إنقاذ مواطن من تحت أنقاض القبة بعد نداء استغاثة وفقدان أسرته بالكامل

السبت 21/يونيو/2025 - 10:39 م

لا تزال فصول الكارثة الإنسانية في منطقة حدائق القبة تتوالى تحت الأنقاض، بعد انهيار منزلين مكونين من أربعة طوابق، وأسفر الحادث حتى الآن عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، وسط جهود مضنية من قوات الحماية المدنية التي تواصل البحث عن ناجين تحت الأنقاض، في سباق مع الزمن.

استغاثة من تحت الركام تنقذ أحد السكان

في واحدة من اللحظات المؤثرة خلال عمليات الإنقاذ، تمكن رجال الحماية المدنية من إنقاذ أحد سكان العقار المنهار بعد أن سمع صوته وهو يطلب المساعدة من أسفل الركام.

وبسرعة، تتبّع رجال الإنقاذ الصوت، وبدأوا في أعمال الحفر اليدوي بدقة شديدة حتى تمكنوا من إخراجه حيًا وسط تصفيق ودموع الأهالي.

وقد نُقل المواطن فورا إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بينما عاش مأساة قاسية بعد تأكيد وفاة زوجته وأولاده الذين تم انتشالهم جثثا هامدة من تحت الأنقاض، ما جعل مشهد إنقاذه يحمل ألم النجاة وفاجعة الفقد في آن واحد.

الحماية المدنية تنقذ 10 مصابين وتنتشل 10 جثث

أكدت مصادر ميدانية أن قوات الحماية المدنية تمكنت من إنقاذ 10 أشخاص أحياء حتى الآن، تم نقلهم جميعًا إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم، بينما تم استخراج 10 جثث من تحت الأنقاض، وسط مخاوف من وجود ضحايا آخرين لم يتم العثور عليهم بعد.

وتتواصل أعمال رفع الركام باستخدام المعدات الثقيلة، إلى جانب التدخل اليدوي في المناطق الدقيقة، خاصة مع وجود بلاغات من الأهالي تفيد بفقدان أفراد من أسرهم كانوا متواجدين داخل المنزلين وقت الانهيار.

8 سيارات إسعاف مرابطة بالموقع

تمركزت 8 سيارات إسعاف بمحيط العقارين المنهارين، لتقديم الإسعافات الأولية الفورية ونقل أي ناجين إلى المستشفيات دون تأخير، ضمن خطة الطوارئ التي تم تفعيلها منذ وقوع الحادث.

وتم تعزيز التواجد الأمني والتنفيذي بالموقع، حيث يشرف عدد من قيادات مديرية أمن القاهرة على عمليات الإنقاذ، وتنسيق الجهود بين الأجهزة المعنية، وسط حالة تأهب واستنفار كامل.

بلاغ عاجل وانتقال فوري للأجهزة الأمنية

وكانت البداية حينما تلقى قسم شرطة حدائق القبة بلاغًا من الأهالي يفيد بانهيار عقارين متجاورين مكونين من طابق أرضي و4 طوابق علوية، وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية وقوات الإنقاذ البري إلى موقع الحادث.

وتبين من المعاينة الأولية أن العقارين قد انهارا بشكل كامل، ما أدى إلى دفن عدد كبير من السكان تحت الأنقاض، وتسببت الكارثة في دمار هائل للمباني المجاورة، مع تصدع عقار ثالث مجاور.

تحقيقات موسعة للوقوف على أسباب الانهيار

بدأت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث، بعد الانتقال إلى موقع الكارثة وسماع أقوال شهود العيان، وأمرت بندب لجنة هندسية لفحص حالة العقارين المنهارين، ومعاينة العقارات المجاورة لبيان مدى سلامتها الإنشائية.

كما تم تكليف فريق من المباحث الجنائية بجمع التحريات حول ما إذا كان هناك تقاعس أو إهمال من قبل الجهات المعنية بالصيانة أو وجود أعمال بناء مخالفة، مع مراجعة سجلات الحي الخاصة بالعقارين المنهارين.

مشاهد إنسانية مؤلمة وحالة حزن تخيم على الأهالي

تسود المنطقة حالة من الحزن الشديد، بعد أن تحولت بيوت كانت تعج بالحياة إلى أكوام من الركام، ومع كل جثمان يُنتشل من تحت الأنقاض، ترتفع الصرخات وتنهار أسر بأكملها في لحظات وداع مأساوية.

وقال أحد الجيران في تصريحات صحفية: «كنا بنسمع أصوات استغاثة من تحت الركام.. الأطفال كانوا بيصرخوا ومحدش قادر يوصل لهم بسرعة»، بينما أضاف آخر: «في أسر بالكامل راحت، وناس خرجت عايشة بس فقدت كل أهلها».

الجهات التنفيذية تتحرك لتوفير وحدات بديلة

في سياق متصل، أعلنت محافظة القاهرة عن بدء حصر الأسر المتضررة من الحادث تمهيدًا لتوفير وحدات سكنية بديلة، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، حيث وجهت الوزيرة الدكتورة مايا مرسي بسرعة تقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية العاجلة.

وأكدت وزارة التضامن في بيان رسمي، أن فريق الإغاثة بالهلال الأحمر المصري موجود في موقع الحادث منذ اللحظة الأولى، ويقوم بتوزيع بطاطين ومياه ومساعدات غذائية، إلى جانب تقديم الدعم النفسي للأهالي المنكوبين.

كارثة تفتح جراح ملف العقارات القديمة من جديد

وتعيد هذه الكارثة الأليمة إلى الأذهان ملف العقارات القديمة المتهالكة التي أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين، وسط مطالب شعبية متزايدة بضرورة فحص شامل لجميع الأبنية القديمة وتفعيل قرارات الإزالة والترميم.

وينتظر الشارع المصري تقرير النيابة العامة النهائي لكشف حقيقة ما حدث وتحديد المسؤوليات، خاصة بعد تكرار حوادث مشابهة في مناطق مختلفة بالقاهرة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يجعل من حادث حدائق القبة جرس إنذار جديد لا يجب تجاهله.

حوادث