عيد ومراجعة.. نصائح ذهبية «لطلاب الثانوية العامة» في الإجازة

بين فرحة «العيد» وقلق الامتحانات، يعيش طلاب الثانوية العامة أجواء مزدوجة من الترقب والضغط، فامتحانات الثانوية العامة تتزامن بدايتها بعد إجازة عيد الأضحى بأيام قليلة، وهو ما يجعل الاستعداد لها تحدياً خاصاً، إذ يواجه الطلاب مع عائلاتهم معادلة صعبة، تجمع بين الاحتفال والتجمعات العائلية من جهة، والمذاكرة ومراجعة الدروس من جهة أخرى، ويطرح القارئ نيوز السؤال الجوهري الذي يدور في أذهان كثيرين هذه الأيام، كيف يمكن لطالب الثانوية أن يستمتع بـ«العيد» دون أن يبتعد عن طريق التفوق؟.
في هذا المقال يستعرض لكم القارئ نيوز نصائح ذهبية وخطوات عملية تساعد طالب الثانوية على الجمع بين الاستمتاع بالإجازة ومراجعة الدروس بفاعلية، دون أن يُحرم من أجواء «العيد» أو يشعر بالذنب تجاه مستقبله الدراسي.
العيد لا يعني التوقف عن الحلم
من الطبيعي أن يشعر طلاب الثانوية العامة بأن «العيد» ليس لهم هذا العام، ولكن هذه الفكرة غير صحيحة تماماً، إذ يمكنهم قضاء وقت ممتع دون أن تتأثر خططهم الدراسية، فالعيد هو فرصة لتجديد النشاط وليس مناسبة للانقطاع عن الهدف، خاصة أن الامتحانات بعد العيد مباشرة، مما يجعل العيد «محطة تنظيم» وليست عائقاً في الطريق.
لذلك على الطالب أن يقتنع داخلياً أن ساعات قليلة من البهجة مع الأهل والأصدقاء لن تؤثر عليه إذا عرف كيف يستثمر بقية وقته، وأن «الفرح» لا يتعارض مع الاجتهاد، بل ربما يكون محفزاً أكبر على الإنجاز إذا تم تنظيمه بالشكل الصحيح.
5 خطوات فعالة لتحقيق التوازن
تتفق آراء التربويين والخبراء على أن هناك 5 خطوات عملية يمكن أن يتبعها كل بيت فيه طالب ثانوية عامة، وذلك لتقليل التوتر وتحقيق أقصى استفادة من إجازة العيد، وهي كالتالي:
1.وضع خطة يومية مرنة: على الطالب أن يضع جدولاً يناسب إيقاع العيد، بحيث لا يتعارض مع أوقات العائلة، فيمكنه تخصيص ساعتين صباحاً وساعتين مساءً للمراجعة، ويترك بقية اليوم للراحة أو اللقاءات الاجتماعية
2.التركيز على مراجعة خفيفة: لا يُفضل في أيام العيد البدء في وحدات جديدة أو حل امتحانات كاملة، بل يُنصح بمراجعة «الملخصات» وحل أسئلة بسيطة تذكر الطالب بالمعلومات دون إجهاد
3.الاحتفال بلا مبالغة: من المهم أن يشارك الطالب في مظاهر العيد، مثل الزيارات أو الوجبات الجماعية، ولكن دون إفراط، حتى لا يدخل في دائرة التشتت أو السهر المُجهد
4.الدعم الأسري الهادئ: يجب على الأسرة أن تمنح الطالب إحساساً بأنهم «فخورون به» دون أن يشعروه بأنه محروم من العيد، فيكفي إشارات بسيطة لدعمه نفسياً، دون ضغط أو مقارنة مع الآخرين
5.تقليل استخدام الهاتف: قد تكون وسائل التواصل من أكثر عوامل الإلهاء خلال العيد، لذا من الأفضل تحديد وقت قصير لتصفح الهاتف ثم الابتعاد عنه للتركيز على المراجعة أو الاسترخاء
الأهل شركاء في النجاح
تلعب الأسرة دوراً محورياً في نجاح طالب الثانوية، وخاصة في فترة الإجازات، ويُعد عيد الأضحى مناسبة حقيقية لاختبار قدرتهم على «دعم الطالب» نفسياً ومعنوياً، من دون أن يشعر أنه يعيش في عزلة.
التوازن الأسري هنا يكون عن طريق احترام خصوصية الطالب عندما يقرر المذاكرة، مع منحه فترات للترفيه تعيد إليه طاقته، كما أن الأجواء الهادئة في المنزل تساعده على التركيز حتى وسط «بهجة العيد» والأصوات العالية.
لا تجعل التوتر ضيف العيد
كثير من طلاب الثانوية العامة يدخلون إجازة العيد محمّلين بكم هائل من التوتر والخوف من ضياع الوقت، إلا أن هذا التوتر نفسه هو الذي يؤثر على جودة المذاكرة والتركيز، لذا من الأفضل التحلي بـ«الهدوء والثقة» مع وضع خطة بسيطة تساعد على الإنجاز.
المذاكرة في العيد ليست مسألة «كم ساعة جلست»، بل كيف استثمرت الوقت القصير بشكل ذكي، وهذا لا يتحقق إلا عندما يتعلم الطالب أن يوازن بين «الراحة والعمل»، وأن يتعامل مع العيد كـ«وقفة تنشيط» قبل مرحلة الجد.
كن واقعياً.. وابدأ بالأهم
لا وقت في العيد لمحاولة إتمام كل شيء، ولهذا يُنصح أن يبدأ طالب الثانوية العامة بأهم المواد التي يشعر بالقلق تجاهها، أو النقاط التي نُصِح بتقويتها، فتركيز الجهد في موضوع واحد أفضل من التشتت في عشرات المحاور.
كما أن استغلال أول أيام العيد في الترفيه البسيط، ثم تخصيص الأيام التالية للمراجعة الجادة يجعل الطالب يشعر بأنه استمتع وحقق إنجازاً أيضاً.
كلمة أخيرة لطلاب الثانوية العامة
إذا كنت من طلاب الثانوية، تذكّر أن النجاح لا يتوقف على عدد ساعات المذاكرة فقط، بل على «إدارة الوقت» و«التحكم في التوتر»، وأن العيد ليس عدوك، بل هو جزء من رحلتك نحو تحقيق هدفك، فلا تحرم نفسك من لحظة سعادة، ولكن اجعلها في وقتها المناسب وبقدر معتدل.
استمتع بالعيد، وراجع دروسك، فكل ساعة تمضي تقربك أكثر من الحلم، وكل لحظة هدوء تمنحك فرصة للفهم، فقط تذكر أن «الثانوية العامة» مرحلة وستمر، والمهم أن تخرج منها بفخر وإنجاز.