النيابة تأمر بتحريز إسدالي «أم سجدة» و«أم مكة» بعد الفيديو الفاضح

الثلاثاء 05/أغسطس/2025 - 08:22 م

في تطور جديد بقضية البلوجر «أم سجدة»، قررت الجهات المختصة تحريز الإسدالين اللذين ظهرت بهما كل من «أم سجدة» و«أم مكة» في الفيديو المثير للجدل الذي تم تداوله مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن عبارات وصفت بأنها خادشة للحياء وتتعدى على القيم الأسرية المصرية.

وتزامن قرار التحريز مع أمر النيابة العامة بحبس البلوجر «أم سجدة» لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامات متعلقة بنشر محتوى مسيء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

عبارات خادشة واستفزاز للمشاعر

بدأت الأزمة بعد انتشار مقطع فيديو ظهرت فيه كل من «أم سجدة» و«أم مكة»، وهما ترتديان إسدالًا في مشهد مثير للجدل، حيث تضمن الفيديو ألفاظًا اعتبرها الكثيرون خادشة للحياء، بجانب حركات وتعبيرات تم اعتبارها إساءة مباشرة للأعراف المجتمعية، مما دفع عددًا من المواطنين إلى التقدم ببلاغات رسمية ضدهن، مطالبين بمحاسبتهن على ما وصفوه بـ«التحريض على الفسق والفجور».

وأكد مقدمو البلاغات أن هذا النوع من المحتوى يهدد القيم الأخلاقية ويدفع الفتيات نحو تقليد نماذج سيئة، فضلًا عن أنه يروج لمفاهيم مشوهة حول النجاح السريع عبر إثارة الجدل والانحراف عن المسار السوي.

الداخلية تكشف كواليس القبض

وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا، أكدت فيه أنه عقب تقنين الإجراءات القانونية، تم ضبط السيدتين المذكورتين، وتبين أنهما ربتا منزل، وتقيمان بمحافظتي القاهرة والقليوبية.

وبمواجهتهما، أقرتا بقيامهما بنشر الفيديو بقصد رفع نسب المشاهدة وجذب المتابعين لتحقيق أرباح مالية من منصات التواصل.

وجاء في البيان: «تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المتهمتين، وإخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيقات على الفور».

تحقيقات النيابة.. تحريض وسوء استخدام

وأظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة، أن «أم سجدة» نشرت أكثر من مقطع مصور يتضمن ألفاظًا خادشة، فضلًا عن إساءتها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تتنافى مع الآداب العامة. كما واجهت النيابة المتهمة بتقارير الجهات الفنية التي قامت بفحص الفيديوهات وتوثيق العبارات الواردة فيها.

وتبين من التحقيقات أن المتهمة كانت تهدف من وراء هذه المقاطع إلى تحقيق شهرة سريعة وربح مادي، حتى لو جاء ذلك على حساب القيم المجتمعية، وهو ما اعتبرته النيابة انتهاكًا صارخًا للقانون، وقررت حبسها على ذمة التحقيقات الجارية.

التحفظ على الإسدالين كأدلة مادية

في خطوة لافتة ضمن سير القضية، قامت النيابة بـ تحريز الإسدالين اللذين ظهرت بهما المتهمتان في الفيديو، باعتبارهما من الأدلة المادية في الواقعة، وذلك في إطار استكمال التحقيقات الفنية.

وصرح مصدر قانوني أن التحفظ على الملابس التي ظهرت في مقطع الفيديو قد يساعد في تعزيز أدلة الاتهام، وربط محتوى الفيديو بالمتهمتين.

ردود أفعال غاضبة على السوشيال ميديا

ولاقت الواقعة ردود أفعال واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن استيائهم من انتشار هذا النوع من المحتوى الذي يعتمد على الاستفزاز والإسفاف لجذب الانتباه.

وطالب البعض بضرورة وجود رقابة صارمة على منصات التواصل، وفرض عقوبات مشددة على من يستخدمها في بث محتوى من شأنه التأثير سلبًا على المجتمع.

من جهة أخرى، أثار توقيف المتهمتين نقاشا قانونيا واسعا بشأن حدود حرية التعبير، حيث رأى البعض أن العقوبة يجب أن ترتبط بوضوح نية الإضرار أو التحريض، وليس بمجرد الظهور أو الألفاظ فقط، مطالبين بوضع تشريعات جديدة تضبط المحتوى الإلكتروني دون المساس بالحريات الشخصية.

هل تنتهي الظاهرة أم تستمر؟

يرى مراقبون أن قضية «أم سجدة» و«أم مكة» ليست الأولى من نوعها، لكنها تسلط الضوء مجددًا على ظاهرة البلوجرز الذين يسلكون طريق الإثارة لتحقيق الشهرة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل المحتوى الرقمي في مصر، ومسؤولية الجهات المعنية في ضبط هذا الفضاء المفتوح.

وتؤكد تقارير إعلامية أن عشرات من البلوجرز تم ضبطهم خلال السنوات الماضية بتهم مماثلة، وسط دعوات مجتمعية بضرورة تثقيف المستخدمين ومواجهة هذه الظاهرة عبر حملات توعية وتنظيم تشريعي صارم.

واقعة «أم سجدة» تعيد فتح ملف البلوجر في مصر، حيث بات بعض البلوجر يجنون الأرباح على حساب الأخلاق، ويتحول كل بلوجر مثير للجدل إلى ظاهرة تحتاج مواجهة.

حوادث