ذكرى ميلاد ورحيل ناهد رشدي.. أيقونة الدراما بالتسعينيات

تحل اليوم 14 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة «ناهد رشدي» (1956 – 2024)، التي غادرت عالمنا قبل عام بعد صراع طويل مع المرض استمر لما يقرب من عشر سنوات.
ورغم آلامها، فإنها ظلت صامدة حتى اللحظات الأخيرة، محتفظة بابتسامتها، تاركة وراءها رصيد فني كبير جعلها من أبرز وجوه الدراما المصرية.
البدايات الأولى.. من المعهد إلى الشاشة
ولدت «ناهد رشدي» في القاهرة، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية لتتخرج عام 1982، في فترة شهدت صعود جيل جديد من الفنانين الذين أثبتوا حضورهم في السينما والتليفزيون.
بدأت خطواتها الفنية بأدوار صغيرة، لكنها لفتت الأنظار سريعاً بموهبتها الطبيعية، إلى أن انطلقت في تسعينيات القرن الماضي بمجموعة من الأعمال التي وضعتها بين نجمات الدراما.
قدمت أدوارًا متعددة جمعت بين البساطة والعمق، لتصبح رمزاً لصورة المرأة المصرية القريبة من وجدان المشاهد.
ومن بين محطاتها المبكرة فيلم «الحب فوق هضبة الهرم» عام 1986 مع النجم أحمد زكي، الذي فتح أمامها أبواب واسعة في السينما والدراما.

«لن أعيش في جلباب أبي».. أيقونة جماهيرية
يظل مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» (1996) هو العلامة الأبرز في مسيرتها، حيث جسدت شخصية «سنية عبد الغفور البرعي»، الابنة المتمردة على والدها التاجر الكبير.
الدور لم يكن سهلاً، إذ كشفت في حوار إذاعي نادر عام 2022 أنها «ترددت في قبول الشخصية بسبب فارق العمر مع ملامح الدور»، لكنها رضخت لإصرار المؤلف مصطفى محرم.
وقالت عن كواليس العمل: «المخرج أحمد توفيق خلق لنا أجواء عائلية حقيقية داخل موقع التصوير، وكان نور الشريف قدوة لنا جميعاً في الالتزام والانضباط».
لم يكن المسلسل مجرد دراما اجتماعية، بل تحول إلى أيقونة جماهيرية تعكس أحلام الطبقة الوسطى وصراعاتها، ولا يزال يُعرض حتى اليوم ويحظى بمتابعة كبيرة.

نجاحات متتالية في الدراما
بعد هذا النجاح، توالت أدوارها في أعمال متميزة مثل «أرابيسك» (1994) مع صلاح السعدني، و«هوانم جاردن سيتي» (1997 – 1998)، حيث قدمت شخصيات متنوعة أبرزت قدراتها على التنقل بين الأدوار التراجيدية والاجتماعية بخفة واقتدار.
وعلى الرغم من تقليص أعمالها في الألفية الجديدة بسبب ظروفها الصحية والعائلية، فإنها لم تنقطع تماماً عن الشاشة.
فقد عادت بقوة في أعمال مثل «بدون ذكر أسماء» (2013)، «راس الغول» (2016) مع محمود عبد العزيز، «واحة الغروب» (2017)، وصولًا إلى «شديد الخطورة» (2020).
فلسفة في مواجهة المرض
اشتهرت «ناهد رشدي» بشجاعتها في مواجهة المرض، حيث أصيبت بالسرطان وخاضت رحلة علاج طويلة.
لم تحب أن تثير شفقة جمهورها، بل تعاملت مع محنتها برضا وإيمان، وكانت تقول في أحد تصريحاتها: «الموت هييجي هييجي، لكن الخوف مش هيفيد».
وصفت مرضها بـ«المحنة» التي يجب التعايش معها، مؤكدة أنها تعاملت معه كما لو كان «ضغط أو سكر»، رافضة أن يكون سببًا في انعزالها أو تراجعها عن ممارسة الفن.
تلك الروح القوية جعلت محبيها يصفونها بـ«الفنانة المكافحة» التي ظلت تعطي الفن رغم ألمها.

