آلة الزمن تعود بمروة ناجي لتعزف ألحان أم كلثوم بتقنية «الهولوجرام»ثلاثية الأبعاد

تستعد المطربة المصرية مروة ناجي لإحياء أول عرض مسرحي ميوزيكال غنائي عن أم كلثوم، كوكب الشرق، يستعرض حياة ومسيرة الأسطورة الكبيرة على خشبة مسرح قصر النيل التاريخي بالقاهرة.
العرض المرتقب، الذي يقام مساء الخميس المقبل، يعد رحلة فنية استثنائية تأخذ الجمهور في جولة عبر الزمن الجميل، حيث يجمع بين التمثيل الدرامي، السرد، الاستعراض، والغناء الأوركسترالي، مدعومًا بتقنية الهولوجرام ثلاثية الأبعاد التي تضفي على المشاهد واقعية غير مسبوقة.
رحلة عبر الزمن مع كوكب الشرق
عرض «صوت وصورة» ليس مجرد احتفال بأغاني أم كلثوم، بل هو محاولة لإعادة إحياء فصول مهمة من حياتها ومسيرتها الفنية، ليشاهد الجمهور عن قرب محطات مختلفة في حياة واحدة من أعظم الأصوات في التاريخ العربي.
المسرحية تمزج بين الأداء المسرحي الدرامي والغناء الحي للمطربة مروة ناجي، التي تؤدي مجموعة مختارة من أشهر أغاني أم كلثوم، إضافة إلى أغنية جديدة لم تُعرض من قبل، لتفاجئ بها جمهورها وتضيف نكهة خاصة للعرض.
تجسد التقنية المتطورة المستخدمة، وخاصة الهولوجرام ثلاثي الأبعاد، مشاهد من حياة كوكب الشرق، مما يخلق تجربة بصرية وصوتية متكاملة، تنقل الحضور من أجواء القاهرة في القرن الماضي إلى لحظات حية وواقعية على المسرح.

قصر النيل.. مسرح يحمل عبق التاريخ
يأتي اختيار مسرح قصر النيل بعناية فائقة، فهو المكان الذي شهد آخر حفلات أم كلثوم قبل رحيلها، مما يمنح العرض بعدًا تاريخيًا وروحيًا خاصًا.
يعتبر القصر أحد أهم المسارح التاريخية في مصر، وشهد عبر عقود طويلة العديد من العروض الفنية التي صنعت تاريخ الفن المصري والعربي.
وبذلك يصبح العرض تكريمًا مباشرًا لمسيرة كوكب الشرق في قلب القاهرة، في مكان مفعم بالذكريات والإرث الثقافي.
نجاحات دولية وتجهيزات محلية
سبق أن قدمت مروة ناجي هذا العرض ضمن سلسلة عروض "صوت وصورة" في عدة فعاليات دولية مثل موسم الرياض في السعودية وفعاليات في الكويت، حيث لاقى نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وأشاد به النقاد.
والآن، يعيد العرض نفسه بأحدث تجهيزاته إلى مصر، ليبدأ رحلة محلية تأمل في أن تصل إلى الجمهور المصري الذي لا يقل تعلقًا بأم كلثوم.
في هذا العمل، يقود المايسترو إيهاب عبد الحميد الأوركسترا الحية التي تصاحب الأداء الغنائي، مقدمة موسيقى غنية ومتقنة تتناغم مع الأداء المسرحي والتقني.
فريق العمل والإبداع وراء الكواليس
العرض من تأليف محمد زكي، الذي صاغ النص المسرحي ليجمع بين السرد الدرامي والتمثيل بطريقة تحترم التاريخ وتضفي حياة جديدة على شخصية كوكب الشرق، بينما يقف المخرج مصطفى عبد السلام على رأس الطاقم الفني، الذي اهتم بأدق التفاصيل من الأداء التمثيلي إلى المؤثرات البصرية والصوتية.
المسرحية تمثل توليفة نادرة بين فنون متعددة؛ فهي تجمع بين الغناء الحي، الأداء المسرحي، والتقنيات الحديثة مثل الهولوجرام، مما يجعلها تجربة سينمائية على خشبة المسرح.
بين الماضي والحاضر.. تجسيد الأصالة والحداثة
يمثل هذا العرض محاولة فريدة لإعادة إحياء التراث الفني العربي بطريقة عصرية تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتقديم محتوى فني يحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة.
تقدم مروة ناجي أداءً يتسم بالدقة والاحترام الكبيرين لشخصية أم كلثوم، سواء من حيث الصوت أو التعبير المسرحي، ما يجعل الجمهور يشعر وكأنه يعيش اللحظات الحقيقية في حياة كوكب الشرق.
مفاجأة الأغنية الجديدة
من أبرز مفاجآت العرض، تقديم أغنية جديدة من أغاني أم كلثوم لم تظهر من قبل، الأمر الذي يزيد من أهمية العرض ويجعله محطة فنية مميزة في تاريخ الاحتفالات بإرث كوكب الشرق.
هذه الأغنية تعد إضافة ثمينة إلى مجموعة الأغاني التي طالما أحبها الجمهور وعلقت في الذاكرة الجماعية.
تجربة فريدة لعشاق الموسيقى والمسرح
مروة ناجي بعرضها هذا تفتح نافذة جديدة لعشاق الموسيقى العربية الكلاسيكية والمسرح في آنٍ واحد، حيث يمكنهم الاستمتاع بفن متكامل يغني الحواس ويثري الفكر.
هذا العرض ليس فقط تكريمًا لأم كلثوم، بل هو أيضًا دعوة لاستعادة عبق الماضي وتقدير الإبداع الفني الذي شكّل وجدان الأمة العربية.
مسرح قصر النيل سيشهد حدثًا فنيًا استثنائيًا
في مساء الخميس المقبل، سيشهد مسرح قصر النيل حدثًا فنيًا استثنائيًا، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، ويتجسد التاريخ الفني العربي عبر أداء مبدع يقدمه صوت من الأصوات الواعدة التي تحمل عبء الإرث وتعيده إلى الجمهور بكل حب واحترافية.
عرض «صوت وصورة» لمروة ناجي هو أكثر من مجرد مسرحية غنائية، إنه رحلة بين أزمنة الفن والتكنولوجيا، تستحق كل اهتمام عشاق الموسيقى والمسرح في مصر والعالم العربي.