الأخوة المصرية الإماراتية تتجدد في العلمين.. لقاء القمة بين السيسي وبن زايد

الإثنين 25/أغسطس/2025 - 10:31 م

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الإثنين، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لدى وصوله مطار العلمين الدولي.

وحظي الضيف الكبير باستقبال رسمي وشعبي يعكس متانة الروابط الأخوية بين البلدين، في زيارة تستمر لعدة أيام، يلتقي خلالها الزعيمان في إطار التشاور المستمر والتنسيق المشترك.

وقد شهدت مراسم الاستقبال حضور عدد من كبار المسؤولين المصريين والإماراتيين، حيث حرص الجانبان على التأكيد منذ اللحظة الأولى على عمق العلاقات الاستراتيجية الممتدة لعقود طويلة، والتي أصبحت أحد النماذج البارزة للتعاون العربي.

تصريحات رئاسة الجمهورية

صرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي رحب بحرارة بضيف مصر الكبير، مؤكد المكانة الخاصة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد لدى القيادة والشعب المصري.

وأوضح أن العلاقات المصرية الإماراتية تحمل بعد تاريخي عميق يعود إلى عهد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي ارتبط اسمه في وجدان الشعب المصري بالعطاء والمواقف النبيلة تجاه مصر في مختلف المراحل.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي شدد خلال الاستقبال على أن مصر تنظر إلى الإمارات باعتبارها شريك استراتيجي حقيقي، تربطها بها علاقات متينة لا تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل تمتد لتشمل الروابط الإنسانية والاجتماعية والثقافية بين الشعبين.

تقدير إماراتي لحفاوة الاستقبال

من جانبه، عبّر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره الكبير للرئيس السيسي، معربا عن سعادته البالغة بما وجده من حفاوة استقبال ودفء مشاعر، مؤكدا أن مصر كانت وستظل بلد ثاني لكل إماراتي.

كما شدد على أن العلاقات بين البلدين تتجاوز مفهوم العلاقات الرسمية لتشكل نموذج للأخوة العربية الحقيقية المبنية على الاحترام المتبادل والتضامن في مواجهة التحديات.

وأشار رئيس دولة الإمارات إلى أن بلاده حريصة على مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر، بما يدعم مصالح الشعبين ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة، لافت إلى أن التنسيق القائم بين القاهرة وأبوظبي ينعكس إيجابا على العديد من القضايا الإقليمية.

امتداد لإرث المؤسس الشيخ زايد

يؤكد المراقبون أن العلاقة بين مصر والإمارات لم تكن يومًا علاقة تقليدية بين بلدين عربيين فحسب، بل هي امتداد لإرث إنساني وسياسي رسخه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي آمن بدور مصر المركزي في العالم العربي وحرص دائما على دعمها في كافة المجالات.

وقد تجسد هذا الإرث في مواقف الإمارات الداعمة لمصر في مختلف المراحل، وخاصة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تعاون غير مسبوق في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية، إلى جانب التنسيق السياسي المتواصل تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

تعاون استراتيجي

تشير الزيارة الحالية للشيخ محمد بن زايد إلى القاهرة إلى استمرار الحركة الإيجابية في العلاقات الثنائية، خاصة في ظل ما يشهده العالم والمنطقة من تحديات متسارعة تتطلب تعزيز الشراكات القوية.

وتعد مصر والإمارات اليوم ركيزتين أساسيتين في بناء منظومة عربية قائمة على التضامن والتكامل، وهو ما ظهر جليًا في العديد من المواقف المشتركة في الملفات الإقليمية.

كما يمثل التعاون الاقتصادي بين البلدين أحد أعمدة العلاقات الراسخة، حيث تعد الإمارات من أكبر المستثمرين العرب في مصر، فيما تواصل القاهرة تقديم كل أشكال الدعم لزيادة حجم الاستثمارات والمشروعات المشتركة بما يخدم المصالح المشتركة.

دعم متبادل وتنسيق دائم

يحرص الزعيمان، السيسي ومحمد بن زايد، على الحفاظ على وتيرة التشاور المستمر بينهما، سواء من خلال الزيارات المتبادلة أو الاتصالات الدورية.

ويؤكد هذا الحرص أن العلاقات بين القاهرة وأبوظبي ليست ظرفية أو مرتبطة بملف محدد، وإنما هي علاقة شاملة تغطي مختلف جوانب التعاون والتكامل.

وتعتبر الزيارة الحالية بمثابة تأكيد عملي على ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من مستوى استراتيجي رفيع، يعكس إدراك القيادتين لأهمية بناء شراكات عربية قوية قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة.

وتمثل زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر رسالة قوية بأن العلاقات بين البلدين الشقيقين تزداد رسوخ يوم بعد يوم، وأنها قائمة على أسس من الاحترام المتبادل والإخوة الصادقة التي أسس لها الشيخ زايد، ويواصل حملها الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد.

ولا شك أن هذه الزيارة ستفتح آفاق جديدة من التعاون والتكامل بين القاهرة وأبوظبي، بما يخدم المصالح العليا للشعبين الشقيقين ويسهم في تعزيز التضامن العربي على كافة المستويات.