دراسة تكشف .. «البيتزا» ضمن الأطعمة المضادة للالتهابات بسبب مكون غير متوقع

البيتزا لم تعد مجرد وجبة شهية مرتبطة بالمطاعم أو الوجبات السريعة، بل أصبحت محط أنظار العلماء وخبراء التغذية بعد أن أظهرت دراسة حديثة أن «البيتزا» قد تساهم في «مكافحة الالتهابات» داخل الجسم بفضل وجود مكون طبيعي فعّال لم يكن متوقعاً، مما يفتح الباب أمام نقاش جديد حول إمكانية إدراج بعض أصناف البيتزا ضمن أنماط التغذية الصحية.

دراسة علمية تربط «البيتزا» بالصحة المناعية

كشفت دراسة نشرتها جامعة أمريكية مرموقة أن مكوناً شائعاً في وصفة «البيتزا» قد يكون له تأثير مباشر في تقليل مؤشرات الالتهاب في الجسم، وهو ما يجعل بعض أنواع البيتزا تدرج ضمن قائمة «الأطعمة المضادة للالتهابات» التي عادة ما تضم الخضراوات والأسماك والمكسرات.

وبحسب الدراسة، فإن المكون المفاجئ هو «صلصة الطماطم الطبيعية» الغنية بمادة «الليكوبين»، وهي من مضادات الأكسدة القوية التي ثبت علمياً أنها تحارب الجذور الحرة وتقلل من «الالتهابات المزمنة» التي ترتبط بالعديد من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.

«الليكوبين» في الطماطم.. العنصر السري في وصفة البيتزا

السر الذي يجعل البيتزا تحت الأضواء في هذا السياق هو مادة «الليكوبين» التي توجد بكثرة في الطماطم المطهية، وهي الحالة التي تتوفر فيها داخل صلصة البيتزا، وقد أوضح الباحثون أن «الليكوبين» يصبح أكثر فاعلية عند تسخينه، مما يعني أن وجوده في «البيتزا الساخنة» يمنحه فعالية مضاعفة.

وقد أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون البيتزا المصنوعة من «مكونات طازجة» وصلصة طبيعية يكون لديهم معدل أقل من «البروتين المتفاعل C» وهو مؤشر معروف على الالتهابات داخل الجسم، ما يدعم فكرة أن تناول البيتزا بطريقة معتدلة ومعدّة بشكل صحي قد يساهم في تحسين حالة المناعة العامة.

ليست كل أنواع البيتزا متساوية في التأثير

من المهم الإشارة إلى أن تأثير البيتزا في تقليل الالتهاب لا يشمل كل أنواعها، حيث شددت الدراسة على ضرورة الانتباه إلى مكونات الوصفة، فالبيتزا التي تحتوي على مكونات معالجة مثل «اللحوم المصنعة» أو كميات كبيرة من الجبن عالي الدهون قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، بل وتزيد من معدل الالتهاب.

لذلك، فإن البيتزا المفيدة للصحة هي تلك التي تحتوي على عجينة مصنوعة من الحبوب الكاملة، وصلصة طماطم طبيعية بدون إضافات صناعية، ومكونات غنية بالمغذيات مثل الخضروات الطازجة، وزيت الزيتون، وقليل من الجبن، مما يجعل منها وجبة تجمع بين المذاق والخصائص الصحية.

كيف تجعل البيتزا جزءاً من نمطك الغذائي الصحي؟

إذا كنت من محبي البيتزا وترغب في الاستفادة من «الفوائد الصحية» التي تحدثت عنها الدراسة، فيمكنك اتباع بعض النصائح لجعل البيتزا جزءاً من نظامك الغذائي دون الإضرار بصحتك.

أولاً، اختر عجينة من الحبوب الكاملة لأنها غنية بالألياف وتساهم في تحسين الهضم

ثانياً، حضّر صلصة الطماطم في المنزل باستخدام الطماطم الطازجة وزيت الزيتون والثوم والأعشاب

ثالثاً، استبدل الجبن الدهني بأنواع خفيفة أو استخدم كمية معتدلة

رابعاً، أضف الخضروات مثل الفلفل والبروكلي والطماطم والزيتون

وأخيراً، لا تكثر من تناول البيتزا في أوقات متأخرة من الليل أو بكميات كبيرة، فالتوازن هو مفتاح الفائدة

البيتزا لم تعد مجرد وجبة للمتعة فقط

الدراسة التي ركزت على تحليل النمط الغذائي لأكثر من 3000 شخص، بينت أن أولئك الذين يتناولون البيتزا بانتظام كمكون من نظام غذائي متوازن لديهم مستويات أقل من مؤشرات الالتهاب مقارنة بمن يعتمدون على الوجبات السريعة التي تفتقر للمكونات الطبيعية.

كما أكد الباحثون أن «الطماطم المطهية» هي واحدة من أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية، وأن تأثيرها يزداد عندما تكون جزءاً من وجبة تحتوي على «دهون صحية» مثل زيت الزيتون، وهو ما يتوفر عادة في بعض وصفات البيتزا المنزلية.

المكون الصحي في وصفة محبوبة

تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه يعيد تعريف الأطعمة المتهمة بأنها غير صحية، ويشجع الناس على «الاعتدال» بدلاً من «الحرمان»، فبدلاً من تجنب البيتزا بالكامل، يمكن ببساطة تعديل مكوناتها للحصول على وجبة لذيذة ومغذية في آن واحد.

وهذا يعزز المفهوم الحديث للتغذية الذي لا يعتمد على تجريم الطعام بل على فهم مكوناته وطرق تحضيره وتأثيره الكلي على الجسم، وبالتالي فإن البيتزا يمكن أن تكون «وجبة صحية» إذا أُعدّت بعناية واعتدال.

إذا كنت من محبي «البيتزا» وتشعر بالذنب في كل مرة تتناولها، فقد تمنحك هذه الدراسة سبباً لتغيير نظرتك تجاهها، بشرط أن تختار النوع الصحيح، وتبتعد عن الإضافات الصناعية والدهون الزائدة، وتحرص على تناولها كجزء من نظام غذائي متوازن.

البيتزا ليست فقط وجبة تجمع العائلة والأصدقاء، بل قد تكون أيضاً وسيلة غير متوقعة لدعم صحتك ومناعة جسمك، وكل ذلك بفضل «مكون طبيعي» كان موجوداً في وصفتها منذ البداية.