الأربعاء 21 مايو 2025 الموافق 23 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نسيت السجدة وقمت للركعة التالية؟.. �الأزهر� يوضح التصرف الصحيح

السجود
السجود

السجدة تمثل ركنًا أصيلًا من أركان الصلاة لا تكتمل العبادة إلا به، ولذلك حرص «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» على توضيح الأحكام المتعلقة بـ«نسيان السجدة» أثناء الصلاة، وذلك من خلال رد مفصّل قدّمه الشيخ «عبد القادر الطويل» عضو لجنة الفتوى، حيث تناول فيه الموقف الشرعي الصحيح لمن نسي السجدة وقام إلى الركعة التالية دون أن يسجدها، وهو سؤال يتكرر كثيرًا بين المصلين ويثير الحيرة خصوصًا في صلوات الجماعة.

نسيان السجدة بين الركن 

أوضح الشيخ عبد القادر الطويل أن هناك حالتين رئيسيتين قد يقع فيهما المصلي أثناء أداء الصلاة، الأولى أن ينسى المصلي سنة من السنن، مثل التشهد الأوسط أو الجلوس له، والثانية أن ينسى المصلي ركنًا من الأركان مثل السجدة أو الركوع، وفي كل حالة من هاتين الحالتين يترتب على ذلك حكم شرعي مختلف ينبغي الانتباه له.

ففي حال نسيان السنة، كأن يترك المصلي التشهد الأوسط على سبيل المثال ويقوم واقفًا دون أن يجلس، فإن الحكم في هذه الحالة أنه لا يعود إلى التشهد لأن ما قام إليه ركن وما تركه سنة، والركن مقدم على السنة دائمًا، وبالتالي يكمل صلاته ويعوض ما فاته بسجدتي سهو يؤديهما بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.

نسيان السجدة يعيد ترتيب الصلاة

أما إذا كان ما نُسي هو ركن من أركان الصلاة مثل السجدة، وتذكر المصلي أثناء قراءته في الركعة التالية أنه لم يسجد السجدة الثانية من الركعة السابقة، ففي هذه الحالة يمكنه العودة مباشرة إلى السجدة التي نسيها، ثم يقوم مرة أخرى ويكمل صلاته كما هي، وفي نهاية الصلاة يسجد للسهو بعد التشهد مباشرة ثم يُسلّم.

وأشار الشيخ عبد القادر إلى أن الأمر في هذه الحالة يتوقف على حالة المصلي، فإذا كان ما يزال في صلاته ولم يطل الفاصل الزمني، فله أن يعود ويسجد السجدة المنسية دون أن تبطل صلاته، ثم يكمل الركعة ولا حاجة لإعادتها كلها.

ماذا لو لم يعد المصلي للسجدة؟

وفي سيناريو آخر، إذا تذكّر المصلي أنه نسي السجدة ولكنه لم يعد إليها وأكمل الركعة التالية، فإن الركعة التي ترك فيها السجدة تعتبر لاغية لأنها افتقدت ركنًا أساسيًا، وفي هذه الحالة لا تُحسب تلك الركعة وتُستبدل بركعة جديدة في نهاية الصلاة، أي أن المصلي يجب عليه أن يأتي بركعة كاملة بعد انتهاء الصلاة وقبل أن يُسلّم، ثم يسجد للسهو ويسلّم بعد ذلك.

وأوضح الشيخ عبد القادر الطويل أن هذا الحل مناسب جدًا إذا كان الشخص إمامًا في صلاة جماعة، لأن العودة إلى السجدة المنسية في منتصف الصلاة قد تُحدث ارتباكًا في الصفوف وتؤدي إلى بلبلة بين المأمومين، لذلك من الأفضل في هذه الحالة أن يُكمل الإمام صلاته كما هي ويُضيف ركعة بديلة في النهاية مع سجود السهو، حفاظًا على استقرار الجماعة.

السجدة المنسية في سجود السهو

أما عن الحالة الخاصة بمن نسي سجدة من سجدتي السهو، فقد أجاب الدكتور «علي جمعة» عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بأن الأمر لا يترتب عليه أي إثم أو بطلان في الصلاة، لأن سجود السهو سنة وليس فرضًا، ومن نسي السجدة أو تركها عن غير قصد فلا شيء عليه وصلاته صحيحة بإذن الله.

وإذا تذكر المصلي بعد السلام أنه لم يؤد سجود السهو، فيُسن له أن يُكبّر ثم يسجد سجدتين للسهو ويسلم بعدها، وذلك وفقًا لما أوضحه الدكتور علي جمعة، مؤكدًا أن السجدة في سجود السهو تُعامل معاملة سنة مؤكدة لا تبطل الصلاة بتركها.

السجدة في فقه الصلاة لها مكانة خاصة

ومن المعروف أن السجدة ليست مجرد حركة جسدية بل هي تعبير عن الخضوع الكامل لله عز وجل، وقد رفع الإسلام من شأنها حين جعلها أقرب ما يكون فيه العبد إلى ربه كما ورد في الحديث الشريف «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد»، ولذلك فإن الحفاظ على أداء السجدة بدقة يُعدّ أمرًا أساسيًا في فقه الصلاة.

هل السجدة الركنية تختلف عن سجدة السهو؟

من المهم التفريق بين نوعين من السجود في الصلاة، السجدة التي هي ركن من أركان الصلاة، وسجدة السهو التي تأتي لتعويض خلل أو نسيان، فالأولى لا تتم الصلاة إلا بها، أما الثانية فهي سنة مؤكدة تُؤدى عند الشك أو النقص أو الزيادة، ومَن تركها ناسيًا أو جاهلًا لا يُطالب بإعادة الصلاة.

التطبيق العملي لأحكام السجدة

ينبغي على كل مسلم أن يكون على علم بهذه التفاصيل الدقيقة، لا سيما أن «السجدة» هي موضع يقع فيه النسيان كثيرًا بسبب طبيعتها الحركية المتكررة في الركعات، ولهذا فإن التطبيق الصحيح لأحكام السجدة يتطلب حضورًا ذهنيًا وتركيزًا في الصلاة حتى لا يفوته ركن أو يُخطئ في ترتيب الركعات.

السجدة ركن لا يُستهان به

في ضوء ما تقدّم، يتبين أن السجدة تمثل ركنًا لا يُستهان به في هيكل الصلاة، وتحديد الموقف الصحيح في حال نسيانها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الصلاة، ولذلك يُستحسن الرجوع دائمًا إلى المصادر الموثوقة كفتاوى «الأزهر الشريف» التي تضع بين يدي المسلمين الإرشادات الدقيقة والصحيحة التي تحفظ لهم أداءهم الديني وتقيهم من الخطأ أو التقصير.

وبهذا التوضيح التفصيلي من مركز الأزهر، يطمئن المصلون إلى أن كل حالة لها حكمها المناسب، وأن «السجدة» وإن نُسيت يمكن تعويضها أو استدراكها بطريقة تحفظ للصلاة كمالها وشرعيتها.

تم نسخ الرابط