الأحد 13 يوليو 2025 الموافق 18 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نجم الزمن الجميل.. علي الكسار الذي حول البساطة إلى عبقرية فنية

علي الكسار
علي الكسار

تمر اليوم 13 يوليو، ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل «علي الكسار» أحد أعمدة الفن المصري في بدايات القرن العشرين، والذي شكل علامة فارقة في تاريخ الكوميديا على خشبة المسرح وشاشات السينما. 

ولد الكسار في مثل هذا اليوم من عام 1887، وتمكن بموهبته الفطرية وشخصيته البسيطة من أن يحتل قلوب الجماهير، ويترك إرثًا فنيًا لا ينسى.

«بدايات فنية متواضعة» تحولت إلى نجومية

بدأ «علي الكسار» حياته الفنية عام 1907 حين أسس فرقة مسرحية تحت اسم «دار التمثيل الزينبي». ورغم بساطة البداية، إلا أنه تمكن سريعًا من جذب الأنظار بخفة ظله وموهبته، ليشق طريقه بثبات وسط كبار فناني عصره.

دخل عالم السينما للمرة الأولى في عام 1920 من خلال فيلم قصير بعنوان «الخالة الأمريكانية» مدته 32 دقيقة، كان بمثابة انطلاقته الأولى على الشاشة الفضية.

وفي عام 1925، أسس فرقة مسرحية تحمل اسمه، أصبحت فيما بعد من أبرز الفرق المسرحية في مصر، وقدّمت عشرات العروض التي لاقت إقبالًا جماهيريًا واسعًا.

علي الكسار
علي الكسار

«البربري المصري».. الشخصية التي نافست كشكش بك

أبدع الكسار شخصية «عثمان عبد الباسط» النوبى الطيب، والتي عُرفت باسم «البربري المصري»، في مواجهة شخصية «كشكش بك» التي كان يقدمها نجيب الريحاني. ونجحت الشخصية في ترسيخ اسمه كأحد أهم وجوه الكوميديا المصرية.

وفي عام 1924، قفزت فرقته قفزة فنية هائلة عندما انضم إليها الموسيقار الكبير الشيخ «زكريا أحمد»، مما أضفى على العروض طابعًا موسيقيًا مميزًا ساعد في ازدهارها.

وسافر «الكسار» عام 1934 إلى الشام، حيث قدم هناك عروضًا مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا، وأكدت مكانته كفنان شامل يتقن تقديم الكوميديا للمشاهد العربي في كل مكان.

حين أغلقت الأضواء.. لجأ إلى الشاشة الكبيرة

رغم النجاحات المتواصلة، إلا أن علي الكسار لم يسلم من الأزمات، إذ تعرض لفترة صعبة أغلقت فيها فرقته المسرحية بعد تقديم أكثر من 160 عرضًا، لكن عزيمته لم تنكسر، فاتجه إلى السينما التي وجد فيها ملاذًا جديدًا للتألق.

قدّم عددًا من الأفلام التي ما زالت تُعرض حتى اليوم، ومنها: «بواب العمارة»، «غفير الدرك»، «سلفني 3 جنيه»، «عثمان وعلي»، «علي بابا والأربعين حرامي»، و«محطة الأنس».

علي الكسار
علي الكسار

النهاية.. رحل الجسد وبقي الضحك

رحل «علي الكسار» عن عالمنا في 15 يناير 1957، لكنه ظل حيًا بأعماله التي رسمت الابتسامة على وجوه الملايين، وأصبح رمزًا للبساطة والكوميديا الأصيلة.

في ذكراه، يبقى «علي الكسار» نموذجًا للفنان الحقيقي الذي قدّم فنًا راقيًا بلا ابتذال، واستطاع رغم صعوبات الحياة أن يترك بصمة لا تمحى في سجل الزمن الجميل.

تحل اليوم، السبت 13 يوليو، الذكرى 138 لميلاد الفنان الكوميدي الكبير «علي الكسار»، أحد أبرز نجوم الزمن الجميل، وصاحب البصمة الواضحة في عالم الكوميديا المصرية، والذي نجح بأسلوبه البسيط والودود في أن يحتل مكانة مميزة لدى الجمهور، سواء من خلال المسرح أو السينما، في زمنٍ شهد صعود أسماء لامعة كثيرة، لكنه ظل واحدًا من أعمدته الراسخة.

ولد «علي الكسار» في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1887، ونشأ في بيئة شعبية ساعدته على تكوين شخصية كوميدية قريبة من الناس، فاستمد منها خفة دمه وتعبيراته الطريفة التي شكلت نواة موهبته لاحقًا، ليصبح لاحقًا منافسًا شرسًا لفنان الكوميديا الأول «نجيب الريحاني» في فترة من الفترات.

البدايات الفنية.. من المطبخ إلى خشبة المسرح

كان والد «علي الكسار» يعمل «سروجياً» – يصنع سروج الخيول – وكان يريد من ابنه أن يسلك طريقه المهني نفسه، لكن شغف الكسار بالفن والمسرح أخذه إلى طريق مغاير تمامًا.

