الأحد 06 يوليو 2025 الموافق 11 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

استجابة لتوجيهات الرئيس.. الداخلية تكثف الحملات المرورية على الطريق الإقليمي

حملات مرورية - أرشيفية
حملات مرورية - أرشيفية

كثفت وزارة الداخلية من جهودها لملاحقة المخالفين على الطرق المصرية، عبر حملات مرورية متواصلة تهدف إلى ضبط الانفلات المروري، والعمل على تقليص الحوادث التي تحصد أرواح المئات سنويًا، وتلحق خسائر جسيمة بالمواطنين والدولة على حد سواء.

توجيهات رئاسية صارمة لضبط الأداء المروري

تأتي هذه التحركات تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية حاسمة تجاه مرتكبي المخالفات المرورية، وخصوصا مخالفات السرعة الزائدة، والحمولات الزائدة لسيارات النقل الثقيل، فضلاً عن حالات القيادة تحت تأثير المواد المخدرة.

وأكد الرئيس أن الانضباط المروري لا يقل أهمية عن الجهود التنموية التي تشهدها البلاد، مشيرًا إلى أن أرواح المواطنين وسلامة ممتلكاتهم يجب أن تكون على رأس أولويات الدولة.

ضبط مخالفات جسيمة على الطرق السريعة

وفي ضوء هذه التوجيهات، شنت أجهزة الإدارة العامة للمرور، بالتنسيق مع مديريات الأمن، حملات مرورية مكثفة خلال الأيام الماضية على الطرق السريعة والصحراوية والزراعية.

وأسفرت هذه الحملات عن ضبط المئات من سائقي سيارات النقل الثقيل، ممن تبين تجاوزهم للسرعات المقررة أو تحميلهم حمولات تفوق المسموح به قانونًا. كما تم تحرير آلاف المخالفات الأخرى، من بينها السير عكس الاتجاه، وتجاوز إشارات المرور، والقيادة دون رخص.

ضبط حالات لتعاطي المخدرات أثناء القيادة

وكان لافتًا خلال هذه الحملات رصد عدد من السائقين الذين ثبت تعاطيهم للمواد المخدرة أثناء القيادة، ما يمثل تهديدا حقيقيا لحياة المواطنين على الطرق.

وقامت الجهات المعنية بإجراء تحاليل فورية لهؤلاء السائقين، وتحرير محاضر ضدهم تمهيدًا لعرضهم على النيابة العامة، ضمن جهود الدولة لتطبيق القانون بكل حزم وردع المخالفين.

حادث الإقليمى يهز الرأي العام

الحملات الأمنية المكثفة جاءت كرد فعل مباشر على عدد من الحوادث المروعة التي شهدتها الطرق المصرية مؤخرًا، والتي أعادت إلى الواجهة ضرورة فرض المزيد من الانضباط على شبكة الطرق الممتدة من الشمال إلى الجنوب.

وكان أحد أكثر هذه الحوادث مأساوية ما شهده الطريق الإقليمي بمحافظة الجيزة، عندما اصطدمت شاحنة نقل كبيرة، يقودها سائق متهور تحت تأثير المخدرات، بسيارة ميكروباص تقل مجموعة من الفتيات العاملات في أحد مصانع العنب، خلال توجههن إلى عملهن.

وأسفر الحادث عن مصرع 18 فتاة وسائق الميكروباص في مشهد صادم هز وجدان الشارع المصري، وأعاد طرح تساؤلات عديدة حول كفاءة الرقابة المرورية، ومستوى الالتزام بالقانون.

مأساة جديدة تتكرر في أقل من أسبوع

ولم تمر أيام قليلة على هذا الحادث حتى تكرر السيناريو المأساوي نفسه، حيث انحرف ميكروباص عن مساره على أحد الطرق، واصطدم بجانب الطريق، قبل أن تصطدم به شاحنة أخرى من الخلف، مما أدى إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، بينهم أطفال ونساء.

هذا التتابع السريع للحوادث أثار موجة من الغضب بين المواطنين، مطالبين بإجراءات صارمة لحماية الأرواح، ومحاسبة كل من يستهتر بحياة الآخرين على الطريق.

الحملات ليست كافية.. والمواطن مسؤول

ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من أجهزة وزارة الداخلية، فإن خبراء المرور يؤكدون أن نجاح هذه الخطط مرهون بتغيير الثقافة العامة للقيادة، وتعاون المواطنين مع الجهات المسؤولة، من خلال الالتزام بالقواعد والتعليمات، والامتناع عن السلوكيات الخطيرة.

كما أكد الخبراء ضرورة دمج حملات التوعية في المدارس والجامعات والإعلام، لترسيخ مفهوم السلامة المرورية منذ الصغر، جنبًا إلى جنب مع فرض العقوبات الرادعة.

الدولة تتحرك.. لكن التغيير يبدأ من السائق

من جانبها، دعت وزارة الداخلية جموع السائقين إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية، ومراعاة القواعد المنظمة لحركة السير، وعدم التهاون في استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، أو تجاوز السرعة، أو القيادة في حالة الإرهاق.

وشددت الوزارة على أن خطط التطوير الجارية على الطرق، من إنشاء محاور جديدة وتوسعة الطرق القائمة، لا يمكن أن تؤتي ثمارها دون وجود التزام جماعي وانضباط فعلي على الأرض.

الأمل في تقليص الحوادث وتغيير ثقافة القيادة

ويبقى الأمل معقودًا على أن تساهم هذه الحملات المكثفة، مع جهود التوعية والإصلاح القانوني، في خفض أعداد ضحايا الحوادث، وتغيير ثقافة القيادة التي أصبحت في أمسّ الحاجة إلى إعادة الانضباط، بعدما تحولت بعض الطرق إلى ساحات مفتوحة للموت المجاني.

وتؤكد الوقائع أن الحوادث ليست قَدَرًا محتومًا، وإنما نتيجة مباشرة لسلوكيات بشرية يمكن تغييرها بإرادة جادة وتعاون فعّال بين الدولة والمجتمع.

تم نسخ الرابط