الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ثلاث طرق صحيحة لكفارة اليمين كما أوضحت الإفتاء

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

الإفتاء تواصل دورها في توعية الجمهور بالأحكام الشرعية التي تتعلق بحياة الناس اليومية، حيث أكدت «دار الإفتاء المصرية» من خلال أمين الفتوى الدكتور محمود شلبي أن مسألة الرجوع في اليمين تعد من الأمور التي يكثر السؤال عنها بين الناس، خاصة عندما يحلف الإنسان ثم يجد أن تنفيذ الحلف قد يسبب له مشقة أو يعوقه عن أمر فيه مصلحة راجحة، ولذلك أوضحت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية قد شرعت كفارة معينة إذا رجع الإنسان عن يمينه، وهي الكفارة المنصوص عليها في القرآن الكريم، بما يرفع الإثم ويبرئ ذمة المسلم أمام الله تعالى.

توضيحات أمين الفتوى حول الرجوع في اليمين

أكد الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى في «دار الإفتاء» خلال حديثه التلفزيوني أن الرجوع في اليمين العادي ليس حرامًا كما يظن البعض، حيث أوضح أن الحلف في ذاته لا يكون محرمًا إلا إذا كان حلفًا كاذبًا أو كان من نوع «الحلف الغموس» الذي يترتب عليه أكل حقوق الآخرين أو الاعتداء عليها، وهذا النوع من الحلف يعتبر من الكبائر لما فيه من ظلم وعدوان، أما إذا كان الحلف صادقًا ثم تغير الأمر أو ظهرت مصلحة أكبر تمنع تنفيذ اليمين فإن الرجوع عنه لا إثم فيه طالما كانت النية صالحة.

وبيّن أمين الفتوى أن الشريعة حين سمحت بالرجوع في اليمين لم تترك الأمر دون ضوابط، بل أوجبت الكفارة التي تعد وسيلة للتوبة ولتهذيب السلوك ولتعظيم شأن الحلف بغير استهتار، كما استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوضح أن المسلم إذا حلف على شيء ثم وجد خيرًا منه فليفعل ما هو خير ويكفر عن يمينه، وهذا يؤكد أن الكفارة وسيلة شرعية لحفظ القلوب من التشدد ولتحقيق التوازن بين الالتزام بالمبادئ وبين مراعاة المصالح والمفاسد.

تعريف كفارة الرجوع في اليمين كما أوضحت الإفتاء

أوضحت الإفتاء أن كفارة الرجوع في اليمين تكون بإحدى ثلاث خصال وهي «الإطعام» أو «الكسوة» أو «الصيام»، حيث يخيَّر المسلم بينها حسب قدرته وما يتيسر له، فإذا كان قادرًا على الإطعام فله أن يطعم عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله، وإذا كان قادرًا على الكسوة فله أن يكسو عشرة مساكين بما يستر العورة ويعد كسوة معتبرة، كما أشارت الإفتاء إلى أنه يجوز للمكلف أن يدفع قيمة الإطعام أو الكسوة مالًا بدلًا من تقديم الطعام أو اللباس بشكل مباشر، وهو أمر يسهِّل على الكثيرين أداء الكفارة دون تعقيد.

كما أكدت الإفتاء أنه يجوز للمسلم أن يعطي الكفارة لشخص واحد أو لأسرة واحدة كاملة، شريطة أن تعادل هذه القيمة مقدار إطعام عشرة مساكين، وهذا من باب التيسير الذي قامت عليه الشريعة الإسلامية، لأن الهدف من الكفارة هو تحقيق مصلحة الفقير وزيادة التكافل الاجتماعي بين الناس.