 في بدايات شبابه عمل طباخًا لدى أحد الباشاوات، لكنه لم يستمر طويلًا، إذ انضم عام 1907 إلى فرقة مسرحية صغيرة تدعى «دار التمثيل الزينبي»، كانت نواة انطلاقته الأولى في عالم الفن.

ومع مرور الوقت، بدأ الكسار في تكوين فرقة مسرحية خاصة به، ليؤسس عام 1925 «فرقة علي الكسار» التي قدمت عروضًا ناجحة وجذبت الجماهير بشكل ملحوظ، خصوصًا بعد انضمام الموسيقار الكبير الشيخ «زكريا أحمد» إليها.

علي الكسار
علي الكسار

«عثمان عبد الباسط».. البربري الطيب الذي نافس «كشكش بك»

من أبرز الشخصيات التي ابتكرها «علي الكسار» في مسيرته كانت شخصية «عثمان عبد الباسط»، النوبى الطيب، والتي أطلق عليها الجمهور لاحقًا «البربري المصري». 

وقد صاغها الكسار في إطار من السخرية اللطيفة والعبارات المميزة باللهجة النوبية البسيطة، لتُصبح واحدة من أشهر الشخصيات الكوميدية على الإطلاق في ذلك الوقت.

وقد نافست هذه الشخصية آنذاك شخصية «كشكش بك» التي قدمها «نجيب الريحاني»، مما أشعل منافسة مسرحية وكوميدية قوية بين الثنائي، كانت حديث الوسط الفني والجمهور لعقود.

الكسار والسينما.. رحلة من المسرح إلى الشاشة الفضية

اتجه «علي الكسار» إلى السينما في وقت مبكر، وكانت انطلاقته الأولى عام 1920 من خلال فيلم «الخالة الأمريكانية» الذي لم تتجاوز مدته 32 دقيقة. 

ورغم قصر الفيلم، إلا أنه فتح له بابًا واسعًا نحو السينما، التي وجد فيها جمهورًا أكبر ومجالًا لتطوير شخصياته الكوميدية.

وبعد تعثر فرقته المسرحية في الثلاثينيات، والتي قدمت أكثر من 160 عرضًا مسرحيًا ناجحًا، قرر الكسار التركيز على السينما

فبدأ رحلة طويلة من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وكانت أغلبها تحمل الطابع الكوميدي الشعبي، الممزوج بلمحات اجتماعية وإنسانية.

أعمال خالدة.. ضحك لا يشيخ

ترك «علي الكسار» رصيدًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، ولا تزال تضحك الأجيال رغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيله. ومن أشهر أفلامه:

«بواب العمارة»

«غفير الدرك»

«سلفني 3 جنيه»

«علي بابا والأربعين حرامي»

«عثمان وعلي»

«محطة الأنس»

تميزت أعماله بروح الفكاهة البريئة، وخلوها من الابتذال، واعتمادها على المواقف الإنسانية والكوميديا السوداء أحيانًا، ما جعله محبوبًا لدى جميع أفراد الأسرة.

رحلة خارجية ناجحة.. من القاهرة إلى الشام

في عام 1934، قرر الكسار السفر إلى الشام لعرض مسرحياته هناك، فحقق نجاحًا باهرًا، ونال إعجاب الجماهير العربية في سوريا ولبنان، الذين تفاعلوا مع طريقته المختلفة في الأداء الكوميدي، واحتفوا به كأحد أبرز نجوم مصر.

هذا النجاح الخارجي ساعد في ترسيخ اسمه فنيًا، وأثبت أن الكوميديا المصرية قادرة على تجاوز حدود اللغة واللهجة والوصول إلى كل الجماهير.

النهاية الحزينة لفنان أسعد الملايين

ورغم كل النجاح الذي حققه، لم تكن نهاية «علي الكسار» سعيدة. فقد عاش في سنواته الأخيرة في فقر، وانسحب تدريجيًا من المشهد الفني، حتى رحل عن عالمنا في 15 يناير 1957 عن عمر ناهز 70 عامًا.

لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا، ورسالة إنسانية من خلال فنه، مفادها أن الكوميديا الحقيقية هي التي تخرج من القلب وتصل إلى القلب دون تصنّع.

في ذكراه.. «علي الكسار» حاضر دائمًا على الشاشة وفي الوجدان

تمر الذكرى اليوم، لكن «علي الكسار» لا يزال حيًا بأعماله في ذاكرة محبيه، في زمن كان الفن فيه وسيلة للبهجة والتعبير عن هموم الناس وأحلامهم. 

ويبقى اسمه محفورًا في تاريخ الكوميديا المصرية، كأحد روادها الكبار، وصاحب الضحكة التي لا تزال تزيّن شاشات الأبيض والأسود.

تم نسخ الرابط