مصطفى مدبولي.. الأتوبيس الترددي كان «حلما».. وندشن المرحلة الثانية في يوليو

تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي «BRT» على الطريق الدائري، واصفًا المشروع بأنه كان يمثل »حلما» يتحقق اليوم على أرض الواقع، تمهيدًا لتوسعة التجربة خلال المرحلة الثانية في يوليو المقبل، وذلك في خطوة جديدة نحو تطوير منظومة النقل العام في مصر وتقديم خدمات عصرية للمواطنين.
وسيلة نقل عصرية وعالية الكفاءة
وقال مدبولي، في تصريحات صحفية على هامش الجولة التفقدية، إن مشروع الأتوبيس الترددي يُعد من أهم مشروعات النقل التي تم التخطيط لها لخدمة ملايين المواطنين، خاصة العاملين والطلاب والموظفين ممن يعتمدون على وسائل النقل اليومي في التنقل بين أحياء القاهرة الكبرى.
وأضاف أن المشروع يعتمد على تكنولوجيا متقدمة، وهو مرتبط بشكل مباشر بخطوط مترو الأنفاق، بما يعزز التكامل بين وسائل النقل الجماعي، ويرفع من كفاءة التنقل داخل العاصمة، ويقلل الاعتماد على السيارات الخاصة، مما يساهم في تخفيف الزحام والتلوث.
تشغيل 100 أتوبيس كهربائي بطاقة استيعابية كبيرة
وخلال الجولة، استقل رئيس الوزراء أحد الأتوبيسات الترددية المخصصة للتشغيل التجريبي، واستمع إلى شرح مفصل حول آلية عمل المشروع، وتفاصيل التشغيل على الطريق الدائري، وعدد المحطات المستهدفة، والربط مع وسائل النقل الأخرى.
ويشمل المشروع في مرحلته الأولى والثانية تسيير عدد 100 أتوبيس كهربائي، تبلغ السعة الواحدة منها 66 راكبًا، بما يعادل خمسة ميكروباصات في كل أتوبيس.
ويهدف ذلك إلى نقل نحو 3200 راكب في الساعة بالاتجاهين، مما يسهم في تخفيف الضغط عن الطرق، وتحسين كفاءة النقل الجماعي.
ربط بالمحاور الرئيسية والدائري الإقليمي
وسيساهم الأتوبيس الترددي في الربط بين المحاور والتقاطعات الرئيسية على الطريق الدائري، مثل تقاطع السويس، وتقاطع عدلي منصور، وتقاطع المرج، ومسطرد، وهو ما يجعل المشروع نقطة تحول استراتيجية في حركة التنقل بين أطراف العاصمة.
وأشار الدكتور مدبولي إلى أن هذه المحاور شهدت تطويرًا ضخمًا في السنوات الأخيرة ضمن خطة تطوير ورفع كفاءة الطريق الدائري، الذي يُعد أحد الشرايين الحيوية في القاهرة الكبرى.
الأتوبيس الترددي.. بديلا آمنا ومكتملا
وأكد رئيس الوزراء أن منظومة الأتوبيس الترددي تأتي في إطار رؤية الدولة لتقديم وسائل نقل جماعي آمنة، نظيفة، وكهربائية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يمثل جزءًا من خطة أوسع لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة والميكروباصات، التي تسبب تكدسات مرورية واستهلاكًا كبيرًا للوقود.
وأوضح أن هناك تكاملًا في البنية التحتية بين مشروع BRT، ومحطات النقل التبادلي الجديدة، ومحطات مترو الأنفاق الجاري تطويرها، بحيث تُقدم منظومة موحدة وعصرية لخدمة المواطنين.
زيارة حديقة تلال الفسطاط
وعقب جولته التفقدية للأتوبيس الترددي، توجه الدكتور مصطفى مدبولي إلى حديقة تلال الفسطاط لمتابعة سير الأعمال الإنشائية والتطويرية الجارية هناك، ضمن خطة إحياء المنطقة التاريخية والارتقاء بالمواقع الأثرية والسياحية في قلب القاهرة.
وأكد رئيس الوزراء، في تصريحاته، أن مشروع حديقة تلال الفسطاط يُعد من المشروعات التنموية والترفيهية الكبرى، التي ستُعيد الروح إلى القاهرة التاريخية، وتجذب الزوار والسياحة الداخلية والخارجية، وتوفر متنفسًا طبيعيًا للأهالي، في إطار رؤية شاملة لتحسين جودة الحياة.
نحو شبكة نقل ذكية ومستدامة
وشدد مدبولي على أن الحكومة تعمل على تحويل القاهرة إلى مدينة ذكية تتمتع بشبكة نقل مستدامة وصديقة للبيئة، حيث يتم حاليًا التوسع في استخدام الحافلات الكهربائية والقطارات الخفيفة، وتنفيذ مشروعات كبرى مثل المونوريل والقطار الكهربائي، وتحديث أسطول النقل الجماعي بشكل كامل.
وأضاف أن التنسيق جارٍ بين وزارات النقل، والإسكان، والبيئة، لتطبيق نموذج متكامل للنقل الذكي، يراعي البعد البيئي، ويقلل من البصمة الكربونية، تماشيًا مع توجهات الدولة نحو التنمية المستدامة.