الأحد 12 أكتوبر 2025 الموافق 20 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

النظام الغذائي لقرحة المعدة.. أطعمة مفيدة وأخرى مضرة

قرحة المعدة
قرحة المعدة

تعد «المعدة» من أكثر الأعضاء الحساسة في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لتوليد الطاقة والحفاظ على صحة الأعضاء المختلفة، ولكن عندما تُصاب «المعدة» بقرحة أو التهاب فإن النظام الغذائي يصبح عنصرًا حاسمًا في رحلة الشفاء، حيث يمكن أن تكون بعض الأطعمة علاجًا طبيعيًا يخفف الألم ويُعزز التئام الجروح الداخلية، بينما هناك أطعمة أخرى قد تزيد من التهيج وتفاقم المعاناة مما يستدعي معرفة دقيقة بما يفيد ويضر.

النظام الغذائي ودوره في حماية «المعدة»

إن النظام الغذائي الصحي ليس مجرد وسيلة لتجنب زيادة الوزن، بل هو خط الدفاع الأول لحماية «المعدة» من الأمراض، فاختيار نوعية الطعام وطريقة تناوله يؤثران بشكل مباشر على إفراز الأحماض الهضمية وعلى درجة التهيج داخل جدار «المعدة»، فالأطعمة الغنية بالألياف تساعد على توازن عملية الهضم وتقلل من الالتهابات، بينما الأطعمة الدهنية أو الحارة ترفع من مستوى الحموضة مما يؤدي إلى تفاقم الألم لدى مرضى القرحة، ومن هنا تأتي أهمية تنظيم النظام الغذائي ليكون متوازنًا، لطيفًا على «المعدة»، وغنيًا بالعناصر التي تدعم التئام الأنسجة.

أطعمة مفيدة تسرع شفاء قرحة «المعدة»

هناك مجموعة من الأطعمة التي أثبتت الدراسات أنها تُعين على تهدئة «المعدة» وتعجيل الشفاء منها مثل الموز الذي يُعد من أكثر الفواكه لطفًا على جدار «المعدة»، فهو يحتوي على مركبات طبيعية تُساعد في تكوين طبقة واقية تُقلل من تأثير الأحماض، كذلك الحليب قليل الدسم الذي يُعادل حموضة العصارات الهضمية ويُخفف الإحساس بالحرقان، كما يُعتبر الشوفان من الخيارات الممتازة لما يحتويه من ألياف قابلة للذوبان تُكوّن حاجزًا مهدئًا لجدار «المعدة»، بالإضافة إلى الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي التي تحتوي على مضادات أكسدة تُسهم في تجديد الخلايا وتحسين قدرة الجسم على مقاومة الالتهاب، ولا يمكن إغفال العسل الطبيعي الذي يُستخدم كعلاج تقليدي منذ قرون لتقرحات «المعدة» بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا وقدرته على تسريع التئام الأنسجة.

أطعمة يجب تجنبها لحماية «المعدة»

في المقابل هناك أنواع من الأطعمة تُعتبر العدو الأول لمرضى القرحة لأنها ترفع من إفراز الحمض وتزيد الالتهاب داخل «المعدة»، ومن أبرزها الأطعمة الحارة التي تحتوي على الفلفل الحار أو التوابل القوية، فهذه المكونات تُلهب جدار «المعدة» وتزيد الإحساس بالألم، كما أن القهوة والمشروبات الغازية من أكثر ما يُرهق الجهاز الهضمي لأنها تحتوي على الكافيين الذي يحفز إفراز الأحماض، إضافة إلى الأطعمة المقلية والدسمة التي تُبطئ عملية الهضم وتجعل «المعدة» تعمل مجهودًا إضافيًا لهضم الدهون، مما يفاقم الشعور بالامتلاء والحموضة، وكذلك الأطعمة الحمضية مثل الطماطم والحمضيات التي قد تُسبب تهيجًا في جدار «المعدة» إذا تم تناولها بكثرة، لذلك يُفضل التقليل منها أو استبدالها بأطعمة أكثر لطفًا.

نمط الحياة وتأثيره على صحة «المعدة»

لا يقتصر علاج قرحة «المعدة» على النظام الغذائي فحسب، بل يشمل أيضًا تعديل نمط الحياة اليومي، إذ يُنصح بتناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا حتى لا تُجهد «المعدة» في عملية الهضم، كما يجب تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الوجبات لأن ذلك يُسبب ارتجاع الأحماض إلى المريء مما يزيد من تهيج «المعدة»، وينبغي الامتناع عن التدخين لأنه يُضعف قدرة «المعدة» على إنتاج المخاط الواقي الذي يحمي جدارها من التآكل، كذلك يُعد التحكم في التوتر أمرًا بالغ الأهمية لأن الضغوط النفسية تُزيد من إفراز العصارة الحمضية وتُفاقم الأعراض، لذا فإن ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو التأمل يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تخفيف حدة القرحة.

مشروبات تساعد على تهدئة «المعدة»

من أبرز المشروبات التي تساعد في تهدئة «المعدة» شاي البابونج الذي يمتاز بخصائص مهدئة ومضادة للالتهاب، ويمكن تناوله يوميًا بعد الوجبات لتقليل الحموضة، كما يُنصح بشرب الماء الفاتر بانتظام لأنه يُساعد في تخفيف تركيز الأحماض داخل «المعدة» ويحافظ على ترطيبها، ويمكن أيضًا تناول مغلي الزنجبيل ولكن بكميات معتدلة لأنه يُحسن من عملية الهضم ويُقلل الغثيان، في حين يجب تجنب الشاي الثقيل والقهوة لما لهما من تأثير سلبي على «المعدة» الحساسة.

نصائح عامة لمرضى قرحة «المعدة»

ينبغي لمرضى قرحة «المعدة» الالتزام بروتين غذائي ثابت يعتمد على وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من تناول وجبة كبيرة تُجهد «المعدة»، كما يجب الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمعلبات لأنها تحتوي على مواد حافظة قد تهيج بطانة «المعدة»، مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء وتناول الخضروات الطازجة والفواكه اللينة، ويُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لوضع خطة غذائية مناسبة لكل حالة، إذ تختلف درجة التحمل من شخص لآخر، وبذلك يمكن تجنب المضاعفات والعودة إلى نمط حياة صحي ومتوازن.

«المعدة» السليمة هي أساس الراحة الجسدية، وأن الالتزام بنظام غذائي متوازن يُعتبر مفتاح الشفاء من قرحة «المعدة»، فاختيار الأطعمة المناسبة وتجنب ما يُسبب التهيج يضمن استمرار صحة الجهاز الهضمي ويُعيد للمريض شعوره بالعافية.

تم نسخ الرابط