 7 من كل 10 شركات ألمانية تعتمد على سلاسل إمداد صينية، وفي النهاية، ربما يكون فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر محقًا حين قال: إن أمريكا تعلمنا الأخلاق.. والصين تُعلّمنا البقاء، فهل تختار أوروبا أن تكون "ضميرًا ميتًا».. أم «حيًا بلا ضمير»؟ التاريخ يسجّل الإجابة الآن.
- الصين
- النفط
- دية
- اقتصاد
- قنبلة
- واشنطن
- صلاح
- تعلم
- الوقت
- الاقتصاد
- المناخ
- المسرحية
- الرئيس
- نيس
- مؤشر
- استثمارات
- الولايات المتحدة
- فرنسا
- شاهد
- الفن
- المتحدة
- العالمي
- الماء
- نيجيريا
- الاتحاد
- حلف الناتو
- بولندا
- ترامب
- وقت
- آلام
- الاقتصادية
- الرئيس الامريكي
- امريكا
- المجر
- طائرات
- بروكسل
- النمسا
- كينيا
- الطرق
- التجار
- الثقة
- الفوضى
- شاب
- المسرح
- آدم
- المستشار
- حرب
- مناخ
- شركات
- حرق
- القيادة
- الفرن
- أرق
- العالم
- القوة
- اتحاد
- تجار
- الدولة
- الطائرات
- الاقتصادي
- أوروبا
- الدول
- تمويل
- طاقة
- مسرحية
- نذر
- التنين
- الغرب
- القارئ نيوز