حدائق القبة تنزف.. انتشال طليق البلوجر «لولا فاني» من تحت الأنقاض

ووسط صرخات الأهالي ونظرات الذهول، تواصلت أعمال رفع الأنقاض التي باتت شاهدة على مأساة إنسانية أليمة، حيث انتشل جثمان جديد من تحت الأنقاض، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث في عمق الأنقاض عن ناجين محتملين أو ضحايا آخرين دفنوا تحت ثقل الأنقاض الصامتة.

وفي مشهد مأساوي جديد يعكس خطورة ملف العقارات الآيلة للسقوط، انتشلت قوات الإنقاذ البري منذ قليل جثمان طليق البلوجر الشهيرة «لولا فاني» من أسفل أنقاض عقارين منهارين بمنطقة حدائق القبة، ليرتفع عدد الضحايا حتى الآن إلى 9 متوفين، وسط جهود مكثفة لمواصلة البحث عن مفقودين آخرين أسفل الركام.

بداية الكارثة.. بلاغ عاجل وتحرك فوري

بدأت فصول المأساة حينما تلقت غرفة عمليات مديرية أمن القاهرة بلاغًا من شرطة النجدة، يفيد بانهيار عقارين مكونين من 4 طوابق في شارع أبو سيف بمنطقة الخليج المصري بحي حدائق القبة، لتتحرك على الفور قوات الحماية المدنية، مدعومة بـ 8 سيارات إسعاف، إلى موقع الحادث.

بدأ رجال الإنقاذ أعمال البحث وسط الأنقاض، في سباق مع الزمن للعثور على ناجين وانتشال الجثامين، بينما فرضت الأجهزة الأمنية كردونًا حول المكان للحفاظ على سلامة المارة وتنظيم عمليات الإنقاذ.

تحقيقات مكثفة لكشف أسباب الانهيار

تجري النيابة العامة تحقيقات موسعة بإشراف مباشر، لكشف أسباب انهيار العقارين، وسط توقعات بوجود مخالفات إنشائية أو تقاعس في أعمال الصيانة.

ويقوم رجال المباحث بسماع أقوال شهود العيان من السكان والجيران، إلى جانب جمع التحريات وفحص ملفات العقارات المنهارة، مع تفريغ كاميرات المراقبة في محيط الحادث لرصد أي مؤشرات تسبق لحظة الانهيار.

وأفادت مصادر، أن العقارين رقما 20 و22 كانا من العقارات القديمة، دون معلومات مؤكدة حتى الآن عما إذا كانت صدرت لهما قرارات ترميم أو إزالة سابقة.

محافظ القاهرة يتدخل ويوجه بتسكين المتضررين

في أول تحرك رسمي، وجه الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، ببدء تسكين الأسر المتضررة من الحادث، مشيرًا إلى أن المحافظة بدأت بالفعل تسليم أول 4 أسر وحدات سكنية بديلة بمدينة 15 مايو، ضمن خطة الدولة لتوفير مأوى آمن للمواطنين المتضررين من الحوادث الطارئة.

وأوضح صابر أنه يجري حصر باقي الأسر المتضررة بالتعاون مع الأحياء المختصة تمهيدًا لتسكينهم في أسرع وقت، مشددًا على أهمية توفير كافة أوجه الدعم.

وزيرة التضامن تتابع الموقف وتوجه بتدخلات عاجلة

من جانبها، تابعت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تطورات الحادث على مدار الساعة، ووجّهت بسرعة التدخل وتقديم كافة المساعدات العاجلة للأسر المتضررة.

وأصدرت الوزيرة تعليماتها إلى رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية، للتنسيق مع مديرية التضامن بالقاهرة وفريق الإغاثة التابع للهلال الأحمر المصري، لتقديم الدعم النفسي والإغاثي، وتوزيع المساعدات العاجلة في موقع الحدث.

كما شددت الوزيرة على ضرورة سرعة إجراء الأبحاث الاجتماعية لحصر الخسائر وتحديد الأضرار، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية، لضمان وصول الدعم للمستحقين في أسرع وقت.

كارثة إنسانية تدق ناقوس الخطر

وتأتي هذه الفاجعة لتعيد من جديد ملف العقارات القديمة والمتهالكة إلى صدارة المشهد، بعد تكرار حوادث الانهيار التي تحصد الأرواح وتعصف بالأسر الآمنة دون سابق إنذار.

ويترقب المواطنون نتائج التحقيقات الرسمية لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين، فيما تتواصل أعمال الإنقاذ لرفع الأنقاض وانتشال من تبقى تحت الركام، وسط دعوات أهالي المنطقة بأن تتوقف هذه السلسلة المؤلمة من الكوارث المتكررة.

وسط حالة من الحزن سيطرت على أهالي المنطقة، تواصل فرق الإنقاذ جهودها في تمشيط الأنقاض بحثًا عن أي ناجين محتملين، بينما تنتظر العائلات المكلومة على أمل العثور على أحبائها. 

وتعمل الأجهزة التنفيذية بالتنسيق مع الجهات المعنية على تقييم الوضع الإنشائي للعقارات المجاورة، خاصة بعد ظهور تصدعات في أحد المباني القريبة من موقع الانهيار.
وتأتي هذه الكارثة لتسلط الضوء من جديد على خطورة العقارات القديمة غير الآمنة، وضرورة مراجعة أوضاعها بشكل عاجل، منعًا لتكرار المأساة.

ومن المنتظر صدور بيان رسمي خلال الساعات المقبلة يكشف نتائج التحقيقات الأولية ويوضح أسباب الانهيار والمسؤولين عن الحادث.