السبت 28 يونيو 2025 الموافق 03 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

إحالة أوراق «سفاح المعمورة» للمفتي.. تفاصيل صادمة بواحدة من أبشع جرائم الإسكندرية

سفاح المعمورة أثناء
سفاح المعمورة أثناء المحاكمة

أحالت محكمة جنايات الإسكندرية، اليوم، أوراق المتهم المعروف إعلامياً بـ«سفاح المعمورة» إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في الحكم بإعدامه، وذلك بعد انتهاء ثالث جلسات المحاكمة، في القضية التي هزّت الرأي العام لبشاعتها وتعدد ضحاياها.

وجاء القرار برئاسة المستشار «محمود عيسى سراج الدين»، وعضوية كل من المستشارين «تامر ثروت شاهين»، «محمد لبيب دميس»، «عبد العاطي إبراهيم صالح»، وبحضور المستشار «طارق عبد الكريم» رئيس نيابة المنتزه الكلية، وأمانة سر «حسن محمد حسن».

وكانت المحكمة قد أمرت في وقت سابق بعرض المتهم «السفاح» على مستشفى العباسية للصحة النفسية للتأكد من سلامة قواه العقلية، وجاء التقرير مؤكداً تمتعه بالوعي الكامل والإدراك التام أثناء ارتكاب الجرائم، وهو ما عزز موقف الادعاء بخصوص مسؤولية المتهم الجنائية.

البداية.. بلاغات متعددة عن اختفاء وقتل

تعود وقائع القضية المقيدة برقم 9046 لسنة 2025 جنايات قسم شرطة المنتزه ثان، حين تلقت الأجهزة الأمنية بلاغات تفيد بتغيب عدد من الأشخاص بينهم مهندس وسيدتان، ليتبين لاحقًا أن وراء اختفائهم محامي يدعى «ن.ا.ال»، استدرجهم وقتلهم، ودفن جثثهم داخل وحدات سكنية كان قد استأجرها لهذا الغرض.

وبحسب تحقيقات النيابة، بدأت العلاقة بين المتهم والمجني عليه الأول، المهندس «م.ا.م»، عام 2021 في إطار تعاون قانوني، حيث استغل المتهم حاجة الضحية إلى حل نزاع قانوني، وقام باستدراجه إلى وحدة سكنية مجهزة مسبقًا بالجريمة. 

وهناك، أجبره على التنازل عن عقار وسيارة، وهدده بسلاح أبيض. 

وعندما رفض الضحية، انهال عليه ضربًا حتى فارق الحياة، ثم قام المتهم بوضع الجثة داخل صندوق خشبي بعد تكفينها وتغليفها بأكياس بلاستيكية، ودفنها في حفرة داخل الوحدة.

المثير أن المتهم، في محاولة لإبعاد الشبهات، استخدم هاتف الضحية لإرسال رسائل لذويه مدعيًا أنه على وشك الزواج وسيسافر إلى شرم الشيخ، كما أجبره على مهاتفتهم تحت التهديد.

الزوجة الضحية الثانية

أما المجني عليها الثانية، فهي زوجة المتهم وتُدعى «م.ف.ث»، حيث نشبت بينهما خلافات أسرية متكررة بسبب سلوكيات المتهم المشبوهة.

 ووفقًا لأوراق القضية، قرر المتهم التخلص منها، فقام بتجهيز صندوق خشبي وقماش تكفين وأكياس سوداء، وتعدى عليها بالضرب ثم خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. 

وكرر نفس السيناريو، حيث وضع جثمانها في الصندوق ودفنها في وحدة سكنية أخرى بمنطقة المعمورة البلد.

جريمة ثالثة بدافع الطمع

وفي شهر أغسطس 2024، ارتكب المتهم جريمته الثالثة، بحق «ت.ع.ر»، وهي سيدة كانت قد أوكلت له متابعة قضايا نزاع بينها وبين أطراف أخرى. 

وبعد خلاف مالي بسبب تقاعسه عن العمل، قررت وقف أتعابه، فاستدرجها المتهم إلى منزله وقتلها خنقًا، واستولى على الكارت البنكي الخاص بها وهاتفها ومبلغ مالي، ثم دفنها بجوار زوجته بنفس الطريقة.

التحريات والاعترافات

التحقيقات كشفت عن تفاصيل دقيقة للجرائم الثلاث، مدعومة بتحريات المباحث، التي أكدت أن المتهم كان يخطط بدقة لكل جريمة، مستغلًا مهنته كمحام للتقرب من ضحاياه، والتلاعب بعقولهم، وإقناعهم بأمان التعامل معه.

واعترف المتهم خلال التحقيقات تفصيليًا بكيفية ارتكاب كل جريمة، وتبين أنه استولى من ضحاياه على ممتلكات وأموال وبطاقات بنكية، كما عمد إلى حفر القبور بيده، وشراء مواد بناء لإخفاء آثار الجريمة بإحكام.

انتظار الكلمة الأخيرة

بإحالة أوراقه إلى المفتي، أصبح «سفاح المعمورة» في انتظار الحكم النهائي من المحكمة، والذي من المتوقع النطق به في الجلسة المقبلة، بعد ورود رأي دار الإفتاء، والذي يعد رأيًا استشاريًا.

وتواصل النيابة العامة متابعة تنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، الذي أقر بجريمته أمام جهات التحقيق، وتم تحرير محاضر رسمية بالوقائع الثلاث.

الشارع السكندري، بل والمصري عموما، ما زال تحت صدمة هذه الجرائم المتسلسلة، التي تكشف عن خلل عميق في الضمير الإنساني، وتعيد طرح تساؤلات كثيرة حول كيفية توظيف الثقة في علاقات العمل والعائلة دون أن تتحول إلى أدوات قتل.

ليظل اسم «سفاح المعمورة» محفورا في ذاكرة الجريمة كأحد أبشع السفاحين في تاريخ الإسكندرية، بعدما سطّر ثلاث جرائم مروعة بدم بارد، وعقلية سفاح محترف لا تعرف الرحمة.

تم نسخ الرابط