ضحكة بحجم وطن.. حسن مصطفى كما رآه الجمهور العربي

تحل اليوم، السادس والعشرون من يونيو، ذكرى ميلاد الفنان القدير حسن مصطفى، أحد أبرز أعمدة الكوميديا المصرية والعربية، وصاحب المسيرة الفنية الطويلة التي امتدت لما يقرب من نصف قرن، قدم خلالها عشرات الأدوار التي حفرت مكانها في قلوب الجماهير، وأصبحت جزءًا من الذاكرة البصرية والوجدانية لعدة أجيال.
لم يكن حسن مصطفى فنانا عابرا، بل كان نموذجا خاصا للكوميديان «الجاد»، الذي يجمع بين خفة الظل والانضباط، بين حضور المشهد وعمق الأداء.
ومنذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ خطواته على خشبة المسرح، قبل أن ينتقل إلى السينما والتليفزيون، محققا نجاحات واسعة، ساعدته على أن يصبح واحدًا من أكثر الوجوه المحببة لدى الجمهور المصري والعربي.
من «مدرسة المشاغبين» إلى «العيال كبرت»
لعل أبرز ما يتذكره الجمهور عن حسن مصطفى هو أداؤه البديع في دور «رمضان السكري»، الأب الطيب والمثقل بهموم الأسرة في المسرحية الخالدة «العيال كبرت».
قدم الدور بحرفية نادرة، مزج فيها بين الواقعية والرمزية، بين خفة الظل والتراجيديا، حتى بات «رمضان السكري» شخصية أيقونية في المسرح العربي، تتوارثها الأجيال.
وقبلها، لمع في مسرحية «مدرسة المشاغبين» بدور "الناظر عبد المعطي"، المدير التقليدي الذي لا يستطيع السيطرة على فوضى جيل السبعينيات، مقدماً مشاهد طريفة ما زالت تثير الضحك رغم مرور العقود.
نجوميته في السينما والتلفزيون
لم يكن المسرح وحده هو ملعب حسن مصطفى، بل قدم في السينما عشرات الأدوار المهمة، منها شخصيته الشهيرة في فيلم «مطاردة غرامية» حيث أدى شخصية «فانتوماس»، والتي تعتبر من أوائل التجارب المصرية في الكوميديا الهزلية (Parody)، وسخر خلالها من صورة الشرير النمطي بشكل ذكي ومحبب.
وفي الدراما التليفزيونية، كانت له بصمات بارزة، منها مشاركته في مسلسل «رأفت الهجان»، مجسدًا شخصية الضابط الإسرائيلي «دان رابينوفيتش»، والتي قدمها بجدية عالية رغم طابعه الكوميدي المعتاد، ما أثبت قدرته على التنوع والتمكن من أدواته كممثل محترف.
فنان لا يطلب البطولة
أحد أبرز ما ميز حسن مصطفى هو أنه لم يسع يومًا إلى البطولة المطلقة، بل كان دومًا يبحث عن «الحضور الكامل». كان يعرف كيف يخطف الأنظار من خلال جملة واحدة، أو تعبير وجه، أو إيفيه يلقيه في التوقيت المناسب. كان يمتلك أدوات الممثل المسرحي الكلاسيكي: التحكم في الصوت، التعبير الجسدي، التوقيت، والانفعال الصادق.
ورغم أنه كثيرا ما لعب أدوارا مساندة، إلا أن الجمهور ظل يتذكره كما يتذكر الأبطال، لأن حضوره كان طاغيًا، وتأثيره لا يقل عن أبطال العمل.
ذكريات لا تُنسى في المغرب
يحكي أحد الفنانين الذين رافقوا حسن مصطفى في مهرجان الدار البيضاء السينمائي بالمغرب، كيف كان محط الأنظار وموضع حب من الجمهور المغربي، الكبير والصغير، الذين كانوا يتغنون بمشاهده من «العيال كبرت»، ويطلبون التقاط الصور معه، ليس كنجم فقط، بل كرمز للبهجة والضحك الأصيل.
لقد بدا واضحا أن حسن مصطفى تجاوز حدود المحلية، وأصبح أيقونة عربية للكوميديا العائلية النظيفة، وللفن الذي يصنع ابتسامة لا تُنسى.
فنان بملامح الأب الطيب
بملامحه الهادئة وصوته المميز، جسد حسن مصطفى شخصية «الأب المصري» بكل تناقضاتها الجميلة: الحنون والمتذمر، الحازم والمتردد، الطيب الذي يُحاول لمّ شمل أبنائه مهما اشتدت الأزمات.
وربما هذا ما جعل الجمهور يربطه دومًا بصورة «الوالد» الذي يشبه آباءنا، بكل ما فيهم من بساطة ومهابة.
تكريم بعد الرحيل
رغم أن الفنان حسن مصطفى رحل عن عالمنا في مايو عام 2015، إلا أن ذكراه باقية، وأدواره ما زالت تعرض على الشاشات، تضحكنا وتعلمنا وتعيدنا إلى زمن الفن الجميل.
وقد كرمته الدولة في حياته وبعد رحيله، لكن تبقى محبة الناس هي التكريم الأعظم لأي فنان.
وأخيرًا في ذكرى ميلاده، لا نسترجع فقط أعمال حسن مصطفى، بل نُعيد إحياء زمن كامل من الفن النقي والضحكة الصافية.
هو فنان لم يكن صاخبا، لكنه كان صادقًا، ونجوميته لم تكن في صدارة الأفيش، بل في عمق الأداء وصدق الشعور، رحم الله حسن مصطفى.. ضحكته لا تزال تملأ القلوب دفئًا وبساطة.
- حسن مصطفى
- ساند
- المسرحية
- مهرجان
- الفن
- عمل
- تعلم
- السينما
- درة
- أرز
- بطولة
- العمل
- شاهد
- المغرب
- صدارة
- داره
- المصري
- الصور
- العيال كبرت
- مصر
- حكم
- تلفزيون
- الذاكرة
- المعهد العالي للفنون المسرحية
- مسرحية مدرسة المشاغبين
- كوميديا
- السكر
- التجار
- خطف
- العربية
- العرب
- الضحك
- العقود
- المسرح
- التلف
- صورة
- مدرسة
- الدراما
- رمضان
- البط
- مدرس
- التلفزيون
- تجار
- الدولة
- مرور
- الشاشات
- الدول
- السكري
- طره
- عين
- الكوميديا المصرية
- أرزة
- التعب
- القارئ نيوز