السبت 27 سبتمبر 2025 الموافق 05 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

من هم «المصورون».. ينتظرهم أشد العذاب يوم القيامة

النار
النار

المصورون أشد الناس عذابا يوم القيامة كما ورد في الحديث الشريف «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون» حيث يتساءل كثير من المسلمين عن معنى كلمة «المصورون» في هذا السياق وما المقصود بها تحديدا وهل يدخل فيها التصوير الفوتوغرافي الحديث أم أن لها معنى آخر يختلف عن التصور المعاصر لهذه الكلمة، وفي هذا المقال المطول يتناول القارئ نيوز تفسير العلماء وبيان الفهم الصحيح للحديث النبوي ونتعرف على رأي الفقهاء ودار الإفتاء المصرية حول حكم التصوير والرسم في الإسلام مع توضيح الفرق بين «المصورون» في الحديث النبوي والمعنى اللغوي للتصوير في عصرنا.

معنى المصورون في الحديث الشريف

أوضح العلماء أن كلمة «المصورون» التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم تشير إلى فئة من الناس كانت تقوم بصنع التماثيل التي تُعبد من دون الله وهذه الفئة هي التي جاء في حقها التحذير الشديد بأنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة، فالمصورون في هذا السياق لا تعني من يستخدم الكاميرا أو يمارس فن التصوير الضوئي وإنما تعني من يقوم بخلق صور مجسمة للعبادة والشرك، وقد أكد هذا المعنى أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية الشيخ محمد وسام مبينا أن التصوير في اللغة العربية القديمة كان يقصد به نحت التماثيل أو صناعة الصور التي يتخذها الناس معبودات.

توضيح العلماء لحقيقة المصورون

أكد الشيخ محمد وسام أن بعض الناس يخلطون بين التصوير الحديث وبين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يظن البعض أن المصورون هم كل من يحمل كاميرا أو يرسم لوحة وهذا غير صحيح لأن التصوير الفوتوغرافي في عصرنا هو مجرد حبس للظل كما عبر عنه العلماء ولا يدخل في المعنى الذي ورد في الحديث، ومن ثم فإن المصورون الذين أخبر عنهم النبي هم أولئك الذين يصنعون تماثيل وصورا تُعبد من دون الله.

حكم الرسم في الشريعة الإسلامية

أجاب الشيخ حسن اليداك أمين الفتوى في دار الإفتاء عن سؤال حول حكم ممارسة الرسم موضحا أن الرسم موهبة سامية تعبر عن الوجدان وتنقل الأفكار والثقافة وأن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم الرسم كوسيلة تعليمية حيث رسم خطوطا لتوضيح معاني الأمل والأجل والابتلاءات، وهذا يدل على أن الرسم قد يكون وسيلة دعوية نافعة إذا كان الهدف منه خيرا، وبالتالي فالمصورون الذين حذر منهم الحديث لا يشملون الرسامين الذين يرسمون المناظر الطبيعية أو الصور التعليمية الهادفة.

جواز رسم المناظر الطبيعية

أكدت دار الإفتاء المصرية أن رسم المناظر الطبيعية أو المشاهد الجميلة أو الرسومات التعليمية أمر مباح شرعا بل قد يكون مفيدا للثقافة والفكر إذا خلى من المحرمات، كما أنه لا مانع من رسم صور الأشخاص تخليدا لذكراهم أو تقديرا لأثرهم مثل رسم صورة الجد أو الجدة طالما لا تتضمن ما يخدش الحياء أو يعارض قيم الدين، وهذا يبين بوضوح أن المصورون الذين ورد ذكرهم في الحديث ليسوا هؤلاء الفنانين.

حكم التصوير الفوتوغرافي

أوضح الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى أن التصوير الفوتوغرافي حلال شرعا لأنه لا ينطبق عليه معنى التصوير في اللغة العربية القديمة ولا يدخل ضمن وعيد «المصورون»، فالصورة الفوتوغرافية مجرد حبس للظل وليست صناعة تمثال يعبد، وقد فسرت دار الإفتاء حديث «كل مصور في النار» بأنه خاص بمن يصنع صورا أو تماثيل تعبد من دون الله وليس كل من يلتقط صورة بكاميرا.

التصوير والرسم كفن نافع

ذكرت دار الإفتاء أن التصوير والرسم من الفنون الجميلة التي تريح النفس وتبعث الطمأنينة إذا خلت من المحرمات، وأجازت ممارستهما بشرط ألا يحتوي العمل على ما يثير الشهوات أو يتضمن عريا أو خدشا للحياء، وبهذا يتبين أن المصورون الذين توعدهم الحديث بالعذاب هم من يصنعون ما يعبد من دون الله وليس من يعملون في مجالات التصوير الفني أو الفوتوغرافي.

يخلص العلماء إلى أن المقصود بحديث «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون» هم من يقومون بتصوير وصنع التماثيل المعبودة، وأن التصوير الفوتوغرافي والرسم المباح لا يدخل في هذا الوعيد، فالمصورون بالمعنى النبوي ليسوا أهل الكاميرات الحديثة بل هم صانعو الأصنام الذين يضاهون خلق الله، لذا يجب على المسلمين فهم النصوص الشرعية فهما صحيحا وعدم التسرع في الحكم على الفنون النافعة، فالرسم والتصوير المعاصر لا حرج فيهما ما داما في إطار ما أحله الشرع.

تم نسخ الرابط