ما الحكم عند العجز عن الإطعام أو الكسوة

بيّنت الإفتاء أنه في حالة عدم قدرة المسلم على الإطعام أو الكسوة فله أن ينتقل مباشرة إلى الصيام، حيث يصوم ثلاثة أيام تصح بها الكفارة، وقالت إن العبرة في ذلك هي حال المكلف وقت أداء الكفارة، فإذا وجد نفسه عاجزًا عن الإطعام أو الكسوة فلا يلزمه الانتظار حتى تتحسن حالته، بل ينتقل مباشرة إلى الصيام، وهذا ما أكدته الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء في العديد من المناسبات.

كما أشارت الإفتاء إلى أن الصيام في هذه الحالة يعد وسيلة مقبولة شرعًا للتكفير عن اليمين، ويبرئ ذمة الحالف إذا لم يستطع القيام بالخيارات الأخرى، وهو أمر متفق عليه بين الفقهاء لما ورد في القرآن الكريم بوضوح حول مراتب الكفارة.

سؤال ورد إلى دار الإفتاء حول كفارة اليمين

استعرضت الإفتاء سؤالًا ورد إليها عبر موقعها الرسمي من أحد الأشخاص الذي قال إنه شرع في إطعام عشرة مساكين ككفارة يمين لكنه لم يتمكن من إتمام العدد كاملًا، وسأل عما إذا كان يجوز الانتقال إلى الصيام أو يجب الانتظار حتى يتيسر له إكمال الإطعام، وجاء رد الإفتاء واضحًا بأن الانتقال إلى الصيام جائز ولا يلزم الانتظار، لأن المعتبر هو القدرة الفعلية وقت الأداء، فإذا عجز المسلم عن الإطعام أو الكسوة انتقل إلى الصيام مباشرة، ولا يعد ذلك إخلالًا بشروط الكفارة أو تجاوزًا غير جائز.

التخيير في كفارة اليمين وفق النصوص الشرعية

استشهدت الإفتاء بالنصوص الشرعية التي أوضحت أن المسلم مخير بين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإذا لم يجد فالصيام ثلاثة أيام، وهو ما نصت عليه الآية الكريمة من سورة المائدة، كما نقلت الإفتاء إجماع الفقهاء على أن الحانث إذا كان قادرًا على الإطعام أو الكسوة فلا يجوز له الانتقال إلى الصيام، لأن الصيام هو المرتبة الأخيرة بعد فقدان القدرة على أداء الخيارات الأولى.

كما نقلت الإفتاء عن العلماء مثل الإمام ابن المنذر والإمام ابن حزم ما يؤكد الإجماع على مسألة التخيير، حيث ذكر العلماء أن من عجز عن جميع الخصال انتقل إلى الصيام دون تأخير، وأن ذمته تبرأ بذلك، كما أن الصيام يجوز متتابعًا أو متفرقًا، إلا أن التتابع هو الأفضل عند كثير من العلماء.

أهمية فهم كفارة اليمين في حياة المسلم

أكدت الإفتاء أن فهم المسلم لكفارة اليمين أمر مهم لأنه يعالج الكثير من الأخطاء الشائعة في المجتمع، فكثير من الناس يعتقدون أن الرجوع في اليمين معصية مطلقة وهذا غير صحيح، لأن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد ورفع الحرج عنهم، ولذلك شرعت الكفارة للتكفير عن الرجوع وليس لزيادة المشقة، كما أن الالتزام بأحكام الكفارة يسهم في تعزيز الوعي الشرعي لدى الناس وفي ترسيخ قيم المسؤولية وعدم التساهل في الأيمان.

كما بينت الإفتاء أن المسلم مطالب بحفظ يمينه وعدم الإكثار من الحلف، لأن كثرة الحلف تنقص من المروءة وقد تدفع صاحبها إلى الحرج، ولذلك جاءت النصوص الشرعية لتؤكد ضرورة تجنب كثرة اليمين إلا عند الحاجة، وفي الوقت نفسه شرعت الكفارة كحل عند وقوع الحنث، مما يحقق التوازن المطلوب بين حفظ اليمين وعدم التشدد فيه بشكل يرهق المكلف.

تم نسخ الرابط