علامات تكشف «اللحوم المغشوشة» في عيد الأضحى.. تجنب الوقوع في الخداع

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تزداد حركة الشراء والذبح ويصبح السوق مليئًا بعروض اللحوم المختلفة من أماكن متعددة سواء كانت لحوماً طازجة أو مجمدة أو حتى مذبوحة حديثًا وفي خضم هذه الزحمة تبرز خطورة «اللحوم المغشوشة» التي قد يتم تسويقها بطرق خادعة تخدع المشتري غير المتخصص وتجعل من «عيد الأضحى» مناسبة صحية خطيرة بدلًا من أن تكون مناسبة للفرح والتقرب إلى الله.

اللحوم المغشوشة خطر يتجدد مع كل عيد

تعتبر اللحوم المغشوشة واحدة من أبرز المخاطر التي تهدد الموائد في كل عيد إذ يعمد بعض البائعين معدومي الضمير إلى التلاعب في جودة اللحوم أو بيع لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي أو تغيير نوع اللحم المعروض بلحم آخر أرخص سعراً وأكثر ربحاً بالنسبة لهم وغالبًا ما تنجرف بعض الأسر وراء عروض الأسعار المخفضة دون التحقق من مصدر اللحوم ما يجعل من لحظات «العيد» لحظات ندم ومرض.

تغير لون اللحم من أبرز العلامات

من العلامات التي تنذر بأن اللحم مغشوش أو غير صالح للاستهلاك هو تغير لونه الطبيعي إذ يجب أن يكون لون اللحم الأحمر طبيعياً ويميل للحمرة الفاتحة أما إذا مال إلى الرمادي أو الأخضر أو ظهرت عليه بقع غير متجانسة فيجب الحذر لأن هذا يدل على تدهور في حالته أو تعرضه للبكتيريا كما أن اللون الباهت جداً قد يدل على أن الحيوان كان مريضاً أو تم تخزينه لفترة طويلة مما يقلل من جودة لحم «عيد» الأضحى.

الرائحة الكريهة مؤشر خطير

من أهم المؤشرات التي يمكن لأي شخص عادي أن يلاحظها هي «الرائحة» فإذا لاحظ المشتري أن اللحم تنبعث منه رائحة غير معتادة أو حادة أو كريهة فهذه علامة قوية على أن اللحم غير طازج أو تعرض للتلف وقد يكون تعرض للتجميد المتكرر أو سوء الحفظ أو التلوث كما أن اللحوم المغشوشة غالبًا ما تُغطى بروائح صناعية أو بهارات قوية لإخفاء الروائح الكريهة ولكنها لا تنجح في التمويه كثيرًا عند الطهي أو الشواء خاصة في أجواء «عيد» الأضحى التي تكثر فيها الولائم.

قوام اللحم قد يفضح الغش

يفترض أن يكون نسيج اللحم متماسكًا وعند الضغط عليه يعود إلى وضعه الطبيعي أما إذا كان اللحم لزجاً أو لينا أكثر من اللازم أو لا يعود إلى شكله السابق بسرعة فهذه علامات على أن اللحم غير طازج وقد تعرض لعمليات إذابة متكررة أو أنه تم غسله أو نقعه في الماء لزيادة وزنه كما أن ذلك قد يشير إلى أنه لحم مجمد سابقًا وعُرض على أنه طازج وهي من الحيل المعروفة في مواسم «عيد» الأضحى.

لحم مدهون بمادة حافظة

من الحيل الأخرى التي قد يلجأ إليها بعض معدومي الضمير هو رش اللحم بمواد حافظة مثل ثاني أكسيد الكبريت أو غيرها من المواد الممنوعة والتي تُستخدم أحياناً لتثبيت اللون الأحمر وجعل اللحم يبدو طازجاً لفترة أطول هذه المواد قد تسبب أضراراً صحية خطيرة مثل الحساسية أو مشكلات بالجهاز الهضمي وتُعتبر من أساليب الغش المتكررة في موسم «عيد» الأضحى بسبب ارتفاع الطلب على اللحوم.

نوع العظم وموضعه يكشف نوع الحيوان

في بعض الأحيان يتم تقديم لحوم غير معتادة على أنها لحوم أغنام أو أبقار ولكن الحقيقة أن العظام قد تفضح الأمر إذ إن نوع العظم وموضعه في قطعة اللحم قد يشير إلى نوع الحيوان فمثلًا لحم الحمير أو الخيول يتميز بعظام مختلفة في الشكل والطول والكثافة مقارنة بلحوم الأبقار أو الأغنام لذلك ينصح الخبراء بالتعرف على شكل العظام جيدًا خاصة في أيام «عيد» الأضحى حيث يكثر الغش.

شراء اللحوم من أماكن موثوقة

من أفضل الطرق لتجنب الوقوع ضحية للغش في اللحوم هو الشراء من أماكن موثوقة ومعروفة مثل المجازر الرسمية أو المحلات التي تحمل ترخيصًا صحيًا واضحًا كما يُنصح بطلب فاتورة شراء لضمان إمكانية الرجوع في حال اكتشاف وجود مشكلة في اللحوم كذلك فإن ذبح الأضاحي تحت إشراف طبيب بيطري داخل المجازر المعتمدة يضمن سلامة اللحوم ويجعل من «عيد» الأضحى مناسبة آمنة وسعيدة للجميع.

لا تنخدع بالسعر وحده

غالبًا ما يكون السعر المنخفض عامل جذب للكثيرين خاصة مع ارتفاع تكاليف الحياة ولكن يجب التنبه إلى أن اللحوم الأصلية والصالحة قد تكون أغلى قليلاً ولكنها أكثر أمانًا وجودة فالمخاطرة بالصحة لا تستحق القليل من التوفير كما أن «عيد» الأضحى يجب أن يكون موسمًا للعبادة والفرح وليس موسمًا للمخاطرة والمرض.

نصائح عامة لتجنب اللحوم المغشوشة

ينصح الأطباء والمتخصصون بضرورة الانتباه إلى مظهر اللحم ورائحته وقوامه وتجنب شرائه من الباعة الجائلين أو الأماكن غير المرخصة كما يجب التأكد من تاريخ الذبح أو التجميد في حال شراء لحوم مجمدة وملاحظة أي تغير غير طبيعي في لون أو ملمس أو رائحة اللحم كل هذه الخطوات تساهم في أن يكون «عيد» الأضحى مناسبة صحية وآمنة بعيدًا عن الغش أو المخاطر.

عيد الأضحى مناسبة للفرح لا للمغامرة الصحية

«عيد» الأضحى ليس مجرد موسم للذبح والتوزيع فقط بل هو مناسبة دينية وروحية يجب أن تحيطها الطمأنينة واليقظة سواء في شراء الأضحية أو حفظ اللحوم أو توزيعها وما أجمل أن يكون «عيد» هذا العام خالياً من أي حالات تسمم أو خداع تجاري خاصة عندما نتعلم كيف نكشف «اللحوم المغشوشة» ونتصرف بوعي ومسؤولية.