السبت 21 يونيو 2025 الموافق 25 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف موقع نووي ومراكز عسكرية داخل إيران

القارئ نيوز

في تصعيد عسكري جديد هو الأوسع منذ بداية التوترات الأخيرة بين تل أبيب وطهران، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم السبت 21 يونيو 2025، أن سلاح الجو نفذ غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة داخل إيران، وعلى رأسها منشآت في مدينة أصفهان، التي تعتبر مركزًا حيويًا للأنشطة النووية الإيرانية.

وأوضح الجيش في بيان رسمي أن «نحو 50 طائرة حربية إسرائيلية شاركت في تنفيذ العملية الواسعة، التي طالت عشرات المواقع العسكرية التابعة للنظام الإيراني»، معتبرًا أن العملية تأتي ضمن «مرحلة استراتيجية تهدف لتقويض القدرات النووية والعسكرية لإيران».

ضربة جديدة لموقع نووي في أصفهان

أكد البيان العسكري الإسرائيلي أن الغارات استهدفت للمرة الثانية الموقع النووي بمدينة أصفهان، مشيرًا إلى أن هذا الموقع «يشهد تنفيذ مرحلة تحويل اليورانيوم»، وهي المرحلة التي تلي التخصيب وتُعدّ إحدى الخطوات الحاسمة في الطريق نحو إنتاج السلاح النووي.

وأضاف أن «الغارات أصابت منشأة متقدمة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي تقع داخل المجمع النووي ذاته»، وهي منشأة يعتقد أنها تساهم في تسريع عملية التخصيب وتنفيذ المشاريع النووية الحساسة التي تخضع لمراقبة دولية مشددة.

تدمير منصات صواريخ ومسيرات قبل انطلاقها

أوضح الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية لم تقتصر على المنشآت النووية فقط، بل شملت أيضًا «شاحنات مخصصة لإطلاق الطائرات المسيرة، وبنى تحتية خاصة بالصواريخ الباليستية، تضمنت مواقع إطلاق وتخزين منتشرة بعدة مواقع في إيران».

وأشار إلى أن «أربع منصات صاروخية كانت جاهزة للإطلاق باتجاه إسرائيل، تم تحييدها بالكامل قبل تنفيذ أي هجمات محتملة».

 واعتبر البيان أن هذه الخطوة «ضرورية لمنع خطر مباشر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ومنع تصعيد قد يؤدي إلى نشوب حرب واسعة».

استهداف مواقع رادار وبطاريات دفاع جوي

أضاف الجيش أن الضربات طالت أيضًا «مواقع رادار تابعة للقوات المسلحة الإيرانية، بالإضافة إلى بطاريات دفاع جوي تعمل على حماية المفاعلات النووية وبعض المواقع العسكرية الحيوية».

 وتهدف هذه الخطوة – بحسب البيان – إلى «إضعاف قدرة النظام الإيراني على الرد الفعّال، وتقليل فعالية منظومة الدفاع الجوي الإيراني في صد أي ضربات جوية مستقبلية».

ضوء أخضر سياسي أم تحرك منفرد؟

يأتي هذا الهجوم في وقت تتزايد فيه حدة التوترات بين إسرائيل وإيران، وسط صمت دولي نسبي من القوى الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني. 

ولم تصدر بعد أي إدانات أو تأييد رسمي من العواصم الغربية، رغم أن العملية تمثل تطورًا كبيرًا في حجم ونطاق الغارات الجوية.

ويرى مراقبون أن «الهجوم الإسرائيلي الأخير قد يكون نُفّذ بضوء أخضر غير معلن من بعض الأطراف الدولية القلقة من أنشطة طهران النووية، بينما يرى آخرون أن إسرائيل قررت التحرك منفردة في ضوء فشل الضغوط الدبلوماسية على النظام الإيراني».

ردود الفعل الإيرانية تحت المجهر

حتى لحظة كتابة التقرير، لم يصدر أي رد رسمي من الحكومة الإيرانية بشأن الهجوم أو حجم الخسائر الناتجة عنه.

 وتبقى الأنظار متجهة إلى طهران وسط توقعات برد إيراني «غير مباشر» عبر الأذرع العسكرية في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا ولبنان.

ويرى محللون أن «استهداف منشآت نووية وأجهزة الطرد المركزي سيجبر إيران على إعادة النظر في خياراتها، إما بالتصعيد الحاد أو بالدخول في مفاوضات جديدة بشروط أكثر مرونة».

مخاوف من اتساع رقعة المواجهة

يثير التصعيد المتواصل مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، خاصة أن الضربات الإسرائيلية هذه المرة تمس صلب البرنامج النووي الإيراني، وتضرب في عمق الأراضي الإيرانية. 

كما يُخشى أن تؤدي أي عمليات ردّ إيرانية إلى إشعال جبهات أخرى في المنطقة، لا سيما في جنوب لبنان أو قطاع غزة.

ودعت بعض الأطراف الدولية إلى ضبط النفس وتجنب الخطوات غير المحسوبة التي قد تؤدي إلى إشعال المنطقة بأسرها.

المنطقة على صفيح ساخن وانتظار لما بعد الضربة

يبقى المشهد في الشرق الأوسط معلقا على خيط رفيع بين الحرب والدبلوماسية، بينما تقف القوى الإقليمية والدولية في حالة ترقب، انتظارًا لما ستسفر عنه الساعات المقبلة من رد فعل إيراني، أو رسائل تهدئة قد تعيد الجميع إلى طاولة الحوار.

وفي كل الأحوال، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير يمثل أحد أخطر الضربات الموجهة للبرنامج النووي الإيراني منذ سنوات.

تم نسخ الرابط