ما لا تعرفينه عن «الحمل الغزلاني».. متى يحدث وكيف يؤثر على صحتك

الحمل الغزلاني من الموضوعات التي تثير الكثير من التساؤلات لدى النساء خاصة أنه يختلف في طبيعته عن الحمل العادي حيث تتعرض فيه المرأة لحدوث نزيف يشبه نزيف الدورة الشهرية في مواعيد محددة مما قد يجعلها لا تدرك حدوث الحمل في البداية الأمر الذي يدفع الأطباء إلى تسميته «الحمل الغزلاني» نسبة إلى الغزالة التي يستمر نزول الدم لديها خلال فترة الحمل.
ما هو الحمل الغزلاني
الحمل الغزلاني هو حالة نادرة يحدث فيها استمرار نزول دم يشبه دم الدورة الشهرية خلال الأشهر الأولى من الحمل، وفي بعض الحالات قد يمتد حتى الشهر الرابع أو الخامس، وهو ما يجعل المرأة في حيرة كبيرة حيث تظن أن ما يحدث هو دورة طبيعية بينما في الحقيقة يكون هناك «حمل» قائم بالفعل، ويتميز هذا الحمل بخصائص تجعله مختلفا عن الحمل الطبيعي، حيث تظل بطانة الرحم تنزف بشكل جزئي رغم وجود الجنين.
متى يحدث الحمل الغزلاني
عادة ما يحدث الحمل الغزلاني في الوقت الذي تظل فيه بطانة الرحم في بعض أجزائها نشطة وتفرز الدم بشكل شهري كما لو أن الجسم لم يتأقلم بشكل كامل مع التغيرات الهرمونية الخاصة بالحمل، وقد يحدث ذلك مع النساء اللواتي يعانين من ضعف بسيط في التثبيت الجنيني أو مع من لديهن تاريخ سابق مع الاضطرابات الهرمونية، لذلك يعتبر «الحمل الغزلاني» تحديا في التشخيص ويحتاج إلى متابعة دقيقة.
علامات الحمل الغزلاني
من أبرز العلامات التي تشير إلى الحمل الغزلاني وجود نزيف متكرر يشبه دم الحيض ولكنه غالبا ما يكون أخف في الكمية وأقل في عدد الأيام، كذلك قد تلاحظ المرأة أعراض الحمل العادية مثل «الغثيان» و«القيء» و«الإرهاق» و«آلام الثدي»، إلا أنها تظل في شك بسبب استمرار نزول الدم، وفي بعض الحالات قد يظهر ألم أسفل البطن يشبه آلام الدورة، ولهذا قد تتأخر الكثير من النساء في اكتشاف الحمل حتى الشهر الثالث أو الرابع.
تأثير الحمل الغزلاني على صحة الأم
يؤثر الحمل الغزلاني على صحة الأم من عدة نواح، حيث أن استمرار النزيف قد يسبب لها شعورا دائما بالقلق والخوف من فقدان الجنين، كما أن فقدان الدم بشكل متكرر قد يؤدي إلى «الأنيميا» إذا لم تتم متابعة الأمر مع الطبيب، إضافة إلى ذلك قد يتطلب الحمل الغزلاني راحة إضافية للحفاظ على ثبات الجنين، لذلك فإن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة من الأمور المهمة لحماية الأم وجنينها.
هل يشكل الحمل الغزلاني خطرا على الجنين
رغم أن الحمل الغزلاني يثير القلق إلا أنه لا يعني بالضرورة وجود خطر مؤكد على حياة الجنين، فكثير من النساء اللواتي مررن بهذه التجربة أكملن الحمل بشكل طبيعي وولدن أطفالا أصحاء، إلا أن الخطر يكمن في إهمال متابعة النزيف أو اعتباره أمرا عاديا، فاستمرار النزيف بكثرة قد يشير أحيانا إلى مشكلات أخرى مثل الإجهاض المنذر أو انفصال جزئي في المشيمة، وهو ما يستدعي تدخلا طبيا فوريا.
نصائح للتعامل مع الحمل الغزلاني
من المهم أن تدرك المرأة أن الحمل الغزلاني يحتاج إلى متابعة دقيقة، لذلك يجب عليها زيارة الطبيب فور ملاحظة أي نزيف متكرر مع إجراء فحوصات «السونار» بانتظام للتأكد من صحة الجنين، كما ينصح الأطباء بالراحة وتجنب الإجهاد الزائد، والحرص على التغذية السليمة لتعويض الدم المفقود، إضافة إلى تناول الفيتامينات والمكملات التي يصفها الطبيب، كما أن الدعم النفسي من الأسرة يلعب دورا كبيرا في مساعدة المرأة على تجاوز القلق والخوف المرتبط بهذه الحالة.
الفرق بين الحمل الغزلاني والحمل الطبيعي
الحمل الطبيعي عادة ما يتوقف فيه نزول الدم بشكل كامل منذ بداية الحمل حيث يظل الرحم في حالة تثبيت للجنين دون أي نزيف يذكر، أما في الحمل الغزلاني فإن نزول الدم يستمر بشكل منتظم لفترة معينة، وهو ما يجعله مختلفا ويحتاج إلى وعي خاص، فالتشابه بين الدم النازل في الحمل الغزلاني وبين دم الدورة الشهرية قد يؤدي إلى عدم إدراك المرأة أنها في حالة حمل إلا بعد مرور وقت.
متى يجب مراجعة الطبيب
يجب على المرأة مراجعة الطبيب فور ملاحظة نزيف غير معتاد أثناء الحمل خاصة إذا كان النزيف مصحوبا بألم شديد أو دوار أو ضعف عام، حيث أن «الحمل الغزلاني» رغم كونه حالة يمكن التعامل معها إلا أنه قد يخفي وراءه مشكلات خطيرة إذا لم يتم التشخيص السليم، لذلك فإن أي تغير في طبيعة النزيف أو شدته يستدعي استشارة طبية عاجلة.
الحمل الغزلاني حالة طبية تحتاج إلى وعي ومتابعة دقيقة، فهو قد يربك المرأة بسبب نزول الدم في مواعيد تشبه مواعيد الدورة الشهرية مما يؤخر اكتشاف الحمل، إلا أن التعامل الصحيح مع هذه الحالة تحت إشراف الطبيب يضمن غالبا سلامة الأم والجنين، لذلك يجب أن يكون لدى المرأة وعي كامل بأن «الحمل الغزلاني» ليس مجرد نزيف عابر بل إشارة إلى وضع خاص يتطلب رعاية طبية.