الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«ماري منيب».. أيقونة الكوميديا التي صعدت من «الحشمة» إلى قلوب المصريين

ماري منيب
ماري منيب

بإفيهاتها المميزة، وحضورها الطاغي على الشاشة، صنعت الفنانة الراحلة ماري منيب حالة فنية لا تتكرر، جعلتها واحدة من أكثر الوجوه المحبوبة في تاريخ السينما المصرية. 

عرفها الجمهور بدور الحماة المتسلطة ذات الكلمة الثقيلة والمواقف الكوميدية التي لا تنسى، حتى غدت عباراتها جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية، مثل جملتها الشهيرة: «لابسة هدوم سودة علشان أنا ست حشمة».

ولدت في بيروت.. وتألقت في مصر

وُلدت ماري منيب في 12 فبراير 1905 بالعاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى مصر، لتعيش في حي شبرا الشعبي، وتبدأ حياتها في بيئة ثقافية مصرية صميمة.

 اسمها الحقيقي كان «ماري سليم حبيب نصر»، لكن شهرتها جاءت من زواجها الأول بالفنان «فوزي منيب»، لتصبح «ماري منيب» الاسم الفني الذي التصق بها طوال مشوارها.

من راقصة إلى نجمة الكوميديا الأولى

بدأت ماري مشوارها الفني راقصة في الملاهي الليلية، قبل أن تنضم إلى فرقة نجيب الريحاني عام 1937، في نقلة نوعية غيرت مسار حياتها.

 ومن هنا كانت انطلاقتها الحقيقية في عالم الفن، حيث قدمت أعمالًا مسرحية وسينمائية خالدة، لتصبح رمزًا من رموز الكوميديا المصرية.

إسلامها عن قناعة.. واندماجها في بيت مسلم

في مفارقة إنسانية لافتة، عاشت ماري منيب حياة عائلية شديدة التداخل بين الثقافات والأديان. فقد تزوجت للمرة الثانية من المحامي «فهمي عبدالسلام»، زوج شقيقتها الراحلة، من أجل تربية أبناء أختها. 

عاشت داخل أسرته المسلمة، وتأثرت بطقوسهم وممارساتهم الدينية اليومية، حتى قررت عن قناعة إعلان إسلامها عام 1937، في محكمة مصر الابتدائية، بحضور الشيخ محمود العربي والشيخ أحمد الجداوي، لتبدأ صفحة جديدة في حياتها الروحية والاجتماعية.

أرشيف سينمائي ضخم وإفيهات خالدة

خلال مشوارها الفني، شاركت ماري منيب في نحو 200 فيلم سينمائي، وامتدت مسيرتها لأكثر من 35 عامًا.

 برعت في تجسيد دور الحماة المتسلطة، التي تسعى دائمًا لتخريب زيجات أبنائها، ولكن بخفة ظل جعلت الجمهور يقع في حبها، رغم قسوة الشخصية التي تلعبها.

من أشهر أفلامها: «مراتي نمرة 2»، «سي عمر»، «مصنع الزوجات»، «الجنس اللطيف»، «المليونيرة الصغيرة»، «حماتي قنبلة ذرية»، «حماتي ملاك»، وكان آخر ظهور لها في فيلم «لصوص لكن ظرفاء».

وخلال هذه المسيرة، خلدت ماري العديد من العبارات الساخرة التي لا تزال تتردد حتى اليوم، مثل:
«اسأليني أنا.. ده أنا مدوباهم اتنين»،
«بلا نيلة»،
«طوبة على طوبة خلي العاركة منصوبة»،
«دوري على وشك اللي حاطة عليه جردلين ورنيش».

النهاية.. وداع على خشبة المسرح

رغم نجاحاتها الكبيرة في السينما، ظل المسرح هو عشقها الأول، وكان آخر أعمالها المسرحية مسرحية «إبليس»، لكنها لم تكملها، حيث ألم بها المرض أثناء البروفات، واضطرت لدخول المستشفى

وبعد معاناة قصيرة، رحلت عن عالمنا في 21 يناير 1969، تاركة وراءها إرثًا فنيًا هائلًا ومكانة راسخة في قلوب جمهورها.

ماري منيب.. من الحارة إلى الخلود

تُعد ماري منيب نموذجًا للفنانة الشاملة، التي عبرت من خلفيتها المتواضعة إلى صفوف الصفوة في الفن المصري، ونجحت في انتزاع الضحكة من قلوب الجمهور رغم تجسيدها لأدوار لا تخلو من القسوة. 

فبخفة ظلها وصدقها، تحولت «الحماة المرعبة» إلى «أيقونة كوميديا»، والمرأة الحازمة إلى فنانة محبوبة.

قصتها ليست فقط عن الفن، بل عن الشجاعة في التغيير، والانفتاح على الآخر، والتأثير في وجدان شعب بأكمله.

كما شمل التدريب جلسات تفاعلية ومحاكاة واقعية لمواقف انتخابية محتملة، بهدف تعزيز كفاءة المتدربين ورفع جاهزيتهم الميدانية. 

وحرص القائمون على البرنامج على إشراك المشاركين في نقاشات مفتوحة لتبادل الخبرات وبناء رؤية موحدة.

تم نسخ الرابط