قبل شراء خروف العيد.. مؤشرات طبية وسلوكية تؤكد سلامة الخروف بنسبة 100٪

خروف العيد يُعد من الشعائر الدينية الكبرى التي يحرص المسلمون على إحيائها خلال عيد الأضحى المبارك، ويُمثل اختيار «الخروف السليم» خطوة محورية تسبق أداء شعيرة الأضحية، إذ يشترط أن يكون «الخروف» خاليًا من العيوب الظاهرة، ويتميز بحالة صحية مستقرة تضمن صلاحيته للذبح واستهلاك لحمه بطريقة آمنة، ويستعرض القارئ نيوز مجموعة من العلامات الصحية والسلوكية التي ينبغي التحقق منها قبل إتمام عملية شراء خروف العيد.

العلامات الخارجية ودلالتها على الصحة العامة

تُعد العلامات الظاهرة على جسد «الخروف» من أول المؤشرات التي يمكن من خلالها تقييم حالته الصحية، إذ ينبغي أن يتمتع «الخروف» بمظهر بدني قوي ومتناسق، وأن تكون «فروته نظيفة وكثيفة» دون وجود بقع فارغة أو تساقط ملحوظ للشعر، كما يجب أن تكون «عيناه لامعتين وخاليتين من الإفرازات» و«أنفه نظيفًا من أي سيلان أو فقاعات»، حيث تُعتبر هذه المؤشرات دالة على خلو الجهاز التنفسي من الأمراض أو العدوى.

كما أن «الخروف السليم» لا يظهر عليه خمول أو كسل، بل يتصف بالنشاط والقدرة على الحركة المستمرة، ويستجيب لما يدور حوله من مؤثرات، مثل الأصوات أو الحركة في محيطه، في حين أن الخروف الذي يظل ساكنًا في ركن القطيع، أو يرفض التفاعل، يُحتمل أن يكون مصابًا بمرض داخلي أو ضعف عام في البنية.

النشاط والحركة الحيوية مؤشران أساسيان

النشاط الحركي يُعتبر من المعايير الأساسية التي تُدل على السلامة الصحية لـ«خروف العيد»، فكلما كان الخروف نشطًا ويتحرك بسهولة، دون علامات عرج أو تعب، دلّ ذلك على سلامة أعضائه الحيوية، خاصة المفاصل والأطراف، كما أن مقاومته للحركة أو محاولة الإمساك به دليل إضافي على تمتعه بطاقة داخلية وحيوية، أما في حالة وجود خمول أو بطء في الحركة، أو تعثر متكرر أثناء السير، فقد يشير ذلك إلى وجود إصابات داخلية أو مشاكل في الأعصاب أو المفاصل.

شهية الخروف تعكس وضعه الصحي

يُعد الإقبال على الطعام من العلامات الحيوية التي توضح سلامة الجهاز الهضمي لدى «الخروف»، فالخروف الذي يُقبل على الأعلاف ويتناول كفايته بشهية مفتوحة، غالبًا ما يكون في حالة صحية مستقرة، في المقابل، فإن «الخروف الذي يعزف عن الطعام» أو يأكل ببطء أو يظهر ترددًا في المضغ، قد يكون مصابًا بمشكلات صحية خفية تؤثر على قدرته على الهضم، كما أن أي صعوبة في تحريك الفك أثناء تناول الطعام يُحتمل أن تكون ناتجة عن أمراض في الفم أو اللثة.

فحص الفم واللسان أمر لا يُستهان به

ينبغي القيام بفحص دقيق لفم «الخروف» كجزء من التقييم الصحي العام، إذ يُشترط أن يكون «اللسان ذا لون وردي طبيعي» وخاليًا من القرح أو البقع البيضاء أو الزرقاء، كما يجب أن تكون اللثة نظيفة ولا يظهر عليها أي تورم أو تغير في اللون، في حين تُعد الروائح الكريهة أو وجود إفرازات غير معتادة دلالة على عدوى بكتيرية أو فطرية داخل الفم، ما يُقلل من صلاحية الخروف للأضحية.

انتظام التنفس وخلو الصوت من الصفير

من أهم المؤشرات على سلامة «خروف العيد» هو انتظام عملية التنفس، إذ ينبغي أن يتنفس الخروف دون أصوات غير طبيعية، مثل الصفير أو اللهاث المتكرر، كما يجب ألا تظهر على فتحات الأنف أي علامات التهاب أو انتفاخ، حيث تُشير هذه الأعراض عادة إلى أمراض تنفسية مزمنة أو عدوى في الجهاز التنفسي العلوي، وهي أمور تستوجب تجنب شراء الخروف المصاب بها.

نظافة الذيل دليل خلو الجهاز الهضمي من المشاكل

الاهتمام بالنظافة العامة لجسد «الخروف» لا يقل أهمية عن الفحص الظاهري، خاصة في منطقة الذيل والمؤخرة، إذ إن وجود بقايا إسهال أو التهابات جلدية قد يشير إلى مشاكل في الجهاز الهضمي أو وجود طفيليات داخلية، كما يجب فحص الأقدام بحثًا عن الجروح أو التورمات، حيث تُعد هذه العلامات إشارة على وجود عدوى أو أمراض جلدية تؤثر على سلامة الخروف.

الوزن المثالي وتوزيع الدهون

يجب على المشتري أن يلاحظ بنية «الخروف» ووزنه، مع التركيز على الامتلاء العضلي في مناطق مثل الظهر والكتفين، فـ«الخروف المثالي» لا يُظهر بروزًا مفرطًا في العظام ولا يكون ممتلئًا بالدهون بشكل مفرط، بل يُفضل أن يكون متوازن البنية، حيث أن الخروف الذي تظهر عليه علامات النحافة الشديدة قد لا يكون مناسبًا للأضحية، كما أن الدهون الزائدة قد تكون ناتجة عن أعلاف غير طبيعية أو منشطات غذائية تضر بالمستهلك لاحقًا.

أهمية معرفة مصدر الخروف وتاريخه الصحي

من الضروري أن يُصر المشتري على معرفة مصدر «خروف العيد» والتأكد من أنه تم تربيته في بيئة صحية وتحت إشراف بيطري، ويُنصح باقتناء الخروف من جهات معتمدة، مثل المجازر الرسمية أو الجمعيات الزراعية أو الأسواق المُرخصة، كما يُفضل الاستعلام عن مواعيد التطعيمات التي تلقاها الخروف، وما إذا كان قد خضع لفحص بيطري مؤخرًا، إذ أن ذلك يُعد ضمانًا إضافيًا لصحة وسلامة الخروف قبل الذبح.

اتخاذ قرار شراء «خروف العيد» لا ينبغي أن يكون عشوائيًا أو مبنيًا على السعر فقط، بل يتطلب تقييمًا دقيقًا للحالة الصحية للخروف من جميع الجوانب، بدءًا من الشكل الخارجي وحتى سلوكياته الحيوية، وفي كل الأحوال، فإن التحقق من «علامات الصحة الظاهرة» والاعتماد على الخبرات البيطرية في حالة الشك، هو السبيل الأمثل لضمان اختيار «خروف» سليم وآمن وصالح للأضحية الشرعية والآمنة.