السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الذكرى الـ53 لرحيل إسماعيل ياسين.. أبرز محطات مسرحية في حياته الفنية

إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين

في ذكرى مرور 53 عاماً على رحيل الفنان الكبير إسماعيل ياسين، أحيا المؤلف الشهير أحمد الإبياري هذه المناسبة بنشر صورة نادرة لبوستر مسرحية «الست عايزة كده»، إحدى أبرز الأعمال الكوميدية التي قدمها الراحل على خشبة المسرح. 

ونشر الإبياري البوستر عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، والذي يتضمن تفاصيل العرض وموعده على مسرح ميامي، حيث عرضت المسرحية لأول مرة في 20 يناير 1955.

مسرحية «الست عايزة كده».. كوميديا اجتماعية خالدة

تعتبر مسرحية «الست عايزة كده» واحدة من أهم الأعمال التي تم تقديمها ضمن فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، والتي كانت تشتهر بتقديم عروض كوميدية تجمع بين الطرافة والواقع الاجتماعي بطريقة خفيفة ومحببة للجمهور. 

تناولت المسرحية قصة «حمص»، الشخصية التي يجسدها إسماعيل ياسين، وهو رجل بسيط يتعرض لسلسلة مواقف فكاهية أثناء محاولاته التقرب من “بسيمة” التي تؤدي دورها الفنانة زينات صدقي.

تدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي اجتماعي، حيث تتشابك المواقف بين «حمص» وشخصيات متعددة تدخل في حلقات من الضحك والتشويق، لتكشف عن العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع المصري في منتصف القرن العشرين. 

هذه المسرحية استطاعت أن تعكس بكوميديتها الذكية الواقع الاجتماعي وتناقش العلاقات بين الجنسين بأسلوب ساخر وغير مباشر.

فريق عمل مميز ومشاهد لا تُنسى

شارك في بطولة «الست عايزة كده» مجموعة من أشهر نجوم الكوميديا في ذلك العصر، حيث تألق إسماعيل ياسين في دور «حمص»، إلى جانب حسن فايق، عبدالفتاح القصري، محمود المليجي، وزينات صدقي، إضافة إلى استيفان روستي، وسناء جميل، وماري عز الدين، وعبدالمنعم إبراهيم، وفهمي أمان، وسلوى عز الدين، وجمال إسماعيل، وليلى حمدي، ورجاء سراج، وجمال الدين محمود

هذا التنوع في فريق العمل أضاف بعداً فريداً للمسرحية، جعلها محط اهتمام الجمهور وناقدي الفن على حد سواء.

إرث إسماعيل ياسين الكوميدي

إسماعيل ياسين، الذي لقب بـ«ملك الكوميديا»، يُعد من أعظم الفنانين الذين أثروا المسرح والسينما المصرية بكوميديا خفيفة الظل تلامس الواقع، وترسخ في الذاكرة الشعبية. 

قدم عشرات الأفلام والمسرحيات التي شكلت جزءاً كبيراً من تاريخ الفن المصري الحديث، وتجاوزت شهرته حدود الوطن العربي.

رغم رحيله قبل أكثر من خمسة عقود، إلا أن أعماله ما تزال تُعاد وتُدرس، ويُحتفى بها في المهرجانات الفنية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، التي شهدت مؤخرًا اهتماماً متزايداً بإحياء تراثه الفني. 

نشر البوستر النادر لمسرحية «الست عايزة كده» من قبل أحمد الإبياري، أحد أبرز مؤلفي المسرح المصري، يمثل جسرًا بين الماضي والحاضر، ويُعيد تسليط الضوء على جوهر الكوميديا المصرية الكلاسيكية.

أهمية حفظ التراث المسرحي

تأتي هذه الخطوة في إطار حرص المثقفين والفنانين على الحفاظ على الذاكرة الفنية للجيل القديم، وتقديمها للأجيال الجديدة بأسلوب يحترم الأصالة ويُبرز قيم الإبداع. 

فالمسرح المصري، الذي شهد عصره الذهبي في الخمسينيات والستينيات، يحمل بين دفتيه دروساً فنية واجتماعية لا تزال صالحة للتأمل والتعلم.

وفي ظل الاهتمام المتزايد بأرشفة الأعمال الفنية، تبرز أهمية حفظ كل ما هو نادر ومهم، سواء من بوسترات، أو نصوص، أو تسجيلات مسرحية، لتظل جزءًا من الهوية الثقافية، ولتمكن الباحثين والمهتمين من دراسة مراحل تطور المسرح المصري.

ذكريات وأصداء لا تنسى

لم يقتصر تأثير «الست عايزة كده» على جيل الخمسينيات فقط، بل استمرت تأثيراتها الكوميدية في أذهان الجمهور المصري والعربي. 

الشخصية التي قدمها إسماعيل ياسين في المسرحية «حمص» أصبحت نموذجاً لشخصيات الكوميديا الشعبية التي تجمع بين البساطة والذكاء، مع حركات وتعابير مميزة تحفّز على الضحك الصادق.

كما أن القضايا الاجتماعية التي طرحتها المسرحية، رغم بساطتها، تعكس صورة حية لمجتمع مصري كان يعيش تحولات اجتماعية مهمة، خاصة فيما يتعلق بدور المرأة في المجتمع، والعلاقات الأسرية، مما جعل العمل يحمل بعداً إنسانياً عميقاً داخل إطار فكاهي.

في الختام، تمر اليوم الذكرى الـ53 لرحيل إسماعيل ياسين، الذي ترك إرثاً فنياً غنياً ومتنوعاً، مليئاً بالضحك والمرح، لكنه في الوقت نفسه يعكس وجهاً من وجوه الحياة المصرية بأبعادها المختلفة.

 ويظل نشر مثل هذه الوثائق الفنية النادرة، مثل بوستر مسرحية “الست عايزة كده”، بمثابة رسالة تقدير ووفاء لهذا الفنان الأسطوري، ولحقبة ذهبية من الفن المسرحي المصري.

تم نسخ الرابط