حضور على المسرح
إلى جانب أعمالها في السينما والدراما التليفزيونية، كان للمسرح نصيب مهم في مسيرتها، حيث شاركت في عروض مثل «الزوبعة»، «أوديب»، و«شفيقة».
كما قدمت مسرحيات دينية خلال شهر رمضان، وهو ما منحها مكانة خاصة لدى الجمهور الذي تابعها على الخشبة كما تابعها على الشاشة الصغيرة.
قائمة بأبرز أعمالها
الأفلام: «الحب فوق هضبة الهرم» (1986)، «الطريق إلى إيلات» (1993)، «الأخطبوط» (2000).
المسلسلات: «لن أعيش في جلباب أبي»، «أرابيسك»، «هوانم جاردن سيتي»، «بدون ذكر أسماء».
المسرح: «الزوبعة»، «أوديب»، «شفيقة».
رحيل في صمت وذكريات باقية
رحلت الفنانة «ناهد رشدي» فجر 14 سبتمبر 2024 في القاهرة عن عمر ناهز 68 عاماً، بعد رحلة صراع استمرت عقداً كاملاً مع المرض.
خبر وفاتها ترك حالة من الحزن في الوسط الفني وبين جمهورها الذي ارتبط بها لسنوات طويلة.
وبرحيلها فقدت الدراما المصرية واحدة من أبرز نجماتها اللواتي جسدن بصدق تفاصيل المرأة المصرية في مختلف حالاتها، لكن أعمالها تبقى شاهدة على إبداعها.
فمن «سنية» في «لن أعيش في جلباب أبي» إلى أدوارها المتنوعة في الدراما والمسرح، رسمت مسيرة متفردة ستظل حاضرة في ذاكرة الفن المصري.
إرث فني خالد
اليوم، ومع حلول ذكرى ميلادها، يتجدد الحديث عن مشوارها الذي امتد لأكثر من أربعة عقود، قدمت خلالها فناً راقياً بعيداً عن الضجيج. رحلت «ناهد رشدي» بجسدها، لكنها تركت إرثاً خالداً من الشخصيات التي ستظل تسكن قلوب محبيها، مؤكدة أن الفن الحقيقي لا يزول، بل يعيش مع الأجيال.
- ناهد
- ناهد رشدي
- مخرج
- سكن
- المسرح
- صورة
- علاج
- كواليس العمل
- عامل
- مرض
- أرق
- الروح
- واحة
- الحب
- نقل
- الدراما
- رمضان
- تمر
- السرطان
- القري
- آلام
- سرطان
- العمر
- المسلسلات
- الحزن
- الأعمال
- عين
- المصري
- الشاشة
- ضغط
- هضبة الهرم
- السينما
- صلاح
- عمل
- المسرحية
- مسلسلات
- العمل
- شاهد
- الفن
- مصر
- السينما والدراما
- كاف
- تألية
- الموت
- الخوف
- لتاجر
- الهرم
- المرض
- الطب
- القاهرة
- المعهد العالي للفنون المسرحية
- الدراما المصرية
- نور الشريف
- محمود
- فقد
- خالد
- مسلسل
- الخشب
- شخص
- خوف
- مصطفى
- الأمة
- التصوير
- الأنظار
- الأب
- المخ
- الحق
- النجاح
- مال
- مسرحية
- خطورة
- مسرح
- تراجع
- التليفزيون
- قطع
- إبر
- فيلم
- روح
- سكر
- الشخصية
- حلو
- عرض
- الاجتماع
- عمال
- التاج
- بيع
- توفيق
- حالات
- الانضباط
- ملامح
- نجاح
- ألم
- أعمال
- الفنانين
- القارئ نيوز