حريق هائل يلتهم مصنع إسفنج في دمياط.. وألسنة اللهب تمتد لمباني مجاورة

الثلاثاء 08/يوليو/2025 - 02:58 م

سادت حالة من الذعر بين أهالي محافظة دمياط، بعد تداول مقطع فيديو يوثق لحظة اندلاع حريق هائل داخل مصنع إسفنج بالمنطقة الصناعية في مدينة دمياط الجديدة، مساء اليوم الثلاثاء، وسط محاولات مكثفة من الحماية المدنية للسيطرة على ألسنة اللهب المتصاعدة والدخان الكثيف الذي غطى سماء المنطقة.

ألسنة اللهب تتطاير وسط صراخ الأهالي

أظهر الفيديو المتداول مشاهد مروعة للحريق، إذ تصاعدت ألسنة اللهب إلى ارتفاعات شاهقة، وتطايرت النيران من المصنع المحترق إلى مبانٍ مجاورة، فيما سمعت صرخات استغاثة من بعض الأهالي الموجودين في محيط المكان، مع حالة من الذعر انتابت الجميع خشية امتداد النيران لمنازل أو مصانع أخرى قريبة.

وقال عدد من شهود العيان إن الحريق اندلع في أحد مصانع إنتاج الإسفنج، وسرعان ما التهمت النيران محتويات المصنع بالكامل، لكون مادة الإسفنج من المواد شديدة الاشتعال، ما ساهم في تفاقم الحريق بسرعة كبيرة.

الحماية المدنية تتدخل بـ20 سيارة إطفاء

على الفور، تحركت قوات الحماية المدنية بمديرية أمن دمياط، ودفعت بأكثر من 20 سيارة إطفاء إلى موقع الحادث، في محاولة لمحاصرة النيران ومنع امتدادها إلى باقي المصانع المجاورة داخل المنطقة الصناعية.

وأكدت مصادر ميدانية أن النيران امتدت بالفعل إلى عدد من المباني المجاورة، وسط محاولات مكثفة للسيطرة على الحريق الهائل، في ظل استمرار تصاعد الأدخنة الكثيفة التي غطت سماء المنطقة.

سيارات الإسعاف في الموقع.. ولا أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن

كما دفعت هيئة الإسعاف بعدد من سيارات الإسعاف إلى موقع الحريق تحسبًا لوجود مصابين أو حالات اختناق، فيما لم يتم الإعلان حتى الآن عن وقوع إصابات أو خسائر بشرية رسمية، وسط تأكيدات من شهود العيان بوجود عدد من العمال الذين كانوا متواجدين بالمصنع لحظة اندلاع الحريق.

وأشار أحد العاملين في مصنع مجاور إلى أن أصوات الانفجارات الناتجة عن احتراق المواد سريعة الاشتعال كانت «مرعبة»، ودفعت عدداً من العمال للفرار من مواقع عملهم تحسباً لوقوع تطورات جديدة.

مشاهد صادمة من الموقع.. والنيران تبتلع كل شيء

رصدت كاميرات الهواتف المحمولة، التي تداولها الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات اندلاع الحريق وما تبعه من تصاعد للأدخنة، وامتداد النيران إلى سقف المصنع بسرعة شديدة، لتلتهم المعدات والمواد الخام المخزنة داخله، وسط محاولات مستميتة من رجال الإطفاء لعزل مناطق الاشتعال.

ويقول محمود السيد، أحد سكان المنطقة، إن الحريق بدأ فجأة وتصاعد بسرعة شديدة، مضيفًا: «كنا في بيوتنا وشفنا الدخان طالع من المصنع.. بعد شوية سمعنا صوت انفجار كبير، وبعدها شفنا اللهب بيزيد، وبعدين الحماية المدنية جت ومعاهم عربيات كتير».

التحقيقات الأولية.. ماس كهربائي أو مواد مشتعلة

ورغم أن التحقيقات ما زالت جارية، تشير التقديرات الأولية إلى أن الحريق قد يكون ناتجًا عن ماس كهربائي أو احتكاك بين مواد شديدة الاشتعال، خصوصا أن مادة الإسفنج تُعد من أكثر المواد القابلة للاحتراق والتفاعل السريع مع الحرارة.

وتجري حاليا النيابة العامة تحقيقاتها بالتنسيق مع الأدلة الجنائية وخبراء المعمل الجنائي للوقوف على الأسباب الفعلية وراء الحادث، وتحديد مدى توافر شروط السلامة المهنية داخل المصنع المنكوب.

دعوات لمراجعة إجراءات الأمان داخل المصانع

وعقب الحادث، تصاعدت دعوات عدد من أهالي دمياط وعدد من الجهات الحقوقية والنقابية لمراجعة إجراءات الأمن الصناعي والسلامة المهنية داخل المنطقة الصناعية بدمياط الجديدة، التي تُعد من أكبر المناطق الصناعية بمحافظة دمياط، وتضم مئات المصانع المتخصصة في مجالات متنوعة.

وطالب الأهالي بتكثيف الرقابة على المصانع، والتأكد من جاهزية منظومات الإطفاء الداخلية وخطط الطوارئ، مؤكدين أن «أرواح العمال أهم من أي شيء، ولا بد من اتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم تكرار هذه الكارثة».

الحادث يعيد تسليط الضوء على معايير الأمان الصناعي

لا تزال جهود الإطفاء جارية حتى اللحظة، وسط ترقب وانتظار لما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية بشأن أسباب اندلاع الحريق، ومدى جاهزية المصنع للتعامل مع مثل هذه الحوادث، وهو ما يعيد إلى الواجهة أهمية تشديد إجراءات السلامة المهنية في المنشآت الصناعية، حماية للأرواح والممتلكات.

حوادث